رواية خلخال هي رواية رومانسية درامية بقلم الكاتبة هدير السيد، تدور أحداثها حول حكاية تُشبه صوت الخلخال… رقيقة في ظاهرها، لكنها تحمل في طياتها قوة لا تُرى، لتُثبت أن أصغر التفاصيل قادرة على تغيير مسار القلب والحياة معًا.
رواية خلخال كاملة جميع الفصول
فى أحد الأحياء الشعبيه . حيث الكادحين والباحثين عن لقمه العيش . تدوى أصوات البائعين والجواله حيث الضجيج الذى إعتاده أهلها كأحد الطقوس اليوميه التى تميز تلك المنطقه
وفى أحد البيوت التى جار عليها الزمن وتشققت جدرانها بسبب سوء الصرف الصحى جلست ليلى على الأريكه المهترئه فى أحد أركان صاله منزلها برفقه والدتها
تشاهد أحد المسلسلات وفى يدها حزمه من الملوخيه تعمد على تقطيفها وعيناها لا تفارقان شاشه التلفاز المتهالك أمامها
نظرت لها والدتها بسخريه وأصدرت صوتاً مستنكرا بفمها وهتفت : إقفلى الزفت ده وكملى شغلك
ليلى بتوسل وهى لازالت ناظره للشاشه أمامها : استنى شويه ياما بس التمثيليه دى حلوة أوى
الأم : بتتفرجى على خيبه إيه !! شوفى نفسك وخيبتك التقيله مطلقه ومكملتيش سنه فى بيت جوزك الناس كلت وشنا بسببك
تأففت ليلى وهتفت بأسي : نصيب ياما
الأم : أهو ده الى انتى فالحه فيه ثم قلدتها بضيق : نصيب ياما ياشيخه بقي ثم تركتها وانصرفت
نظرت ليلى فى إثر والدتها وهمست محدثه نفسها : هقولك إيه بس ياما يلا الحمد لله على كل حال
ثم أطلقت زفير يائس وتابعت عملها
------------------------------------------------
فى أحد الأحياء الراقيه
جلست تنظر لانعكاسها فى المرآه بحزن تتحسس باناملها خطوط وهميه إخترعها عقلها عن أخاديد حفرها الحزن على ملامحها ، اعين اذبلها البكاء . سافر نظرها لصوره جانبيه تجمعها به حب عمرها وجرح عمرها فى آن واحد تنهدت بأسي واغرقت وجهها بمساحيق التجميل لإخفاء ما لا يراه غيرها . ارتدت قناعها اليومى الباسم وخرجت من غرفتها
استقبلتها والده زوجها العتيده جمالات هانم الصاوى بنظرات مستهينه
فاغتصبت ندى ابتسامه هادئه وهتفت : صباح الخير يا ماما
جمالات بتأفف : همم صباح الخير ثم ادارت وجهها للجانب الآخر
تحاملت ندى على نفسها وتسائلت : هو محمد مجاش من إمبارح متصلش بيكى طيب !!
نظرت لها جمالات بسخريه وأردفت :انا الى المفروض أسألك السؤال ده مش انتى ثم حركت شفتها بخيبه واردفت : صحيح بنات آخر زمن
صمتت ندى وحاولت التظاهر باللا مبالاه كعادتها تعلم جيدا ما يفعله زوجها ولكن ما حيلتها وهى عاجزة كأنثى على منحه حقه بالأبوة وها هى الزيجه الثالثه ولا اطفال من غيرها كذلك
سمعتا صوت سياره تعبر بوابه الفيلا فهبت واقفه واستأذنت من أم زوجها وعادت لغرفتها
------------------------------------------------
شارده فى حاضر لا ترى له مستقبل وماض ممتلئ بالأوجاع . من زوج طالما عاملها كعاهرته لا كزوجته لم يرغب فى الإنجاب وكلما فتح الحوار فى تلك النقطه لا تجد منه سوى أقذر الألفاظ والضرب المبرح .. وأهل زوج لا مبالون يتسائلون دوما عن سبب عدم حملها دون رد منها خوفاً من بطش زوجها وخوف أهلها من لقب مطلقه الذى ستوصم به وكأنه خزى وعار وجب تجنبه مهما عايشت معه من قسوة حتى أتى اليوم الذى أودعت فيه المشفى بعد أن إكتشف توقفها عن تناول مانع الحمل الذى فرضه عليها منذ أول ايام زواجهما فأوسعها ضربا حتى أصبح كل شئ ضبابى فى عينيها وسقطت فاقده للوعى بين يديه
افاقت من شرودها على صوت والدتها فاجابتها : حاضر ياما جايه
------------------------------------------------
وقفت بين الجموع تستعد تنظر حولها كصقر ينتظر الإنقضاض على فريسته تشير بإبهامها للمصور ليستعد
خرجت إمرأه فى الأربعينات يقتادها زوج من العساكر مكبله الأيدى
إقتحمت الجموع حتى وصلت لها وسألتها : قتلتى جوزك ليه ؟
بكت المرأه بحرقه وهمت بالحديث فمنعها الضابط المسئول هاتفا : لو سمحتى يا آنسه اى أسئله هتتم بعد إستجواب المتهمه فياريت تتفضلى وممنوع التصوير
حلا : يا فندم انا مش عاوزة تفاصيل طيب دلوقتى ممكن بس تجاوبنى إيه سبب الجريمه وانا ملتزمه قدام حضرتك بتأخير النشر لحين صدور أوامر بكده
أشار لها الضابط لتتقدم من المتهمه
حلا : قتلتيه ليه ؟
المرأه ببكاء : مكانش قصدى والله ه هو حاوى يصورنى يعنى احم حضرتك فاهمه فى وضع ميصحش ولما رفضت فضل يضرب فيا ومحستش بنفسي غير وانا نازله على دماغه بالى طالته إيدى حتى مش عارفه هو إيه مفوقتش غير ودمه سايح
توحشت نظرات حلا وهتفت من بين أسنانها : جدعه
الضابط ببلاهه : بتقولى إيه !
حلا بعصبيه :الى سمعته ولو مكانتش قتلته هى كنت قتلته انا ها إيه رأيك بقي !!
حرك الضابط راسه بلا معنى وهمس : مجنونه
حلا : نعم بتقول إيه ؟
تأفف الضابط وهتف : ولا حاجه ولو سمحتى وسعى بقي خلينى أشوف شغلى وروحى شوفى شغلك ثم أشار للعساكر ليتبعوه
عادت حلا الى المصور وهتفت : صورت !
المصور :هو مش الظابط قال متصوروش
ضربته فى كتفه وهتفت من بين أسنانها : غبى
------------------------------------------------
إقترب من غرفته يقدم قدم ويؤخر الأخرى زفر بتوتر وفتح الباب
وجدها نائمه يعلم تمام العلم انها ليست نائمه ولكن ما حيلته معها يعلم انها اصبحت كجوهره إنطفأ بريقها بسببه.. يحبها !! لا يعلم ولكنها زوجته وإبنه عمه يتيمه الأب يريد ان يواسيها ولكنه خائف من رده فعلها موقن بأنها تعلم عن تعدد زيجاته ليس طمعاً فى النساء ولكن لحاجته الملحه لإبن وحاجه عائلته لوريث يحمل إسمه و إسم عائلته
إقترب منها وجلس على حافه السرير ثم إنحنى مقبلاً قمه رأسها وهمس : آسف عارف انى جرحتك بس على الاقل إلتمسيلى عذر
ادمعت عيناها واهتز كتفاها فضمها إليه مربتاً على ظهرها وأردف : ولا واحده منهم كانت مراتى بجد دول مجرد وعاء ثم هتف بسخريه : وياريته نفع وانتى دلوقتى مراتى وبس مفيش حد تانى فى حياتى ثم أبتسم بسخريه وهمس : باين كده ان مش مكتوبلى أبقي أب رغم إنى معنديش مشاكل صحيه تمنع
شددت من قبضه يدها على ظهر قميصه وهتفت من بين دموعها : أبدا عمرى ما أمنع عنك حقك فى إنك تبقي أب بس مش بالطريقه دى
أبعدها عنه ناظرا فى عينيها بتساؤل فاغتصبت إبتسامه وأومأت له مردفه : انا الى هجوزك يا محمد هدورلك على الى تنفع تبقي أم لأولادك
نظر لها بشك فأردفت ببكاء : انا مش بالأنانيه دى انا بحبك وعاوزاك تبقي سعيد ومش هحرمك من حقك فى الأبوة وبعلمى أحسن من ورايا انا مش ضعيفه يا محمد انا أقوى مم تتصور هتتجوز الى بتخلف وهتاكد من ده بنفسي بس ..ثم رفعت إصبعها محذره بمزاح وهتفت : العدل يا إبن عمى مش طالبه منك غير العدل
------------------------------------------------
عادت حلا تتسحب على أطراف أصابعها كعادتها كلما تأخرت فى العمل فجأه أضيئت الأنوار ووجدت أبيها يقف وتعلو وجهه علامات الغضب فابتسمت له واقبلت عليه مقبله وجنته وهتفت : آسفه يا بابا قضيه كبيره وكان لازم أغطيها انت عارف انى ماسكه قسم المرأه فى الجريده ثم شمخت بانفها واردفت : وانت عارف إن إبنتك صحفيه مجتهده
نظر لها بحنان وأردف : بموت من القلق عليكى يا بنتى ثم اخفص صوته وهمس وخايف عليكى من عصبيه أخوكى ليه التأخير خلصى شغلك وإرجعى وسيبي القضايا الى فى الأوقات المتأخره دى للرجاله
حلا بتأفف : سيبك من أخويا وبعدين مالكم رجاله رجاله يا بابا معادش فى فرق دلوقتى بين الراجل والست غير بالإجتهاد وانا افضل من رجاله زمايلى كتير جدا ليه بقي القلق ده
قرص أباها وجنتها وهتف : انتى بتشتغلى لوقت متأخر ازاى مش عاوزانى أقلق وانتى أدرى منى بالى بيحصل للبنات الى فى سنك اليومين دول
إبتسمت له بحب فهى تعلم قلق والدها عليها بعد موت أمها وامتناعه عن الزواج من أخرى ولكنها تراه إستثناء . نوع منقرض من صنف آدم لن يتكرر
حلا : متقلقش يا بابا انت عارف ان معايا الحزام الاسود بالإضافه لصديقى العزيز ثم فتحت حقيبتها وتناولت الصاعق الكهربائى ولوحت به فى وجه أبيها هاتفه بمرح : ده
إبتسم لها والدها وربت على راسها برفق وأردف : طيب جهزى العشاء بقي انا كالعاده ماكلتش ومستنى ناكل سوا
صفقت بيدها بحماس وهتفت راكضه من أمامه : حالاً
------------------------------------------------
صراخ والدتها أيقظها من النوم فاسرعت خارجه من الغرفه تسبقها رنه خلخالها العتيده فوجدت أمها تخرج من الغرفه
ليلى بفزع : خير ياما فى إيه
هتفت امها : مش عارفه أبوكى ماله بنتكلم لقيته مرة واحده مسك صدره وقعد يتوجع
ركضت الى غرفه أبيها فوجدته يتألم نظرت لأمها وهتفت : لازم ناخذه للمستشفى
ثم ركضت الى غرفتها وارتدت عبائتها واسرعت محاوله إسناد والدها ووالدتها خلفهم تبكى بصمت
خرجت من باب البيت فلمحها مصطفى صاحب القهوة المقابله لمنزلهم نظر لها بتفحص ثم هتفه ناظرا لأبيها : ماله !
ليلى ببكاء : مش عارفه ينوبك ثواب ساعدنى ناخده المستشفى
أسند مصطفى الحاج حامد وعيناه لا تبارحان تلك الفاتنه الباكيه امامه ....
وصلوا الى المشفى واسرعوا به الى الطوارئ...
بعد الفحص خرج الطبيب من عند حامد فهبت ليلى راكضه : خير يا دكتور ماله ابويا
الطبيب بعمليه : ذبحه صدريه هو بيدخن كتير !
ليلى : أيوة
الطبيب : لازم يبطلها فى سنه ده لو الذبحه إتكررت انا مضمنش النتايج ممكن ميتحملهاش
لطمت ليلى صدرها بجزع وهتفت : يا لهوى
الطبيب : هو أحسن دلوقتى وهيقعد كام يوم تحت الملاحظه وتقدروا تشوفوه لما الممرضه تخرج من عنده.. وتركهم وانصرف
وضع مصطفى يده على كتفها محاولا اصطناع مواساتها فتنبهت مبتعده عنه وهتفت كازه على أسنانها : شكراً يا سي مصطفى لتعبك معنا مش عاوزين نعطلك أكتر من كده
إقترب منها مصطفى ونظر لوالدتها النائمه وهى مستنده على الحائط غافله عما يحدث مع إبنتها وتسائل : مش هتلينى بقي ؟
توحشت نظراتها وهتفت بغيظ : قصدك إيه؟
مصطفى وهو يتفحصها بوقاحه : انتى عارفه إنى عاوزك
تشدقت ليلى وهتفت : ومراتك ؟
مصطفى بارتباك : مالك ومال مراتى بس ؟
ليلى باستفهام : مش هتعترض على جوازك من واحده تانيه ؟
مصطفى غامزا بوقاحه : ومين قال انى هتجوز !
نظرت له ليلى محاوله كتم العبرات التى تتجمع بسرعه فى مقلتيها دون وعى منها وهتفت بصراخ : إمشي من هنا
فتحت أمها عينيها ونظرت لهم بتساؤل فتنحنح جاليا صوته وهتف مخاطبه امها : بالإذن يامو ليلى لو عوزتى حاجه كلمينى علطول ثم نظر لها بحقد وانصرف
استندت ليلى على الحائط خلفها وذرفت دموع القهر تنعى مجتمع لا يري من المطلقه سوى جسد سهل للطامعين ومعدومى الضمير بكت ضعف الأب وعدم وجود الأخ الذى يحميها من امثال ذلك الذى يستحل أعراض الناس ولا يراعى حرمه غيره بحجه انها تسير حامله عار انفصالها عن زوجها على كتفيها
↚
فى الصباح بمنزل حلا
رنين منبه هاتفها أيقظها كالعاده فتحت عيناها بكسل وتناولت هاتفها ناظره فى ساعته ثم تركته وفركت شعيراتها الحريريه القصيره التى لم تتعدى كتفيها بلون الشيكولاته ... ازاحت الغطاء ونهضت متوجهه للحمام لتنعش نفسها .. كالعاده روتين يومى مكرر يصيبها بالملل لولا طبيعه عملها وتبنيها القضايا المتعلقه بالمرأه لفقدت عقلها
أعدت الإفطار ووضعته على طاوله السفره وهتفت بصوت مرتفع مصفقه بيدها : يا أهل الدار الفطار جهز يلا
خرج والدها من غرفته بابتسامته البشوش كعادته وقبل جبهتها ثم جلس على رأس المائده
تأففت وهتفت بغيظ : كالعاده لازم اروح أصحيه
ثم نظرت لوالدها الذى اومأ لها مواسيا فابتسمت له وتوجهت لغرفه اخيها
طرقت الباب وهتفت : يلا يا كريم هتتأخر على شغلك
أتاها رده بصوت لم يفارقه النوم بعد
كريم : حاضر جاى أهو
عادت الى والدها وجلست بجواره ثم إقتربت منه هامسه : أول مره ميدوخنيش علشان يصحى انا حاسه انى خلفته ونسيته
ضحك والدها وربت على كتفها بحنان ....
خرج كريم بعد قليل
كريم : صباح الخير
الجميع : صباح النور .. وشرعوا فى تناول الإفطار بصمت .. لم يلبث ان قطعه كريم موجها حديثه لوالده
كريم : فى عريس جاى لحلا يا حاج
غصت حلا بلقمتها ونظرت له ببلاهه فأردف : محامى زميلى راجل محترم وابن ناس والكل بيحلف بأخلاقه ومجتهد فى شغله بصراحه عريس ميترفضش
حلا بضيق : ابقي اتجوزه انت
نظر لها والشرر يتطاير من عينيه
فقاطعهم صوت والدهم هاتفا : م تضربوا بعض أحسن وانا قاعد
كريم : العفو يا حاج
الوالد : طيب إسكت انت خالص
أومأ له وجلس يتابع الحديث بصمت
الوالد ناظرا لحلا : انتى معترضه ليه يا حلا !
حلا بضيق : مش فكره إعتراض يا بابا بس انا مش عاوزة اتجوز بالطريقه دى وبعدين هو يعرفنى منين أصلا علشان يطلبنى
والدها برفق : يعنى كل إعتراضك هو ده بس معندكيش إعتراض على شخصه صح
حلا بضيق : يا بابا ...
قاطعها والدها : طيب ولو قولتلك قابليه بس علشان خاطرى انتى مبقيتيش صغيره انتى دلوقتى ٢٥ سنه يا بنتى وبترفضى العرسان من غير حتى ما تقعدى معاهم شوفيه واتكلمى معاه لو مرتاحتيش خلاص
حلا باستسلام : حاضر يا بابا هقابله
والدها بابتسامه حنون مربتا على كتفها : ربنا يباركلى فيكى
إبتسمت على مضض ثم حولت نظرها لأخيها المبتسم بانتصار وهتفت وهى تهم بالوقوف : عن إذنكوا
------------------------------------------------
فى إحدى الشركات الهندسيه
جالساً خلف مكتبه عيناه ثابتتان على نقطه ما بشرود يحرق السيجاره بيده كما تحترق روحه فضولا وترقب للقادم .. اعاد ظهره للخلف وزفر دخان سيجارته فى الهواء ... طرق باب مكتبه فأذن للطارق بالدخول الذى ما كان سوى شريكه باسم
حرك باسم يده أمام وجهه متأففا وبيده الأخرى أغلق الباب خلفه
باسم ناظرا حوله : إيه يا عم انا مستغرب ازاى انذار الحريق مضربش لدلوقتى ثم نظر لمطفئه السجائر أمام صديقه وأشار لها مردفا بذهول : كل دى سجاير انت ايه بتنتحر !! .... ثم تقدم من صديقه ممسكا للسيجاره فى يده وطاحنا لها فى المطفئه
نظر له محمد بغيظ وهتف من بين أسنانه : عارف لو حد غيرك كان عملها ودينى كنت دفنته مكانه
باسم بمهادنه جالساً على كرسي أمام المكتب : فى إيه يا محمد بس مالك ؟
زفر محمد بضيق وخلل أصابعه فى شعره الفاحم الحريري الذى إستطال حتى وصل لحافه قميصه وأردف بضيق : مخنوق يا باسم خلاص قرفت
باسم بإستفهام : انت طلقت تانى !
إبتسامه سخريه شقت ملامحه ورفع ثلاثة اصابع أمام عينيه وأردف : قصدك تالت
أومأ له باسم بتفهم وأردف : طب وانت يعنى زعلان ليه هو انت كنت بتحبهم !
محمد : مش موضوع حب بس مستغرب وبدأت أيأس كل التحاليل بتقول انى مفييش عيب ومع ذلك اهو ٣ جوازات ومش عارف اجيب حته عيل
باسم برفق : يابنى كل حاجه بأوانها وبعدين مهو انت الى بتعمله ده مينفعش
محمد بتساؤل : هو ايه الى مينفعش ؟
باسم : بص من غير عصبيه كده من أول طريقه إختيارك للى بتتجوزهم ولا واحده فيهم تنفع أم أصلا واحده عايشه بره مستهتره وعجبها واحد وقالها نتجوز شهر ولو حصل حمل هنستنى تولدى وتسلميلى الواد وأطلقك وتسافرى وواحده معرفش جبتهالى منين حاجه إستغفر الله مش مريحه وقبلت بالجوازه طمع فى قرشين والتالته متتخيرش عنهم والألعن انك بتتجوز شهر لو محملتش تطلق هو فى كده .... ثم حرك رأسه بضيق وهتف ملوحا بيده : يا عم احمد ربنا ان محصلش حمل أصلا
محمد بسخريه : لأ وخد الجديد بقي
باسم بانتباه مضيقا عينيه : خير !
محمد : ندى طلعت عارفه بجوازاتى و قالت نفس كلامك وانهم كانوا جوازات غلط ثم قهقه عاليا وأردف من وسط ضحكاته : لا وعاوزة هى تنقيلى عروسه مناسبه
باسم بحزن : والله صعبانه عليا مش سهل على ست تتحمل الوضع ده مهما حصل ومهما كانت ظروفها
أومأ له محمد بحزن وأردف : انت بتقول فيها والله فعلا صعبانه عليا بس غصب عنى نفسي فى عيل يشيل إسمى انت عارف طمع أهلنا فى الصعيد فى الورث والمصيبه ان جدى مصمم كمان يجوز مها لواحد من ولاد عمى
وانا عمال اتحجج بإنها لسه بتدرس
باسم بتفهم : بصراحه الله يعينك
ثم إعتدل هاتفا : وأختك عرفت !!
ابتسم له محمد وأومأ نفياً وأردف : دى كانت هتقلبهالى محزنه . ثم همس بشرود : أشوف بس ندى ناويه على إيه وبعدها هسافر لجدى أشوف حل
------------------------------------------------
تحركت فى غرفتها بضيق آلام بطنها تزداد وعقلها لا يتوقف عن العمل جلست مستنده على حافه سريرها وأمسكت بطنها تعتصرها بألم ثم امسكت هاتفها
ندى : ايوة يا دكتور حضرتك فين
الطبيب : ...........
ندى : طيب انا جيالك
أغلقت الخط وارتدت ما طالته يدها وتناولت حقيبتها وانصرفت
كالعاده حماتها وزوجه عمها اللدوده تجلس فى حديقه الفيلا متناوله قدح الشاى الصباحى
ندى محاوله إخفاء ألمها : انا خارجه يا ماما
جمالات : قولتى لجوزك ؟
ندى مبتلعه ريقها بكذب : ايوة قولتله مش هتأخر وتحركت مسرعه قبل ان تكتشف حماتها كذبتها
------------------------------------------------
جالسه بجانب والدها محتضنه كفه وهو نائم ..نظرت لوالدتها النائمه على كرسي فى أقصي الغرفه ثم أعادت النظر له وهمست : ربنا يشفيك يابا انا مليش غيرك يسندنى . لو جرالك حاجه هتبهدل ثم ابتسمت بسخريه وأردفت : اذا كان وانت عايش بيعملوا فيا كده امال لو جرالك حاجه هيحصلى إيه
دلفت الممرضه الى الغرفه
الممرضه : صباح الخير ثم نظرت لوالدها واردفت مشيره له برأسها : لسه مصحيش !
أومأت لها ليلى نفيا فأردفت : طيب لو سمحتى عاوزينك تحت عند الخزنه
اومأت لها ليلى وتحركت تاركه للغرفه
------------------------------------------------
فى مكتب الطبيب فخرى
الطبيب : يا مدام ندى قولتلك مليون مره تنتظمى على علاجك حالتك النفسيه كل مادا ما بتتدهور ومأثره على صحتك
ندى باستهزاء : وهعمل إيه بصحتى يا دكتور هو انا عندى ولاد حتى انا مليش حد ولا أهم حد
الطبيب : يا مدام ندى انتى عندك قولون عصبى مذمن ومش ماشيه على العلاج وده الى واضح وشكوتك زادت ووصلت لنزيف شرجى وفقدان للشهيه وانا محتاج أعملك منظار
ندى بعند : ملهوش داعى
الطبيب : طيب كده انا مش فى إيدى غير انى أبلغ الباشمهندس محمد وهو يتصرف
ندى بفزع : لا لا أرجوك ثم أردفت بأسي : مش كفايه مبخلفش وبقيت عبء عليه
الطبيب بعمليه : يبقي هنعمل المنظار ثم أردف بتساؤل : آخر مره أكلتى كانت إمتى ؟
ندى بتفكير : امبارح باين بس شربت عصاير
الطبيب : تمام وانهارده ؟
ندى : لا مكلتش ولا شربت حاجه
الطبيب : جميل.. ثم ضغط الجرس فدلفت الممرضه
الطبيب : خدى مدام ندى تعمليلها حقنه شرجيه وجهزيها لعمل منظار
الممرضه : حاضر يا دكتور ثم نظرت لندى وأردفت : اتفضلى حضرتك معايا
------------------------------------------------
ذهبت عند خزنه المشفى واقتربت من الفتاه الجالسه بزيها الأنيق وتسائلت
ليلى : الممرضه قالتلى انكوا عاوزينى
الفتاه بعمليه : حضرتك تبع مريض غرفه كام
ليلى : ٥٠٢
تفحصت الفتاه شاشه الكمبيوتر أمامها وأجابتها : حضرتك هتدفعى ٤٠٠٠ جنيه تحت الحساب ولو إحتاجنا زياده هنبلغك
ليلى فارغه فاها : إيه ؟
الفتاه متفحصه لها بإشمئزاز : هو إيه الى إيه بقولك ٤٠٠٠ جنيه علشان نكمل علاجه
ليلى : بس انا معييش المبلغ ده
الفتاه : والله محدش قال لحضرتك تجيبوه مستشفى خاص المستشفيات الحكومى كتير
ليلى بعصبيه : نعم ياختى ليه كنتوا عملتوله إيه علشان تاخدوا كل الفلوس دى ؟
الفتاه : انا مش فاهمه إزاى دخلوكوا فى الإستقبال
ليلى بعصبيه: فين صاحب المخروبه دى
الفتاه بلا مبالاه : الدكتور فخرى أوضته فى الدور الرابع
تحركت ليلى بغضب الى غرفه الطبيب فتحت الباب بعصبيه ونظرت حولها للغرفه الفارغه ... أتاها صوت من خلفها
الممرضه : خير يا آنسه
ليلى : مش دى أوضه صاحب المستشفى
الممرضه : أيوة
ليلى : عاوزاه
الفتاه متفحصه لها ثم أشارت لمقعد بجانب الغرفه : تقدرى تستنيه هنا شويه
جلست ليلى تفرك يديها وتنظر حولها بوجل
------------------------------------------------
أنهى فخرى عمل المنظار وانتظر حتى أفاقت ونظر لها ثم أردف
فخرى : فى عندك إلتهاب تقرحى فى القولون لازم تمشي على العلاج المره دى لان ده لو زاد ممكن يوصل لورم فى القولون
نظرت له بهلع فأردف مطمئنا : متقلقيش لو انتظمتى على العلاج هتبقي كويسه وتتابعى معايا علطول
أومأت له برأسها فأردف : طبعا مفيش سواقه وانتى مروحه لانه غلط عليكى تقدرى تاخدى تاكسي او تكلمى حد يجى ياخدك انما سواقه بعد المنظار مينفعش
أومأت له برأسها
الطبيب : إتفضلى معايا على أوضه الكشف علشان أكتبلك العلاج... أقبلت الممرضه بكرسي متحرك فنظرت ندى لها ثم للطبيب
ندى مشيره للكرسي : ليه ده !
الطبيب مطمئنا : ده علشان لسه فايقه من البنج بس .. رغم انه نصفى بس بردو وعلى ما أخلص كتابه الروشته مش هتحتاجيه
------------------------------------------------
إقترب الطبيب من الغرفه وخلفه ندى على الكرسي المدولب وهم بفتح باب غرفته ..
هبت ليلى واقفه وهتفت : انت صاحب المستشفى ؟
الطبيب : أيوة خير
ليلى : البت الى عند الخزنه بتقولى انكوا عاوزين ٤٠٠٠ جنيه ده ليه وابويا يادوب دخل إمبارح
الطبيب بإشمئزاز : بت ! ثم أردف : طيب ده شغلها وانتى لازم تدفعى يا إما هستدعى البوليس ووالدك هيتفضل بره
ليلى بعصبيه : بره ده إيه أبويا تعبان ومش قادر يمشي عنده ذبحه انت مفيش فى قلبك رحمه ؟
الطبيب بتعالى : والله دى مش مشكلتى
ثم أشار للممرضه وأردف : دخلى مدام ندى وانا هخلص واحصلكوا
همت الممرضه بتحريك الكرسي فاستوقفتها ندى بيدها ونظرت للمنفعله أمامها بتفحص ثم هتفت
ندى : انا هدفعلها حساب المستشفى
نظرت لها ليلى بضيق وهتفت متخصره : وهو حد قالك يا هانم انى شحاته لاااا احنا فقرا آه بس كرامتنا عندنا بالدنيا
إبتسمت لها ندى وأردفت برفق ناظره للطبيب : معلش سيبنى معاها شويه
الطبيب : يا مدام ندى ب....
قاطعته ندى برجاء : بعد إذنك
حرك الطبيب كتفيه بإستسلام ودلف للغرفه تتبعه الممرضه
ندى بابتسامه : معلش ممكن تقربى علشان انا ثم فتحت ذراعاها ناظره لنفسها وأردفت : زى ما انتى شايفه
ليلى بشفقه : ياعينى ياختى انتى مشلوله متآخذنيش دكتور النحس ده خلانى مش على بعضى
ندى مبتسمه : ولا يهمك قربى بس
إقتربت منها ليلى : أهو قربت
ندى : بصى يا ستى انا هدفعلك فلوس المستشفى
إبتعدت عنها ليلى مقاطعه بعصبيه : قولتلك أ....
قاطعتها ندى : مش شحاته انا هدفعهم قصاد خدمه
ليلى مضيقه بين عينيها بشك : خدمه منى انا !
أومأت ندى بهدوء وأشارت لها لتقترب .. إقتربت منها ليلى
ندى : بصى يا ستى انا عاوزة منك ........
↚
عندما تنتهى السبل ، عندما يقف المرء عاجزاً أمام مشيئه القدر ، عندما تجبرنا الظروف على تحمل ما لا نطيق ، ننشد طرق قد لا تنتهى بنا الى وجهتنا ولكننا نتحرك مكرهين صوب المجهول !!
بعقل غائب تنظر للورقه بيدها ، تطالع الرقم المدون بهاx ، ألاف الأفكار تطرق عقلها ، لا تستطيع تقبل ما سمعت
نظرت للباكيه أمامها بأسي ، ماذا يدفع بإمرأه مثلها لذاك الطريق ومن هذا الوحش الآدمى الذى يدفع بزوجته لموقف كهذا ، ربتت على كتفها وهمست
ليلى : متآخذنيش يا ست ندى انتى ازاى تخليه يعمل فيكى كده ثم أردفت بحقد : واحده زيك ألف راجل يتمنى ضوفرها ومن غير عيال كمان ثم تشدقت وهتفت بسخريه : كنتى تعالى شوفى المحروس طليقى الى كان هيموتنى علشان عاوزة أخلف
نظرت لها ندى بحزن ، دموعها تنساب دون وعي منها وأردفت : حقه يا ليلى مش من حقى ألومه
ليلى بانفعال : جاته كسر حقه ثم أضافت بشراسه : بصى يا ست ندى كلامك على راسي بس الراجل ده انا لو شوفته هاكله بسنانى
إبتسمت ندى من بين دموعها وأردفت : انتى طيبه أوى يا ليلى ولو مكانش انتى هيتجوز غيرك ويمكن من غير علمى تانى ثم أضافت بتوسل : هتساعدينى ؟
ليلى بتوتر : ا انا محتاجه فلوس المستشفى آآه بس ....
قاطعتها ندى : من غير بس انا هدفعلك فلوس التحاليل كمان علشان نتأكد ان معندكيش موانع للحمل
ليلى : مش عارفه أقولك ايه
ندى : متقوليش فكرى ثم اشارت للورقه بيدها وأردفت : ورقمى معاكى هستنى تليفونك وحساب المستشفى انا هدفعه وانا ماشيه متشيليش هم
ثم اضافت بنبره متوسله : بس فكرى كويس
أومأت لها ليلى فابتسمت ندى بامتنان واردفت : هروح انا للدكتور
------------------------------------------------
فى احد الشقق السكنيه الفاخره
نظرت لذلك الواقف امامها موليا ظهره لهاx بحزن وهتفت ودموعها تسبق كلماتها
مها : يعنى إيه يا ماهر الى بتقوله ده انا ممكن أموت فيها
إلتفت لها وهتف بلا مبالاه : والله دى مشكلتك مش مشكلتى ثم أشار بيده لبطنها وأردف : الى فى بطنك ده ينزل وانا جدعنه منى هقولك عنوان الدكتور الى بيعمل العمليات دى
نظرت لذلك الواقف أمامها بذهول لا تصدق ان ذلك البغيض هو حبيبها الحنون رقيق المشاعر الذى أمطرها حبا وغزلا حتى وقعت كفريسه فى شباكه
ماهر بسخريه واضعا يده فى جيوب بنطاله : إيه صورتينى كام صورة
نظرت له بغيظ وهتفت : انا مراتك انت ازاى تعمل معايا كده
إبتسم بسماجه وتحرك الى غرفه جانبيه وعاد ممسكا بورقه العقد العرفى فى يده وأردف ملوحا بها
ماهر : مش هى دى الورقه الى مصدعانى بيها أهى ثم أبتسم وهو يمزق الورقه وكأنه يستمتع بفعلته تلك
اندفعت نحوه بانفعال هاتفه من بين اسنانها : هموتك قبل ما تفضحنى انا وأهلى
أمسك يدها قبل ان تصل له وثناها خلف ظهرها وقربها منه هاتفا باشمئزاز : ده على اساس انى ضربتك على إيدك ثم غمزها بوقاحه واردف : ما كله كان بمزاجك ولا إيه ؟
نظرت له بحقد واردفت : انت حيوان انا مراتك
أستوقفها باشاره من يده مصححا : عرفى
مها : يعنى إيه ؟
ماهر باستخفاف مشيرا للورقه الممزقه على الأرض : يعنى الى بينى وبينك كانت الورقه دى ... وقطعتها
مها من بين اسنانها : انت حقير
قهقه باستمتاع ثم دفعها حتى سقطت أرضا ... وضع يده فى جيبه بنطاله ثم رمى لها بورقه وأردف : ده عنوان الدكتور ويلا يا شاطره من هنا
إمتلأت عيناها بالدموع ولازالت ناظره له باستجداء فاردف صارخا مشيرا للباب : قولت بره
لملمت بقايا كرامتها المهدوره تحت قدميه وتناولت حقيبتها ووقفت ناظره له
نظر لها ثم للورقه واردف : لمى الى وقع منك وبالسلامه متورينيش وشك تانى
بأيدٍ مرتجفه إنحنت أمام قدميه وتناولت الورقه وخرجت
------------------------------------------------
جالسه بغرفتها تطالع صفحتها الشخصيه على موقع التواصل الإجتماعى تويتر تدون تغريده جديده
(مأساه حقاً ان تكونى انثى فى مجتمع شرقى فالبعض يراكى مجرد وسيله للإنجاب لا أكثر ، سلعه تباع وتشترى فى سوق الجوارى ، لا كيان لها سوى من خلال ذكور نصبوا كأولياء أمورها ، مجرد كيان تابع وجب عليه الطاعه وحرم عليه الخطأ ، بينما الرجل وكأنه منزه على كل خطأ ، سيد المجتمع ومالكه ، عندما يخون فالذنب علىx المرأه ، وعندما يتجبر فلتتحمله المرأه ، عزيزتى لقد ألقى على عاتقك مسئوليه حمايه البيت من الدمار بغض النظر عن مشاعرك كأنثى
قد يرانى البعض متعسفه ضد الرجال ولكن الحقيقه تعسفى ضد أفعال بعض الذكور وسلاماً على الرجال) .
نظرت حلا لما خطته يدها برضا وفركت بين عينيها بإرهاق ثم أغلقت حاسوبها وتوجهت الى سريرها مناشده النوم
------------------------------------------------
شاحبه كالأموات تجلس على سريرها محتضنه قدماها ، تذرف دموع القهر وتعض أصابعها ندماً على غالٍ فرطت به بأرخص الأتمان ، على كبرياء دهسته الأقدام ، وعقل غيبته بضع كلمات زائفه رفعتها لعنان السماء وها هى تلقى بها وحيده حامله لذنب لم تقترفه وحدها .. ووحدها هى الملامه به
تستحق ما أصابها ، تلعن نفسها وغبائها ألف مره ، واستسلامها وخضوعها آلاف المرات تنعى أباً بين أيادى الرحمن دنس إسمه بسببها
تحركت كتمثال آلى وأمسحت بحقيبتها ، بعثرت ما بها على الأرض وركعت تبحث عن ظالتها
تناولت مها الورقه بين أناملها وهتفت محدثه نفسها : مفيش حل تانى قدامى يا إما أخلص من الى فى بطنى يا إما أموت ويموت عارى معاياx
------------------------------------------------
للمره الثالثه تدلف للحمام فى خلال ساعه واحده ، إعتدل فى جلسته ونظر لباب الحمام المغلق الذى إختفت خلفه منذ قليل والأفكار تتلاعب بعقله
خرجت من الحمام واقتربت من الفراش فنظر لها بتساؤل
محمد : مالك يا ندى انا واخد بالى دى تالت مره تدخلى فيها الحمام فى ساعه واحده ودى مش أول مره تحصل ثم أردف بتساؤل : انتى كويسه ؟
ندى بسخريه : ياااه واخد بالك مره واحده عموما انا كويسه
محمد بشك : فى ايه يا ندى
ندى : ولا حاجه ثم أشارت لجهاز الحاسوب المتوسد قدمه واردفت : كمل شغلك انت انا هنام
إقتربت من الفراش وتمددت ثم أولته ظهرها
نظر لها بشك ثم أغلق جهاز الحاسوب ووضعه بجانبه واقترب منها هامساً : تحبى تروحى للدكتور
ندى وقد ترقرقت العبرات فى عينيها و هى لازالت على وضعيتها تلك : لا ملهوش داعى
قبل كتفها ومسح على شعرها بحنان ثم أردف وهو يعدل من نومتها لتصبح مقابله له : طب موحشتكيش
نظرت له قليلا بصمت ثم أولته ظهرها من جديد وهتفت : وحشتنى بس عاوزة انام تصبح على خير
نظر لها بحيره واردف : براحتك يا ندى وانتى من أهله
زفر بضيق ثم تناول حاسوبه مكملاً عمله ...
لم تنم وكيف للنوم أن يزورها وهى تنتظر رد ليلى والذى سيؤلمها على أيه حال رفعت عيناها وهمست : ياارب الصبر
------------------------------------------------
جوووووون
هتف بها باسم مصفقا بيده فى حين ينظر بجانب عينه لأخيه مردفا : لا لا منظرك بقي وحش اووووى انتوا بتلعبوا ليه اصلا
نظر له نادر بغيظ وهتف : انتوا الى لعبكوا كله غلط دى تسلل ازاى الحكم الغبى ده حسبها جون انتوا اصلا بتكسبوا بسبب الحكام
قهقه باسم ونظر لوالدته المستمتعه بالجدال الكروى الدائم فى بيتها وأردف : شايفه يا بطه ثم إقترب منها محتضناً كتفها وأضاف مشيرا لأخيه : الأستاذ نادر بيقول اننا بنخم وبنكسب بالحكام
فاطمه بابتسامه حنون : يابنى انا مبفهمش فى الكوره ثم أردفت ضاحكه انا بتفرج عليكوا انتوا
أشار له نادر بسخريه وأردف : اهو اتفضل يا سيدى أمك بتتفرج علينا ثم إقترب بدوره من أمه وهتف مقبلا وجنتها خلاص بقينا فرجه يا بطوط ينفع كده
ضربته على كتفه بمزاح : انا أعمل الى عاوزاه يا ولد
نادر متصنعا الحزن : ولد حرام عليكى يا بطوط ده انا كلها سنه وأتخرج ثم تنحنح وأردف : إحم وابقي جناب المحاسب على سن وقمع
ضحك كل من باسم وأمه على مزحه أخيه ثم نظر حوله وأردف : امال فين هاجر
فاطمه : بتذاكر فى أوضتها انت عارف الثانويه وقرفها
ربت على كتف والدته وأردف : ربنا معاها ان شاء الله هتبقي دكتورة أطفال زى ما هى عاوزة
فاطمه : يااارب ثم إعتدلت ناظره له وأردفت : وانت ؟
باسم بتساؤل : أنا إيه ؟
قهقه نادر واردف : إعمل من بنها أعمل بس على مين كان غيرك أشطر
نظر له باسم بتوعد فرفع يده باستسلام وأردف : على إيه الطيب أحسن ثم نهض مغادرا الغرفه
فاطمه بجديه : رد على سؤالى
زفر باسم بضيق واردف : هو بمزاجى يا بطه مهو مفيش
فاطمه بتساؤل : هو ايه الى مفيش ؟
باسم بتوضيح : مفيش يعنى واحده فى دماغى
فاطمه باستنكار : مهو طول مانت عايش فى الماضى عمرك ما هتعرف تتجوز يابنى إنسي بقي أهى راحت لصاحب نصيبها
تقلصت ملامح باسم وهتف بضيق : ملهوش لازمه الكلام ده يا ماما
فاطمه : طالما قولت ماما تبقي زعلان
باسم وقد لانت ملامحه : مبعرفش ازعل منك يا بطه
فاطمه : طب ريح قلبى بقي
وقف باسم مقبلا راسها : حاضر يا بطه ثم إنصرف الى غرفته
أغلق الباب خلفه وجلس على حافه سريره ثم فتح هاتفه وقلب فى الصور حتى وجد مبتغاه .. تلمس شاشه هاتفه وهمس بأسي ربنا يسامحه أبوكى
------------------------------------------------
طرق باب الغرفه فتوجهت لتفتح الباب
نظرت ليلى للواقف أمامها بذهول .. ذلك الوقح كيف يجرؤ على القدوم بعد ما قال !
نظرت لوالدها من خلف كتفها ثم أعادت نظرها له وهتفت محدثه والدها وهى تدفعه فى صدره لخارج الغرفه : شويه وجايه يابا دى الممرضه عاوزانى
أومأ لها والدها بإرهاق . فخرجت وأغلقت الباب خلفها
نظرت له والشرر يتطاير من عيناها وهتفت من بين أسنانها : إيه الى جابك ؟
مصطفى مقتربا بخبث : جايلك يا قمر
دفعته وهى تتلفت حولها وهتفت بانفعال
ليلى : انت اتجننت يا راجل انت إمشي إطلع بره أمى مش هنا وأبويا زى ما انت شايف
غمزها وأردف : طب ما انا عارف ان أمك فى البيت أمال انا جيت ليه
ليلى : جيت ليه ؟
مصطفى متفحصا لها بوقاحه غارزا أسنانه فى شفته السفلى : علشان نتفق
أعتصرت قبضتها حتى إبيضت سلامياتها وأردفت وقت علا صوتها : مفيش بيننا اتفاقات يا راجل يا ناقص يالى معندكش دم وكلمه كمان وهلم عليك أمه لا إله الا الله
كور قبضته بغيظ ثم تلفت حوله وخبط الحائط بجانب راسها وأردف بوعيد : انا ماشي بس هرجعلك تانى .. وتركها وانصرف
أسندت رأسها على الحائط وسقط عنها قناع القوة وصرخت الأنثى بداخلها .....
انتى كويسه
نظرت لمحدثتها التى ما كانت سوى الممرضه المسئوله عن حاله أبيها ... أومأت برأسها ثم نظرت ليد الممرضه ولمعت عيناها فجأه وهتفت
ليلى : معلش يا أوختى ممكن بس أعمل مكالمه من تليفونك
إبتسمت لها الممرضه وناولتها الهاتف مردفه : إعملى مكالمتك على ما أدى لوالدك الدوا ثم تحركت منصرفه فاستوقفتها ليلى
ليلى مناوله لها الورقه : معلش أطلبيه انتى انا مبعرفش فى التليفونات دى
تناولت الممرضه الرقم وطلبته لها وانصرفت
وضعت ليلى الهاتف على أذنها وضربات قلبها تعلو ... فتح الخط
ليلى : انا ليلى يا ست ندى .. انا موافقه
↚
فى الصباح بأحد الشركات الهندسيه
طُرق باب مكتبه فاذن للطارق بالدخول ، نظر للواقف أمامه بإستفهام وأردف
باسم : محمد ! خير مش بعاده يعنى تيجى مكتبى
جلس محمد على المقعد المقابل لمكتبه وزفر بضيق مجيبا : قرفان يا باسم عيشه بقت تطهق
باسم مازحا : باسيتو باسيتو يا حبيبي
محمد بضيق : وقت هزار ده !
باسم عاقداً حاجبيه : لا كده الموضوع كبير ... ثم نهض ملتفا حول مكتبه وجلس مقابلا له واردف باهتمام : ها حصل ايه تانى ؟
محمد بانفعال : معرفش البيت كله مش مريح ندى واخده جنب منى وماما مش طايقاها وكل شويه مشاكل ومها علطول سرحانه وماما بتشتكى انها مش بتاكل وعلطول حابسه نفسها فى اوضتها حتى لسه دلوقتى مكنسله اتصالى ثم زفر بضيق نازعاً ربطه عنقه بانفعال وأردف : انا جبت أخرى
هم باسم بالحديث فقاطعه رنين هاتف محمد ، إستل محمد هاتفه من جيب بنطاله ونظر به ثم قذف الهاتف بعصبيه على المكتب
نظر باسم للهاتف ثم أعاد نظره لصديقه وأردف مشيرا للهاتف : طب بزمتك ذنبه إيه الغلبان ده ترميه كده ... وأضاف متسائلاً : مين الى بيتصل ؟
محمد بغضب : دى الطليقه رقم ٣ عاوزانى اردها
باسم بنبره لوم مصطنعه : الست حبتك يا قاسي
حاول محمد كتم ضحكته دون جدوى فبادله باسم الإبتسامه وأردف برفق : طيب إهدى كده .. ثم نظر فى ساعتها واردف : مش انت عندك اجتماع كمانx ربع ساعه !
محمد : ايوة للأسف ثم اضاف برجاك : اعمل انت الإجتماع انا اعصابى مش فيا
أومأ باسم موافقاً وأردف : خلاص يا باشا انا هروح مكانك
شكره محمد ثم وقف وتحرك مغادراً للغرفه
------------------------------------------------
دلفت الى حجره الطبيب تنظر حولها بذعر تعتصر ذراع حقيبتها بين أناملها ، نظرت للواقف أمامها بمعطفه الذى من المفترض ان يكون أبيض اللون ولكنه يبدو كمريول لأحد الجزارين تناثرت عليه بقع الدماء كلوحه سيرياليه تجسد أعمق مخاوفها ، إبتلعت ريقها بتوتر وتصبب العرق من جبهتها والبروده إجتاحت بدنها
تحدثت الممرضه خلفها وهى تلوك شيئاً ما فى فمها : ما تتحركى ياختى ولا مكسوفه
ثم تشدقت هاتفه باستهزاء : لما انتى خايفه كده كنتى اتنيلتى ليه ثم دفعتها مردفه : يلا يا دكتور علشان فى حالات تانيه بره
إبتسم لها بسماجه واقترب من تلك التى إرتعش بدنها فور ملامسته لكتفها وأردف : إطلعى على سرير الكشف
------------------------------------------------
بعصبيه أغلقت هاتفها وعاودت النظر فى الأوراق المتناثره على مكتبها بنصف عقل .. لا تريد إغضاب والدها ولكنها تعلم ان أخاها يرغب فى تزويجها بدعوى انه لا يستطيع الزواج قبل أخته الصغرى فيسعى جاهداً للتخلص من تلك العثره التى تعترض طريقهx ، منطق مجتمعى سخيف لم تتقبله ولن تقبل به مهما كلفها الأمر .... لقد ملت من إختيارات أخيها التى لا تلائمها فإما ان يكون شخص سطحى لا يلائم فكرها وإما ان يكون كشخصيه السيد أحمد عبد الجواد (سي السيد ) ينتظر حين عودته من عمله تلك الأمينه الخانعه التى تنتظره لتغسل قدمه بالماء والملح ..... إبتسمت بسخريه لمسار أفكارها ونظرت فى ساعتها ... سيحضر (عريس الغفله) لبيتهم بعد ساعه من الآن .....
------------------------------------------------
جالس فى مكتبه يراجع أوراق بعض الصفقات التى ناقشها مع أعضاء مجلس الإداره بالنيابه عن صديقه .. نظر فى ساعه الحاسوب ولملم باقى الأوراق ليتابع عمله فى المنزل وهم بالخروج من غرفته ..... صوت رنين هاتف استوقفه ... ضيق عينيه بشك ووضع يده فى جيب سترته وأخرج هاتفه .. لم يكن الرنين نابع من هاتفه فكيف يكون صوته بهذا القرب ... تلفت حوله فلمح إضائه الهاتف على مكتبه ولكنه ليس هاتفه انه ... هاتف محمد
باسم محدثا نفسه : تلاقى البيه بيتصل بيا علشان اوديهوله
تقدم متناولاً الهاتف ثم فتح الخط
باسم : ألو
المتصل : .........
باسم : أيوة هو بس....
المتصل : ............
باسم بذعر : انت بتقول إيه مستشفى إيه !!!
المتصل : ..............
اغلق باسم الخط واندفع لخارج غرفته ثم الشركه
فى الطريق اتصل باسم بأخاه واخبره بانه سيتأخر فى عمله ولا ينتظروه على الغداء حتى لا يثير قلق والدته ... انهى الإتصال ثم بحث فى الأرقام قليلا .. توقفت انامله ونظر امامه مفكراً ثم حزم أمره واغلق الهاتف ووضعه مجددا فى جيب سترته وتابع طريقه
------------------------------------------------
أمسكت ندى باوراق التحاليل تتفحصها بابتسامه حزينه ثم نظرت للواقفه بجانبها وكأنها أمسكت بالجرم المشهود تنظر نحوها بأسي
ليلى بضيق : لو متضايقه يا ست ندى بلاش انا حبيتك اوى
ابتسمت لها ندى بامتنان وأجابتها : لا يا ليلى انا قررت خلاص وانتى أحسن من غيرك ثم صمتت قليلا وأردفت : باباكى خروجه النهارده صح
أومأت لها ليلى موافقه فأردفت محاوله التظاهر بالتماسك : خلاص بكره بليل هنكون عندكواx
------------------------------------------------
جالس فى حجره المشفى ينظر للراقده أمامه لم تستعيد وعيها بعد ... لم يستطيع تصديق ما حدث ... مكالمه من المشفى بآخر رقم هاتفها والذى كان لحسن حظها لأخيها ولحسن حظ أخيها أنه نسى هاتفه على مكتبه فى ذروة غضبه .... فتاه ملقاه على الطريق تنزف بين الحياه والموت بسبب عمليه إجهاض لطبيب لا ضمير له ... فتحت عيناها بإرهاق ، رفرفت بأهدابها تنظر حولها بتيه همست بإرهاق : أ أنا فين
أتاها صوته قويا غاضباً : حمد الله على السلامه
نظرت له وقد عاودتها الذكرى وهمست بذعر وتأوهت محاوله الجلوسx : ب ب باسم
نظر لها بغضب وهتف من بين أسنانه : إسمه إيه !
مها بخوف متراجعه فى الفراش : هو مين ؟
باسم محاولا السيطره على غضبه : إسمه ايه يا مها الكلب الى عمل كده
مها وقد بدأت تتجمع الدموع فى مآقيها : والله اتجوزنا عرفى ب بس هو لما عرف بالحمل قطع الورقه
طحن باسم أسنانه وتناول هاتفه مقتربا منها ثم هتف ضاغطاً على كل حرف : ملينى إسمه وعنوانه حالا ولو بيشتغل شغله فين وإسم وعنوان دكتور البهايم الى عملك العمليهx
أملته مها المعلومات التى ارادها ودونها على هاتفه ثم حرك سبابته محذرا وأردف : وكلمه عن الى حصل متوصلش لاخوكى ثم نظر لها بضيق وأردف : لحد ما نشوف حل فى المصيبه الى وقعتى نفسك فيها .... صمت قليلا بتفكير ثم ناولها الهاتف
باسم : امسكى اتصلى بوالدتك وبلغيها انك قابلتى هاجر وكانت عاوزاكى تشرحيلها حاجه لانك مينفعش تطلعى قبل الصبح وأكيد هيقلقوا
مها بتلعثم : ب بس أبيه مش هيوافق
نظر لها بغيظ وأردف : اعملى الى بقولك عليه وانا هتصرف
أومأت له موافقه وتناولت الهاتف
------------------------------------------------
نظرت للصينيه فى يدها بضيق وتقدمت من الصالون تصيغ العديد من السيناريوهات للقاء المرتقب مع العريس المجهول ... طرقت بأطراف اناملها على باب الغرفه ففتح لها كريم متناولا الصينيه من يدها ومفسحاً لها الطريق
تنحنحت لتجلى صوتها وهمست: إحم مساء الخير
لم تستطيع تمييز صوته فعقدت حاجبيها بتساؤل .. تُرى أيكون أخرس ام ماذا .... جلست بجوار والدها دون النظر للضيف الغير مرغوب به ... نهض والدها بعد قليل بصحبه أخيها سامحاً لهم بالحوار ...فركت أناملها بتوتر فأتاها صوته الرخيم
يوسف :x ممكن تبصيلى انا جاى اتكلم معاكى شويه ثم أضاف مازحاً مش كل يوم هقابل صحفيه مهتمه بقضايا المرأه
رفعت نظرها نحوه فجأه لم تعتد ان يكون أحد الخطاب المزعومين على علم بوظيفتها
حلا بتساؤل : هو حضرتك تعرف وظيفتى منين .. ثم أضافت بتأكيد : كريم صح
ضحك يوسف مجيبا : يعنى بتسألى وتجاوبى كمان بزمتك طيب ده عدل !
إبتسمت بهدوء وأردفت : طيب عرفت وظيفتى منين !
يوسف : طيب ممكن نأجل الاجابه على السؤال ده شويه
أومأت براسها موافقه فاردف : بصى يا ستى انا محامى إسمى يوسف فهمى ومن قبل ما تتريقى مليش علاقه بممثلين نهائي
إبتسمت لمزحته فبادلها الإبتسام واردف : انا فاهم انك مش متقبله فكره الإرتباط من شخص متعرفيهوش ... نظرت له بشك فأردف : وبصراحه ولا أنا علشان كده حاولت أعرفك كويس قبل ما افكر فى خطوه كبيره زى الجواز
إزدادت علامات التساؤل على ملامحها فابتسم مضيفا : وياستى إجابه على سؤالك اه أعرفك قبل كده بس مش عن طريق كريم انا اتفاجئت انك أخته لما شوفتك معاه يوم ما جيتيله المكتب
حلا بتساؤل : امال تعرفنى منين ؟
يوسف : فاكره قضيه التحرش الى كنتى بتتابعيها من شهرين !
أومأت برأسها فأردف : انا كنت محامى الضحيه وشوفتك فى المحكمه يومها وحسيت بشغفك نحو قضايا المرأه ثم تنحنح بحرج وأردف : بصراحه عجبتنى شجاعتك وتمسكك بمبادئك سألت عنك كفضول ومن ساعتها وانا بتابع مقالاتك حتى مدوناتك ومنشوراتك على مواقع التواصل ولما شوفتك مع كريم حسيت انها رساله من ربنا فتوكلت على الله وطلبتك منه
نظرت له بملامح ذاهله وأردفت : صدفه غريبه
يوسف موضحاً : مفيش حاجه غريبه ومفيش حاجه اسمها صدفه كل شئ ربنا كاتبه وبيحصل بتدبيره
أومأت موافقه فأردف : انا كل الى طالبه منك فرصه تعرفينى كويس والله لو حسيتى اننا مش مناسبين انا بوعدك هنسحب بهدوء
ضيقت حلا بين عينيها وسألته بشك : يعنى هتفسخ بنفسك الخطوبه لو انا طلبت منك ده فى حاله اننا مرتاحناش
نظر لها بابتسامه واثقه وأردف : مش هتطلبى فسخ الخطوبه وده وعد ......
------------------------------------------------
يوم طويل قضاه هائماً على وجهه لا يعلم لأين يذهب دار بسيارته فى كل مكان يفكر فى حاله وما ستئول إليه أمور حياته المعقده تلك
دلف الى غرفته فوجدها تنتظره بكامل زينتها .... نظر لها بحيره فابتسمت له ثم ساعدته فى خلع سترته وسط نظراته الذاهله من تغيرها المفاجئ لم يعد يحتمل تغيرات مزاجها اليوميه قبلت وجنته وهمست بجانب أذنه هحضرلك الحمام
تحركت من أمامه فظل ينظر فى إثرها بشك .......... خرج من الحمام فاقتربت منه متناوله منشفه صغيره ... عاونته على تجفيف شعره ثم وضعت المنشفه جانباً وبدون كلمه ركضت مرتميه باحضانه تستنشق عبقه الحبيب وكأنها تودعه أبتعد برفق وهى لازالت بين احضانه ونظر فى عمق عينيها ورفع إحدى يديه مداعباً وجنتها بحنان وأردف هامسا : مش هتريحينى وتقوليلى مالك ؟ .. دمعت عيناها وحركت رأسها نفياً ثم إحتضنته مجدداً وكانها تقبض على لحظه القرب تلك بكل قوتها انحنى واضعاً يد أسفل ركبتيها والأخرى خلف راسها وحملها ... تعلقت به كالغريق سار بها حتى وصلا للفراش أرقدها برفق وأنحنى متناولاً شفتيها فى قبله أودعها فيها يأسه وأودعته حرمانها وغابا فى لحظات عشق يرتشفا معاً من كأس السعاده الزائله حد الثماله ....
خرج من الحمام فوجدها واقفه أمامه ممسكه بظرف فى يدها ...
محمد مشيراً للظرف : أيه ده ؟
ناولته الظرف وهمست محاوله السيطره على عبراتها : إفتحه
فتح الظرف وقرأ ما به ثم نظر لها بشك وأردف : إيه التحاليل دى ومين ليلى !
ندى وقد عجزت عن إحتواء دموعها : ليلى دى الى هتجيبلك الأولاد الى نفسك فيهم
... تحركت حتى وصلت للفراش ثم إلتفتت له وأردفت بثقه زائفهx : جهز نفسك هنروح نطلبها من أهلها بكره ..........
(ما أقسي ان تتنازل عن ما هو لك بطيب خاطر ، تقف وحيداً على أرصفه الهوى عاجزاً عن الرحيل ممنوعاً من الإقتراب ، فلو كان الحب لعنه فمشاركه الحبيب طعنه ، سأحتمل نصل الهوان وسأحبك رغم كل ما كان
↚
فى الحاره الشعبيه
عدلت ليلى من وضعيه أباها على السرير ،x ناولته دوائه ثم جلست جواره .... نظرت له بابتسامه باهته فبادلها الإبتسام .... حركت رأسها جهه أمها الجالسه على كرسي فى أحد أركان الغرفهx وبدأت حديثها ......
ليلى برفق : فى ضيوف جايين النهاده
تأففت أمها وهتفت : هم لحقوا يعرفوا انه رجع ثم تشدقت وهتفت : الى ما حد فيهم دخل علينا المستشفى بكيلو موزx
ليلى بنفاذ صبر : ياما ده عريس
نظر لها والدها باستفهام ووالدتها بحماس فزفرتx باستسلام وأردفت : هفهمكوا ........
بدأت ليلى فى الحديث وتجاهلت تماما ذكر أى شئ عن التحليلات التى طلبت منها ندى إجرائها ... أبواها يستمعا بإهتمام وعلامات السعاده تعلو وجه والدتها والقلق يعلو وجه أباها .... وبمجرد ان انهت حديثها رنت زرغودهx والدتها فى أرجاء البيت
نظر لها والدها بقلق وأردف : يابنتى احنا على أد حالنا ودول ناس شكلهم عليوى أوى
تأففت أم ليلى مقاطعه : جرى إيه يابو ليلى حد يرفص النعمه
الوالد : يا أم ليلى دى هتبقي الجوازه التانيه ليها وده راجل متجوز وناس واصله إحنا مش أدهم
أم ليلى محركه كتفيهاx بلا إكتراث : وإيه يعنى الراجل ميعيبهوش غير جيبه ثم أشارت لها وأردفت : وبنتك مطلقه يعنى فرصه زى دى ليها متتعوضش
نظرت لها ليلى بحزن .. أهكذا تنظر لها والدتها مجرد مطلقه تتمسك بأول فرصه دون تفكير . مقتنصه للفرص لا أكثر ... لا سامح الله الظروف التى تزج بالمرأه فى بحر الضياع تتقاذفها موجات الندم على سنوات ضاعت فوق صفحات أمواجه !
أفاقت من شرودها على صوت والدها الحبيب مستفهما : ليلى انتى عاوزة ايه يا بنتى سيبك من كلام أمك
الأم مقاطعه بحزن : انا خايفه عليها الناس مش هترحمها واحنا مش قاعدينلها يابو ليلى متحسسنيش انى عدوتها
تحركت ليلى لتجلس بجوار والدتها مربته على كتفها بحنان : متخافيش ياما
ثم حولت نظرها لوالدها وأردفت : انا موافقه يابا
الأب بإستسلام : على خيره الله
------------------------------------------------
طرقات منتظمه على باب الغرفه جعلتها تعتدل من رقادها وتنظر بترقب للقادم
دلف باسم بوجه غير مقروء ونظر لها بتفحص قائلا : يلا جهزى نفسك علشان أوصلك
نظرت له بخزى لم يعد يفارقها ثم أومأت برأسها مجيبه : حاضر
نظر لها مليا ثم تحرك منصرفا ...
وكأنها كانت تنتظر خروجه وضعت يديها على وجهها وأجهشت بالبكاء ... للحظات ثم مسحت دموعها وتحركت لتغير ملابسها ...
نظر فى ساعتها وهمس محدثا نفسه : هى بتعمل إيه كل ده .. ثم إقترب من الباب منتوياً طرقه .... فتحت الباب ثم نظرت ليده المعلقه وأضافت مطأطئة الرأس : انا جاهزة
إقترب منها قليلاً ثم هتف من بين أسنانه : إرفعى راسك
رفعت راسها مجفله ناظره له فلمح بقايا الدموع فى عينيها ... زفر بضيق وأردف برفق : يلا يا مها علشان منتأخرش
------------------------------------------------
حضرتك الأستاذه حلا العمرى
رفعت حلا عينيها عن شاشه حاسوبها ونظرت للواقفه عند باب غرفتها بتفحص لدقائق فتاه بملامح عاديه ترتدى سروالاً من الجينز المهترئ تعلوه كنزه باهته اللون وشعر معقوص للخلف ثم اومأت برأسها وأردفت مشيره لأحد المقاعد : أيوة أنا إتفضلى
جلست الفتاه بهدوء وبدأت حديثها
الفتاه بتوتر : أأنا سمعت عنك انك وقفتى جنب ناس كتير وعاوزة مساعدتك
حلا : أيوة خير إتفضلى
الفتاه فاركه يدها : أأنا عندى مشكله كبيره
أأنا عاوزة الناس تعرف حكايتى وياخدوا بالهم
حلا بإهتمام : تمام أنا سامعاكى
فركت الفتاه يدها بتوتر وأردفت : انا عايشه مع أمى هى ست على اد حالها و ابويا وأختى الكبيره المصابه بمتلازمه داونx ...
ثم تحولت ملامحها للسخريه وأردفت أبويا بيشرب مخدرات حتى طلعنى من التعليم بعد الثانويه بحجه انه مش هيقدر على تكاليف الجامعه
أشارت لها حلا لتكمل فأردفت والدموع تتلألأ فى عينيها : من فتره لاحظت ان أبويا بيبص على أختى من فتحه الحمام
جحظت عينى حلا واردفت بذهول : إيه !
الفتاه وقد بدأت فى البكاء : ده الى حصل وانا فكرت من تأثر المخدرات فبقيت آخد بالى وللأسف حاولت ألفت نظرها بس عقلها مساعدهاش تستوعب
من فتره خرجت مع أمى كالعاده وهو بره علشان نشترى طلبات البيت وسيبناها لوحدها
إبتلعت الفتاه ريقها بتوتر وأردفت وهى تشهق بالبكاء : رجعنا لقيناه خارج من أوضتها بيطوح انا خوفت وجريت لقيتها بتعيط و و ..... وصمتت
حثتها حلا على المتابعه فأضافت : لقيناه إعتدى عليها
هبت حلا من مقعدها الذى وقع ارضاً بسبب نهوضها المفاجئ وأردفت بصراخ : الحيوان
زاد نحيب الفتاه وأردفت : كنت عاوزة أبلغ عنه أمى منعتنى
حلا بعصبيه : منعتك إزاى وليه !
الفتاه : منعتنى علشان ملناش حد وهو الى بيصرف على البيت وعلشان الفضيحه الى هتوقف حالى من وجهه نظرها و ان أختى كده كده مكانتش هتتجوز فملهاش لازمه الفضايح
ضيقت حلا عينيها بتساؤل : يعنى هو عايش معاكوا دلوقتى !!
الفتاه وقد أحنت رأسها مجيبه بأسف : أيوة
حلا بانفعال : وأمك ازاى تقبل بكده طب مش خايفه عليكى منه
الفتاه : أمى خايفه منه لأنه هددها وقالها لو طلعتى كلمه انتى او بنتك هموتكوا ده غير الخوف من الفضيحه
ثم إبتسمت بسخريه من بين دموعها وأردفت : وكانت حجتها انا زى ما قولتلك
حلا متناوله ورقه وأردفت : ملينى رقمك وعنوانك
هبت الفتاه واقفه وقد علت ملامحها علامات الهلع : لا يا أستاذه أبوس إيدك هيموتنا
حلا هاتفه من بين أسنانها : يعنى انتى عاوزانى أسكت امال جيتى ليه
الفتاه : أنا علشان سكت معرفتش انقذ أختى بس انتى تقدرى تنقذى غيرها ثم تحركت مغادرة للغرفه وسط نظرات حلا الذاهله تنعى مجتمع ظالم وأب تجرد من أبوته وقبلها إنسانيته ، تنعى اليأس والخوف الذى يسلب الكثير حقوقهم ، تنعى ضمائر نائمه وعقول مغيبه ونساء ضعاف ليس لهم سوى الله فهو حسبهم ونعم الوكيل
------------------------------------------------
وقفت سيارته امام تلك الحاره الشعبيه التى لم يسمع عنها قبلاً ، ترجلا من السياره ودارت عيناه متفحصاً ما حوله بضيق ثم وجه نظره لها وأردف : إيه المكان ده !
نظرت له وأجابت ساخره : ماله المكان عايشين فيه بشر زيى وزيك
محمد باستنكار : مقولتش مش بشر بس انتى عاوزانى أتجوز وأخلف من واحده من هنا إيش عرفك انها مش نصابه
ندى مطمئنه : لا متخافش دول ناس غلابه والبنت طيبه ثم أضافت وهى تتقدمه : يلا الناس مستنيه .........
جلس فى حجره لم يستطع أن يلتقط أنفاسه من ضيقها ... نظر حوله بضيق ثم نظر لها بعتاب
تبادل كل من أبا ليلى ووالدتها النظرات فهتف الاول : معلش البيت مش أد المقام يابنى
محمد بحرج : لا ولا يهم حضرتك
دلفت ليلى الى الغرفه وجهت نظرها لندى التى أومأت لها بابتسامه منكسره مردفه : تعالى يا ليلى
نظرت لها بأسي ثم حولت نظرها لذلك الجالس يتفصها بضيق ... نظرت لها بإحتقار
لم ينتبه لنظرها ولكنه أفاق من تفحصه على صوت ندى موجهه حديثها لام ليلى : متقلقيش عليها يا مدام
نظرت لها والده ليلى باستهزاء وتشدقت : مسم هو فى ضره بتعامل ضرتها حلو
زجرها زوجها وابتسم لندى وأردف : ربنا يصلح حالك يا بنتى بنت أصول بصحيح
الأم : وهى ليلى هتقعد معاكوا فى نفس البيت
محمد بضيق لم يفارقه : الفيلا فيها كمان أمى ومها أختى
الأم بإنبهار : فيلا !!
محمد ناظرا لندى بعتاب ثم لوالده ليلى مصححاً : إسمها villa يا حاجه
ليلى بتأفف : معلش ياسي الأستاذ محمد متآخذناش أصلنا ناس بلدى
محمد باستنكار : سي الأستاذ !
ليلى واضعه ساق فوق الاخرى : أيوة مالها دى كمان يا سي الأستاذ
محمد بغيظ : لا ملهاش
ندى مقاطعه : همم براحتكوا طبعا تقولوا الى عاوزينه ثم نظرت لمحمد بعتاب وأردفت محدثه والد ليلى : ها يا حاج رأيك إيه
نظر لليلى مليا ثم أردف : على بركه الله ثم رفع يده هاتفاً : نقرا الفاتحه
دارت نظرات محمد فى الوجوه حوله ثم توقفت على ليلى التى ترمقه بإشمئزاز ... لا يعلم أى مصير قد يحمله له القدر مع تلك الليلى .. تفحص ملابسها باستنكار عبائه سوداء أخفت إنحنائاتها بجداره بهت لونها من كثره الغسيل وجه خالى من مساحيق التجميل بأعين غائرة من السهر فيما يبدو ، شعر مغطى بطرحه مهترئه سوداء كذلك ، تلك الليلى تحتاج لأعاده تشكيل حتى يستطيع تقبلها كأنثى
أنهوا قرائه الفاتحه فتكلمت ندى بمرح مصطنع : على خيره الله بكره كتب الكتاب
نظر لها محمد بذهول وأردف : ليه بسرعه كده !
نظرت له بلوم وأردفت : علشان انا مسافره البلد عند جدو بكره بليل هيبعتلى عربيه
محمد بانفعال : وانا آخر من يعلم ولا إيه !
تبادل والدا ليلى النظرات بينما ضيقت ليلى بين عينيها ونظرت لإنفعاله بتعجب
ندى : كنت هقولك لما نرجع انا كلمته قبل ما ننزل .... ثم حولت نظرها لوالد ليلى متسائله : إيه رأي حضرتك !
الوالد : لامؤاخذه يا بنتى بس انا ملاحظ ان الباشمهندس مبيتكلمش هو احنا مش أد المقام !
محمد بحرج : العفو يا حاج متقولش كده
الوالد : طيب انت عاوز كتب الكتاب إمتى ؟
محمد ناظراً لندى ثم وجه نظره له وأردف : بكره ان شاء الله هنيجى على العصر ومعانا المأذون نكتب الكتاب ونطلع على ال villa
حركت والده ليلى فمها يميناً ويساراً بإستنكار
فوجه الوالد نظره لليلى وأردف : إيه رأيك يا بنتى
نظرت ليلى لندى بلوم ثم لمحمد بحقد وأعادت وجهها لوالدها وأردفت : الى تشوفوه
------------------------------------------------
هبعتلك العنوان وإسم الواد عاوز بنت من إياهم فى شقته كمان ساعه وتبلغ البوليس ولما يحصل تكلمنى علطول تبلغنى بالى حصل فاهم
أجابه الطرف الآخر : فاهم يا باشا
باسم : تمام نفذ
أغلق الهاتف وألقاه على مكتبه بضيق ... فرك بين عينيه بإرهاق وعاد للخلف متكئاً على ظهر كرسيه وأردف محدثاً نفسه : ودينى مانا سايبك يا حقير بنات الناس مش لعبه
رن هاتفه فنظر المتصل ثم تنازله ضاغطاً على زر الرد
باسم : ألو
هند : إزيك يا باسم
باسم بشك : مين معايا !!
هند بلوم : معقول نسيت صوتى
باسم بذهول : هند
هند : أيوة هند يا باسم
ثم إبتلعت ريقها وأردفت بصوت باكى يعرفه جيداً : انا واقعه فى مشكله يا باسم ومحدش غيرك هيساعدنى .
↚
صفقت باب السياره خلفها وتحركت مسرعه الى داخل الفيلا .. نظرت لها حماتها باستنكار ثم انتبهت لذاك الذى يحاول اللحاق بها فاستوقفته
جمالات : فى إيه يا محمد بتجرى وراها ليه عملت حاجه !
زفر محمد بضيق ثم استغفر الله فى سره : معلش يا أمى هرجعلك تانى ...ثم تحرك لاحقاً بها
فتح باب الغرفه بعنف وهتف بانفعال : ممكن أعرف انتى ازاى تاخدى قرار السفر لوحدك كده هو انا إيه طرطور
ندى محاوله التماسك : طيب بالراحه إقفل بس الباب ونتفاهم
زفر محمد بضيق واغلق الباب ثم كتف ساعديه امام صدره : أدينى قفلته ها اتفضلى فهمينى
ندى محاوله السيطره على دموعها : مفيش الى حصل انى كلمت جدو ولما قالى انى وحشته قولتله هجيلك بكره ابعتلى عربيه ثم حركت كتفيها بلا مبالاه : بس ده كل الى حصل
إقترب منها محمد بهدوء واحتضن خصرها بإحدى يديه وحرك أنامله على وجنتها بحنان وأردف : ليه عرضتى الفكره وسعيتى فيها طالما مش هتتحمليها
نظرت له بلوم ثم أشاحت بوجهها .... أمسكن ذقنها وأعاد وجهها إليه وهمس : خلاص يا ندى انا أصلا الناس دى معجبونيش ننهى الحوار من سكات
نظرت له برجاء وهمست : يعنى هتصرف نظر عن موضوع الخلفه !
تلعثم محمد وتغيرت ملامحه للضيق فلم تمهله
ندى : خلاص يا محمد انت عاوز اولاد ودى اهلها غلابه مش هتعملنا مشاكل وهى بنت طيبه وعاوزة تعيش
محمد بضيق : بس دى لوكال أوى يا ندى
ندى بتأنيب : بس بتخلف يا محمد ... ثمx تسائلت بهدوء : مش ده الى نفسك فيه ؟
نظر لها ملياً ثم إحتضنها برفق وأومأ بشرود فالقادم يستشعره يحوى الكثير
------------------------------------------------
لم تتغير رغم مرور خمس سنوات نفس بريق العينان الزمردى ، نفس رقتها ، نفس مشيتها الهادئه الواثقه التى يعشق ولكن الإختلاف الوحيد أنها ليست له !!
تبادلا التحيه ثم أشار لها لمطعم جانبى
باسم : تعالى نقعد علشان تفهمينى بالراحه
أومأت بصمت وتحركت أمامه
جلسا على إحدى الطاولات فشبك يديه على الطاوله وانحنى بجزعه للامام وتكلم بجديه
باسم : خير عاوزانى فى ايه
نظرت هند حولها بوجل ثم أعادت وجهها له وأردفت : أأنا عاوزة أطلب الخلع
نظر لها بشك : وليه جيالى انا
هند ببدايه بكاء : أصل أهلى مش موافقين
باسم باستفهام : يعنى ايه مش موافقين اكيد عندك أسبابك
اومأت له هند : أيوة اسبابى كتير وهم عارفين ومع ذلك مش عاوزينى اتطلق علشان ابنى
باسم باستفهام : معلش بالراحه كده فهمينى
إبتلعت هند ريقها وتلفتت حولها بتوتر : بيعاملنى وحش جداً ضرب وإهانه وخيانه كل يوم واحده واقول ربنا هيهديه بس واضح ان الى فيه طبع مبيتغيرش ... ثم تلفتت حولها مجددا بوجل : و وكمان بقي بيشرب وبيسهر للصبح وبيرجع مش عارف يقف على رجله .. معادش بيشتغل تقريبا ومعتمد على الورث الى باباه سابهوله
باسم : طب وأهلك عارفين كل ده وساكتين ليه
إبتسمت هند بسخريه : علشان الطلاق خايفين انى اتطلق ثم همست برجاء : أرجوك يا باسم ساعدنى انا مليش حد يقف جنبى وكلهم ضدى معاه علشان البيت والولد ورغم انه مبيتغيرش الا انهم مصرين انه وعدهم يتغير ولسه عندهم أمل بس ... بس انا بقيت بكرهه يا باسم تخيل تعيش مع شخص مبتحسش معاه بالأمان وبتكرهه ومجبر تكمل غصب عنك
باسم بضيق : إزاى يسكتوا لحد الامور ما توصل بينكم لكده ... ثم أضاف بسخريه : مش ده العريس الى ميترفضش الى رفضونى علشانه
أخفضت رأسها بخجل وهمست : أنا اسفه يا باسم ... ثم رفعت راسها بعينان باكيتان : بس انت كنت زميلى قبل أى شئ انا عارفه ان ممكن تكون بتكرهنى بس إعتبرنى واحده غريبه فى ضيقه ولجأت ليك ثم أضافت برجاء : هتساعدنى !
زفر باسم بإستسلام : أولا انا عمرى ما كرهتك انا كرهت تصرف والدك وثانيا أيوة هساعدك يا هند وربنا يقدم الى فيه الخير
تهللت ملامحها فتناول هاتفه وطلب رقما وانتظر
باسم : إزيك يا مطنشنى
الطرف الآخر : ............
باسم : ماشي يا عم المهم كنت عاوزك فى قضيه
الطرف الآخر : ............
باسم ناظراً لتلك التى تتابع بترقب : لا مش ليا لواحده معرفتى قضيه خلع
الطرف الآخر : .............
باسم شاكراً : حبيبي والله خلاص هعدى عليك انا وهى فى المكتب دلوقتى تسلم يا جو
أغلق الهاتف ثم أشار للنادل
باسم : اتنين لمون لو سمحت
اومأ له النادل وانصرف
نظرت له بتساؤل : ها حصل إيه!
باسم بجديه : هنشرب اللمون على ما يكون هو وصل مكتبه ده محامى صاحبى مهتم بقضايا العنف ضد المرأه وهو اكتر حد هيعرف يساعدك إسمه ... يوسف فهمى
------------------------------------------------
جلست جمالات ومها متجاورتان فى المقعد المقابل له فى حجره مكتبه .. تنظران جهته فى وجل
تحمحم جالياً صوته : إحم يا جماعه فى موضوع لازم تعرفوه
نظرت له جمالات مضيقه عينيها بشك ومها بلا مبالاه
محمد : أنا هكتب كتابى بكره
انفرجت شفتا أمه عن إبتسامه ونظرت له مها بضيق فتابع : عاوزكم تجزولها أوضه وياريت تكون بعيده عن اوضه ندى
هبت امه واقفه محتضنه له : مبروك يا حبيبي ايوة كده فرح قلبى نفسي اشوف ولادك قبل ما أموت
إحتضن محمد راسها مقبلاً أعلاها ثم نظر لتلك المنكمشه على نفسها : إيه يا مها معلقتيش يعنى
مها بحقد : هعلق ليه انت راجل وتعمل الى عاوزه تجرح ندى ، تتجوز عليها ... ثم اضافت بسخريه : ما انت راجل بقي مبتغلطش
انفجرت جمالات صارخه فى وجهها : عيب تكلمى أخوكى الكبير كده
محمد بهدوء : سيبيها يا ماما هى زعلانه علشان ندى .. ثم نظر لها وأردف : ندى هى الى جابتلى العروسه
نظرت له جمالات بذهول فأومأ برأسه متابعاً : ومش بس كده دى جت معايا انهارده طلبناها من أهلها
ثم أضاف موجهاً حديثه لوالدته : وعلى فكره ندى مسافره بكره الصعيد لجدى هتغير جو يومين
زفرت جمالات بارتياح : أحسن
محمد بغضب : ليه كده هى عملتلك ايه ده بدال ما تصعب عليكى انتى متخيله الموضوع سهل عليها
جمالات محركه كتفها بلا مبالاه : انا لا بحبها ولا كنت بحب أمها السماويه دى لولا جدك الله يسامحه مكنتش جوزتهالك
استغفر محمد فى سره ثم تناول هاتفه : انا هروح اتصل بالحاج اتطمن عليه وأعرفه بالى هيحصل علشان ميزعلش ... وترك لهم الغرفه وانصرف
-----------------------------------------------
ليه أكده يا وليدى تكسر بجلب البنيه هى دى أمانه عمك الله يرحمه
محمد : يا حاج هى بنفسها الى سعت فى الموضوع وغير كده انا نفسي فى ولد يشيل إسمى هو مش حقى يعنى
الجد : حجك يا ولدى حجك . وهى هتاجى باكر كيف ما جالتلى !
محمد : أيوة يا حاج قالت انك هتبعتلها عربيه تاخدها
الجد : مظبوط ... ثم صمت قليلاً وأردف : عملت إيه فى موضوع أختك !
محمد : يا حاج تخلص بس كليتها وربك يسهل
الجد بانفعال : تخلص فى بيت جوزها انى اتفجت معاه هتدلى مصر تمتحن وتعاود وكل كتباتها وأوراجها هتجيلها لحديت عنديها إبعتها مع مرتك وابعت امك معاهم خليك مع عروستك يا وليدى
محمد : يا جدى بس ...
الجد : انت هتعصانى عاد جلتلك ابعت اختك وأمك مع مرتك خلوص الكلام
محمد باستسلام : أمرك يا حاج
ابلغ محمد والدته واخته بقرار جده فنظرت له جمالات بابتسامه : جدك صح احنا نسيبلكوا البيت كام يوم علشان تبقي براحتك يا عريس ثم غمزته
نظرت لهم مها بضيق وتركت منتويه الذهاب لغرفتها ... إستوقفها محمد : على فين مقولتيش رأيك
مها ولم تلتفت له : انا مليش رأى ثم تركتهم وانصرفت
جمالات ناظره فى إثرها بضيق : البت دى حالها مش عاجبنى خالص
محمد بشرود : أمال لو عرفت الى جدها ناويلها عليه
جمالات بقلق : ناويلها على ايه؟
محمد وقد انتبه من شروده : لا مفيش حاجه
أمسكت ذراعه وهتفت : ناويلها على ايه يا محمد
محمد باستسلام : ناوى يجوزها لواحد من ولاد اعمامى فى الصعيد
شهقت الأم ضاربه على صدرها : يالهوى يا بنتى هتعيش فى الصعيد بعيد عنى
محمد بضيق : دى أوامر الحاج تقدرى تعترضى
حركت رأسها نفياً وتبدلت ملامحها للحزن
غافله عن التى إتسعت حدقتاها بهلع ...
فلاش باك
غادرت الغرفه تلعن الرجال وقهر المرأه تنعى حظ ندى العثر كحظها ... عادت الى غرفتها فتنبهت لانها قد نست هاتفها فى غرفه المكتب ... عادت ادرجها وعندما همت بالدخول أستوقفتها كلمه أخاها( ناوى يجوزها لواحد من ولاد عمامها فى الصعيد)
(الخوف من المجهول قاتل يسلبنا راحتنا وامننا ، يجعلنا نرقص حفاه حول xxxxب الساعات التى تلدغنا مع كل دقه )
------------------------------------------------
جلسا أمام مكتبه وبدأت هند فى سرد قصتها بارتباك أمامه .... حرك راسه بضيق وهتف محدثاً باسم : والله الواحد قرف من الى بيشوفه فين الرجوله فى كده مش فاهم
باسم : رجوله ايه بس هى الاشكال دى ينفع تتسمى رجاله
يوسف بضيق : على رأيك
ثم عاد بنظره لهند المتابعه للحوار بصمت : متقليش يا مدام هند حضرتك هتعمليلى توكيل بالقضيه وانا هرفعها بعد ما يوصلنى بس دلوقتى انتى مينفعش تقعدى معاه فى بيت واحد لان الى زيه ميتضمنش
هند بذهول : طب هروح فين انا أهلى هيتفاجئوا زيهم زيه
قاطعها باسم : متقلقيش هأجرلك شقه انتى وابنك تقعدوا فيها لحد ما القضيه تنتهى
هند بضيق : و وهصرف منين انا مبشتغلش
هم باسم بالحديث فقاطعه يوسف : انا قارى فاتحتى وخطيبتى صحفيه اعتقد ممكن تلاقى ليكى شغل فى الجريده عندها إسمها حلا العمرى
نظر له باسم وهمس باستفهام : حلا إياها بتاعه حقوق المرأه
بادله يوسف الإبتسام وأومأ برأسه
إقترب منه باسم مباركاً ثم إستأذنه بالإنصراف
------------------------------------------------
تركت ما بيدها ناظره للهاتف بجانب عينيها ثم فتحت الخط
حلا : ألو
يوسف : مساء الخير يا حلا
حلا : مساء النور .. جبت رقمى منين!
يوسف : يعنى هيكون منين يعنى من كريم اكيد انا عاوزك فى حاجه مهمه
حلا : اتفضل
يوسف : لا مينفعش فى التيفون ممكن نتقابل فى أى كافيه
حلا ناظره فى ساعتها : تمام بس ساعه واحده بس
يوسف : مش عاوز اكتر منها .........
جلست تنظر له بذهول ثم تسائلت : وانت عاوز تساعدها وتشوفلها شغل
اومأ لها يوسف موافقاً : بالظبط عندك ليها شغل !
حلا : انت عارف ان مكتبى مفتوح لاى حاله زى دى ولو مفيش شغل أخترعلها شغل انشالله تبقى سكرتيره بتاعتى انا اصلاً كنت بدور على واحده
ثم نظرت له بشك : وانت بتساعدها ليه الى أعرفه ان المحامى ليه شغله واتعابه وبس
يوسف بابتسامه هادئه : مين قالك كده !
حلا بثقه : الدنيا
يوسف : بصى يا حلا مسيرك هتعرفى كل حاجه وسبب انى مهتم بقضايا المرأه بس لما تفتحيلى قلبك وتنوى تسمعى لانك عاوزة تعرفينى مش بسبب فضولك الصحفى
رفعت حاجبيها واردفت : عاجبانى ثقتك فى نفسك دى
يوسف بفخر : ولسه لما تعرفينى أكتر هتعجبك فيا حاجات كتير أنا واثق من ده
حلا متناوله حقيبتها : هنشوف يلا نقوم علشان متأخرش على شغلى والحق اروح بدرى وياريت تبعتلى الست دى بكره
نهض بدوره ثم نادى للنادل ونقده ماله ... أشار لها لتتقدمه فابتسمت بهدوء وغادرا المقهى .........
------------------------------------------------
عاد باسم الى منزله منهك القوى فقد كان يوم طويل بحق فبعد ان خرج من مكتب يوسف إصطحبها حتى منزلها وانتظر فى سيارته حتى أعدت حقائبها وعادت بصحبه إبنها ... كان قد أنهى للتو حديثه مع أحد السماسره الذى حصل لها على شقه مفروش لتمكث بها بصحبه ابنها حتى انتهاء القضيه ...x إستقبلته هاجر بحفاوة هاتفه : أبيه انت جيت تعالا شوف مين عندنا جوة ...
نظر لها بشك واردف : مين !
حركت كتفيها بطفوليه وهتفت راكضه من امامه : تعالا وانت تشوف بنفسك
باسم زافراً باستسلام : هو يوم طويل انا عارف ...ثم تحرك لاحقاً بأخته
دلف الى الغرفه لاحقاً بها وبمجرد ان خطى أولى خطواته بداخل الغرفه لمحها ... هتف ذاهلاً : مها !!
↚
نظر لها بقلق وهتف : خير يا مها فى حاجه حصلت !
مها ناظرة لمن حولها بتوتر : م ممكن نتكلم لوحدنا بعد إذنك
ربتت فاطمه على كتفها بحنان : بس متمشيش هنتعشي سوا
مها : معلش يا طنط مره تانيه علشان متأخرش
فاطمه بعتاب : وهو انا هسيبك تمشي لوحدك متقلقيش باسم وهاجر هيوصلوكى
إبتسمت لها مها فأشارت لهاجر برأسها لتتبعها
هاجر بمرحها المعتاد : متتأخروش علشان نلحق نقعد مع بعض شويه .. إبتسمت لها مها فبادلتها الإبتسام وانصرفت لاحقه بأمها ...
باسم بتساؤل : فى إيه ؟
مها بتوتر : ه هو انت عملت إيه مع ماهر
باسم واضعاً يده فى جيب بنطاله بسخريه : اااه هو ده الى جايه تسألى عنه .. كان ممكن تسألى بالتليفون على فكره بدال ما تتعبى نفسك
مها بضيق : انا آسفه وهمت بالإنصراف فامسك معصمها
باسم برفق : معلش يا مها اليوم كان مضغوط شويه أقعدى فهمينى عاوزة إيه
جلست مها وجلس مقابلاً لها
مها فاركه يدها بتوتر : ع عاوزاك تقنعه يتجوزنى
باسم بانفعال : انتى اتجننتى ! أقنع مين ده كلب وحتى لو إتجوزك انتى فاكره هتعيشى سعيده ده هيكرهك فى عيشتك لانه اتغصب على جوازك ثم مسح وجهه بيده واضاف برفق : إستهدى بالله يا مها وفكرى بعقل
مها وقد ترقرقت الدموع فى عينيها : جدو عاوزنى اروح البلد بكره مع ماما وندى وانا سمعت ماما وأبيه محمد بيتكلموا و و ثم صمتت مبتلعه ريقها وأردفت : وعرفت انه ناوى يجوزنى إبن عمى
هب باسم واقفاً وهتف بذهول : بالسرعه دى
نظرت له مها بشك : إنت كنت عارف
أومأ باسم بضيق وأردف : أيوة بس محمد قالى انه هيأجلها لبعد ما تخلصى
مها بأسي : أهو جدو مصمم ومحمد وماما مش هيقدروا يعارضوه
باسم متخللاً شعيراته القصيره بأنامله بضيق جلى : والعمل
مها ببكاء : مش عارفه انا فكرت انك تخليه يتجوزنى .. ثم رفعت عيناها الباكيتان إليه : انت عارف لو عرفوا إنى .. إنى مش ب بنت هيموتونى انا حتى معييش ورقه جوازى العرفى
باسم وقد رق لحالها : خلاص اهدى وسيبيها لله هنلاقيلها حل
مها بتساؤل : هعمل عمليه ؟
باسم بانفعال : لا طبعاً ده إسمه غش
مها بيأس : أمال هنعمل إيه بس !
باسم متحركاً جهه باب الغرفه : سيبيها لله تعالى نطلعلهم علشان ميستغربوش تأخيرنا وانا هشوف حل بأمر الله متخافيش
أومأت مها باستسلام ونهضت تابعة له
------------------------------------------------
فى صباح اليوم التالى فى الشركه
أنهى محمد اتصاله مع باسم وجلس شارداً يطرق بقلمه على مكتبه
طرق باسم الباب ودلف ناظراً لصديقه باستفسار : خير فى إيه انت هتصدعنى انا عارف ثم أضاف مازحاً وهو يجلس أمام مكتبه : ياريتنى ما رجعتلك التليفونx
إ
بتسم محمد بهدوء : انا كتب كتابى إنهارده
تلاشت إبتسامه باسم : بالسرعه دى هو فى إيه مالكم كلكوا مستعجلين كده هى الدنيا هتطير
محمد بتساؤل : كلنا مين ؟
باسم بانتباه : ها لا يعنى قصدى انت مستعجل كده ليه !!
محمد بضيق : ندى الى مستعجله مش أنا
باسم ببلاهه : ندى !
أومأ محمد موافقاً : ندى كلمت الحاج علشان تروحله ثم أضاف بأسي : أنا عارف علشان مش هتتحمل تفضل فى البيت يوم جوازى بغيرها ثم طأطأ رأسه وأردف : عندها حق
باسم بإستفهام : طب وليه السرعه ؟
محمد : انا فاهم ندى طول عمرها ماشيه بمبدأ وقوع البلاء ولا إنتظاره
أومأ له باسم بضيق متفهماً ثم إقترب من المكتب مضيفاً بيقين : إنت مش بتحبها يا محمد
زفر محمد بضيق : انا معرفش يعنى إيه حب انت عارف أبويا راجل صعيدى جد معاملته كانت جافه معايا ثم أضاف ساخراً : بحجه انه عاوزنى أطلع راجل يعتمد عليه ولما مات شيلت انا المسئوليه كامله حتى لما فكرت أتجوز جدى إقترح عليا ندى وانا وافقت لانها طيبه وجدعه وعلشان عمى الله يرحمه ثم صمت قليلاً وأردف : بحترمها وبقدرها بس نفسي فى طفل يا باسم انا مش مفترى بس ده حقى
نهض باسم مربتاً على كتف صديقه : خلاص ربنا يقدم الى فيه الخير
محمد برجاء : هتيجى بليل !
باسم بابتسامه : هو انا ينفع اسيبك فى يوم زى ده بردو
بادله محمد الإبتسام : ده العشم يا صاحبى
------------------------------------------------
أدخل
دلفت فتاه فى العقد الثانى بهدوء متسائله : حضرتك استاذه حلا خطيبه أستاذ يوسف فهمى المحامى
إبتسمت لها حلا واومأت بإدراك : انتى مدام هند صح
هند بابتسامه : صح
حلا مشيره للمقعد امام مكتبها : اتفضلى ارتاحى
جلست هند بهدوء فشرعت حلا بالحديث
حلا بعمليه : بصى يا ستى انا صحفيه ولكنى عضو فى منظمه حقوق المرأه كمان فهتلاقى ستات بتيجى عاوزة تقابلنى بنحاول نساعدهم ونحل مشاكلهم ثم أشارت لها : وانتى هتبقي سكرتيرتى
أومأت لها هند بابتسامه فأردفت : وأما بالنسبه لمشكلتك فأنا عرضتها على رئيسه الجمعيه وهنبدأ مع أستاذ يوسف فى إجرائات الخلع
تهللت ملامح هند وهتفت واقفه : بجد !
حلا بإبتسامه واثقه : جد الجد
------------------------------------------------
كانت جالسه بين نساء حارتها تستمع لأحاديثهم الجانبيه المزعجه
إمرأه ١ : ياختى شوفتى البت وقعت واقفه ياعينى على بناتنا هنقول إيه
إمرأه ٢ : اه ياختى مطلقه ولعبت ع الراجل وخدته من مراته
إمرأه ١ : بنات آخر زمن ياختى كويس انها غارت دى كانت بتشاغل مصطفى صاحب القهوة وعاوزة تخطفه من مراته
إمرأه ٢ : يالهوى الحربايه انا كنت بخاف على جوزى منها
تلألأت الدموع فى عينيها ونظرت لندى الجالسه بجانب حماتها بأسي ثم حركت راسها ناحيه أخت زوجها التى لم تبدى أى رد فعل شارده وفقط
ثم حولت رأسها جهه حماتها المستقبليه التى لم تخفى إنزعاجها من فقرهم منذ وطأت قدمها داخل المنزل
قطع شرودها صوت امها : يلا يا عروسه عريسك بره مستنيكى
تحركت بهدوء ناظره لندى التى إنسحب الدم من وجهها وشحبت كالاموات .....
دلفت الى السياره بجانبه دون كلمه وإلتصقت بالباب ناظره للوجوه حولها بصمت تترقب القادم
لم يتحدثا طيله الطريق وعندما وصلا الى الفيلا وجدت سيارتان كبيرتان تنتظران فى حديقه الفيلا
ترجلت من السياره ولمحت ندى وحماتها وإبنتها تركبان إحدى السيارات بينما خرج من الأخرى رجل يرتدى عمامه وجلباب صعيدى مباركاً لزوجها
زوجها !! يا الله لقد توقعت أنها لن تتخلص من لقب المطلقه البغيض ما حيت ثم نظرت للواقف أمامها بضيق .. مجرد وغد آخر ضحى بزوجته بلا ذره ضمير
تنبهت عندما سمعت صوت عجلات السيارات تغادر الفيلا ونظره ندى جهه زوجها وكأنها تشيعه بعينيها الى مثواه الأخير ...
(ليس الموت فقط أن تنتهى حياتك ولكنك قد يموت كل ما بك حياً . يقتات عليك الموت رويداً رويداً ولا تملك الا الإستسلام لمصيرك الذى خطه القدر دون إرده منك . لتصبح مجرد تابع ذليل تركض وحيداً فى أروقه الحرمان )
نظر لها من فوق كتفه وهتف بضيق : هتفضلى واقفه عندك كده كتير ولا ناويه تباتى فى جنينه الفيلا !!
نظرت له بحقد ولم ترد ولكنها تحركت بهدوء مستفز حتى دلفت الى داخل الفيلا
أخذت تنظر حولها بإنبهار لم تغفله عيناه المتابعتان بصمت
تحرك أمامها ناظراً لها دون كلمه وكأنه يقول دون كلمات : إتبعينى
زفرت بضيق وهمست من بين أسنانها : يارب تقع على السلم الى فرحانلى بيه ده تتكسر رقابتك يا بعيد
سمع همهمتها دون إستيعاب فهتف : بتقولى إيه !
ليلى : بكلم نفسي إيه بلاش
نظر لها لأعلى وأسفل باحتقار واكمل طريقه
ادخلها إلى غرفتها وأغلق الباب خلفه أخذت تتلفت حولها بانبهار فقاطعها هاتفاً : أقعدى عاوز أقولك كلمتين
رفعت شفتها بإنزعاج فنظر لها بتفحص وأردف : بصى يا بنت الناس جوازنا له سبب واحد وبس مراتى ندى وانتى بالنسبالى مجرد وعاء تجيبيلى إبنى وبعدها لو عاوزة تطلقى معنديش أى مانع أما لو عاوزة تكملى وتفضلى جنب إبنك لما يجى إن شاء الله فبردو معنديش مانع ثم رفع إصبعه محذراً : وندى ست البيت هنا فاهمه يعنى شغل الضراير والكلام ده ميتعملش معاها ندى بنت عمى قبل ما تكون مراتى هتحترميها برضاكى او غصب عنك انتى حرة ثم اشار لقدمها وأردف : وإيه الإزعاج الى حطاه فى رجلك ده
تشدقت ليلى وهتفت : ده خلخال ماله مش عاجبك !
محمد بإشمئزاز : أه مش عاجبنى ويتقلع الواحد مش ناقص صداع
ليلى بانفعال : لا بص يا سي الأستاذ كلامك الى رصيته ده ولا يفرق معايا الست ندى هشيلها فى عينى مش علشان كلامك الى زى الدبش ده لأ علشان هى ست جدعه وقويه وانا بحترمها ... ثم حركت قدمها مغيظه وهتفت : أما بقي على الخلخال فمش قالعاه والى عندك أعمله
إقترب محمد طاحناً أسنانه رافعاً يده فشمخت برأسها ولم تحرك ساكناً وهتفت بحقد : إضرب مش جديد عليكوا أصلاً كلكوا صنف واحد متتخيروش عن بعض ... ثم إقتربت أكثر منه باستفزار وأردفت : وبردو هعمل الى عاوزاه
قبض محمد أصابعه مستغفراً فى سره ثم أنزل يده وتركها وأنصرف
انهارت كل حصونها الوهميه وهوت على طرف الفراش محاوله كتم شهقاتها عنه لاعنه حظها الذى دوماً ما يوقعها فى اشباه الرجال ....
دلف الى غرفته مع ندى .. أغلق الباب بانفعال وتحرك فى الغرفه جيئه وذهاب كأسد جريح لن ينسي ابداً نظرات ندى الكسيره التى كانت كطعنه فى صميم رجولته كانت وكانها تنعى أياماً قضوها سوياً ، تنعى حبها اليائس له .. ولكنه هكذا رجل لم يخلق للحب ! هكذا صنع منه اباه رحمه الله وهكذا علمه الرجوله ! لعن نفسه وحظه ألف مره لم يشأ جرحها بتلك الطريقه ولكن ما حيلته معها والقدر حرمها الإنجاب . وما حيلته مع نفسه التى تتوق لتتلمس تلك الأنامل الصغيره الهشه . تتوق لعبق الطفوله التى حرم منها . يتمزق قلبه كلما لمح طفلاً ينادى اباه .. تلك الكلمه التى تاقت نفسه لسماعها من بين شفاه ورديه وفم لا يحوى سوى زوج من الأسنان . تلملم مشاعره وتبعثرها مجدداً بفوضويه محببه ...
جلس على حافه فراشه زافراً بضيق لم يعامل إمرأه فى حياته قط بتلك الوضاعه التى عامل بها ليلى ولكن نظرات ندى يستشعرها كخناجر مسمومه تنغز بدنه بلا هواده ..... خلع ملابسه ودلف الى الحمام مزيلاً عنه غبار الذاكره الذى كاد يخنقه ..
↚
بعينان تغشاهما سحابه من دموع أبى كبريائها أن تذرفها .. جلست فى السياره بعقل غائب .. صامته إلا من عقل يمتلئ بالضجيج .. الألم يعتصر قلبها والوهن والهوان أصبحا ونيساها .. لم تشعر بطول الطريق ولا بنظرات جمالات الجانبيه لها بين الفينه والأخرى .. ولا بمها الغائبه تماما عما يحدث حولها شارده فى مصير حتمى لو علم جدها وأخاها بمصيبتها .....
وصلت السياره الى وجهتها .... ترجل الجميع من السيارة ووقفت السياره الأخرى والتى كانت كنوع من الحراسه الخاصه لهم ..
أقبل عليهم الحاج بلال الصاوى متكئاً على عكازه بهيبته المعهوده مرحباً
ألقت بنفسها فى احضانه وأنهارت كل حصونها بمجرد أن لامست انامله رأسها مربتاً عليها .. ذرفت دموع اليأس والهوان التى حبستها طويلا .. نظرت لها جمالات بإستنكار وهمت بالحديث فأوقفها الحاج بلال بإشاره محذره من يده .. اومأت بطاعه وإصطحبت إبنتها الى الداخل
تابعهم الحاج بلال بنظراته وهو لازال محتضناً تلك الباكيه وهمس برفق : إهدى يا بتى ده جضى ربنا هنجول إيه
شهقت بصوت مرتفع فربت على رأسها وتابع : الى حصول حصول والولد معذور يا بنيتى منيش جادر امنعه ده حجه
ثم قبل قمه رأسها وإصطحبها لداخل القصر
------------------------------------------------
فى الصباح فى فيلا الصاوى
رن هاتفه بإصرار ففتح عينين وزفر بضيق ثم تناوله مجيباً دون النظر للرقم
محمد : أيوة
باسم : ناموسيتك كحلى يا عريس ها نقول مبروك سبع ولا قطه
جلس محمد فاركاً عينيه بنعاس : الناس تقول صباح الخير
باسم ضاحكاً : يبقي قطه يا خيبتها التقيله
محمد بضيق : يا عم اسكت وانت مش فاهم حاجه
باسم : فى حاجه ولا إيه !
زفر محمد وهتف : ندى يا باسم شكلها تعبلى نفسيتى ونظرتها ليا مش عاوزة تروح من بالى انا طول الليل بحاول أنام مفيش . يادوب بعد الفجر صليت ونمت بالعافيه
باسم باستفهام : والعروسه !
محمد ساخراً : نكدت عليها وسيبتها ونمت فى أوضتى أنا وندى
باسم بانفعال : ولما انت صعبان عليك مراتك اتهببت ليه ما قولتلك مليون مره إتبنوا عيل وخلاص وهتكسب فيه ثواب
محمد بنفس الإنفعال : عاوز عيل من صلبى متنساش انى رغم التعليم العالى والتحضر والعيشه فى مصر إلا إنى راجل صعيدى عاوز يبقالى عزوة عاوز لما أموت حد يشيل إسمى ويكمل الى بدأته
باسم بمهادنه : طيب خلاص إهدى وقوم راضى البنيه الى ملهاش ذنب دى .. إلا صحيح هى إسمها إيه !
محمد بتذكر : ممم نجلا باين ثم صمت قليلاً مفكراً وأردف لا لا ليلى أعتقد
باسم ساخراً : تعتقد وعمال تقولى صعيدى وانت مش عارف إسم مراتك قوم الله يرضى عليك إتعرف عليها على الأقل
محمد : انا كنت ناوى أعتذرلها إمبارح بس لسانها المتبرى منها خلانى أخدت الموضوع على كرامتى
باسم ضاحكاً : أوباااا دبحتلك القطه يا بيضه
محمد بغيظ : تصدق انا غلطان انى بحكيلك إقفل قبل ما أتغابى عليك
باسم بأستسلام : خلاص يا عم ثم صمت قليلا وأضاف بتساؤل : هى الحاجه وأختك معاكوا فى الفيلا ؟
محمد : لأ راحوا مع ندى الصعيد
باسم بحذر : هى أختك عرفت إن جدك عاوز يجوزها أما تخلص !
محمد ساخرا : تخلص مييين ده ناوى يجوزها السفريه دى
باسم محاولاً التظاهر بالهدوء : إزاى اصلا وانت مش هناك ؟
محمد بإدراك : ياااه نسيت أقولك انى رايحلهم بكره
باسم بذهول : بكره !
محمد : اه بكره هقعد إسبوع هيخلص فيه كل حاجه وهاخد ندى والحاجه وارجع
باسم : واختك
محمد بضيق : هيجوزها إبن عمى هعمل ايه يعنى وبعدين هو آه عايش فى الصعيد بس متعلم وهيسيبها تكمل تعليمها والحاج واثق انه هو ده الى هيحافظ عليها
باسم بشرود : خير ان شاء الله اسيبك أنا دلوقتى
محمد : ماشي سلام
باسم : سلام
------------------------------------------------
لم تستطع النوم البارحه وكانها كانت نائمه فوق كومه من الأشواك بدلت ملابسها ونزلت الى حديقه القصر ....
شارده تفكر فى حالها وما وصلت إليه .. تتذكر أيامها معه .. يوم علمت من جدها انه رشحها لمحمد كزوجه مستقبليه كاد قلبها يتوقف من عنف خفقاته لم تصدق أن تتزوجه هو صديق طفولتها وحلم صباها .. لم تستطع أن تجعله يبادلها المشاعر .. حاولت يعلم الله كم حاولت ولكن عجزها عن الحمل أفشل جميع محاولاتها اليائسه لإجتذابه كحبيب لا فقط كزوج ...
اااااه كانت تلك صرختها عندما إرتطم شئ ما بكتفها .... نظرت لذلك الشئ الذى ما كان سوى كره من نوع الكفر تلك الكرات الثقيله التى نراها فى مباريات الكره ... صوت ضحكه طفوليه اطربت آذانها ... نظرت جهه الصوت فوجدت طفل لم يتعدى السابعه من عمره يضحك بإنطلاق .. شعر حريري أسود ذكرها بحبيب طفولتها شعر لصاوى صغير وعينان بندقيتان ببريق طفولى وأهداب كثيفه ، فم صغير وأنف شامخ ... إبتسمت له بحنان أشارت له ليقترب ... عقد حاجباه وركض مبتعداً عنها .. ركضت خلفه باحثه عنه فاصطدمت بإحدى الخادمات
الخادمه : باه مالك يا ست ندى بتجرى كده ليييه وواخده ف وشك
ندى وهى تبحث بعيناها عنه : ولد صغير كان بيلعب فى الجنينه خبطنى بالكورة ولما جيت أكلمه جرى منى
الخادمه بضيق : تلاجيه الواد الصغير إبن الست هنيه
ندى بإستفهام : هنيه بنت عمى عارف !
الخادمه : أيوة يا ستى هى ثم اكملت بأسي : يا حبه جلبى ساعه ما ولدته وهى مرميه ف فرشتها ثم إقتربت منها متلفته حولها بحذر وهمست : أصل الست هنديه جالها الجلب من عشر سنين والداكتور منعها من الخلف بس هى يا ولداه كان نفسها فى جطعه عيل يملى عليها الدار
ندى بتساؤل : وهى حالتها إيه دلوقتى ؟
الخادمه ببكاء : يا حبه عينى تعبانه جوى كل يوم الداكتور حداها وحالتها عفشه جوى علشان إكده تلجى الواد إبنها العفريت ده حدانا ف الجصر لأنها متجدرش ترعاه
ندى بحزن : وجوزها ؟
الخادمه : جوزها يا نضرى بيرعاها وبياخد باله منيها ومجاطع امه إكمنها عاوزة تجوزه
ندى متذكره حالها : سبحان الله ربنا يشفيهاله يارب ويقومها لإبنها بالسلامه
ثم أضافت بتساؤل : هو إبنها إسمه إيه !
الخادمه : إسمه حيدر وأبوه إبن كبير عيله الأسيوطى .. حمزة الأسيوطى
ندى باحثه بعينيها : طب تفتكرى هرب كده على فين !
الخادمه مشيره لمكان ما : تلتجيه حدا الشجره الى هناك دهي ثم اعادت نظرها لها ضاحكه : معارفاش إيه جصته معاها
أومأت لها ندى وتحركت باحثه عنه
وكما قالت الخادمه وجدته مختبئاً خلف الشجره وينظر لها بعين واحده من خلفها
إقتربت بحرص باسمه وهمست : تعالا يا حيدى متخافش منى أنا قريبه مامتك
أومأ لها نفياً فأقتربت اكثر ممسكه يده برفق ساحبه له من خلف الشجره .. ثم إنحنت حتى وصلت لمستوى طوله وشعثت شعره بمزاح فأراح يدها وعدل من تصفيف شعره بيده
ندى ضاحكه : إيه بس انا بهزر معاك
حيدر بطفوليه : مبلعبش مع بنته
ندى بضحك : بنته ! بس انا مش بنته انا إسمى طنط ندى
حيدر عاقدا حاجبيه : إيه طنط ده
ندى بمزاح : أمال بتقول إيه للى اكبر منك
حيدر : خالة
اومأت ندى موافقه : يبقي خالة . ثم أشارت لنفسها : انا خالة ندى ثم امسكت يده مصافحه : ممكن نبقي أصحاب يا حيدر ثم أضافت لاويه فمها بطفوليه انا ضيفه هنا ومعنديش اصحاب
أومأ لها بابتسامه وصافحها بود فقربته منها مقبله وجنته
دفعها عنه هاتفاً : إتحشمى
ندى ذاهله : أتحشم ليه !
حيدر بفخر : ميصوحش حرمه تبوسنى ولا تعبط فيا
ندى بتساؤل : تعبط فيك إزاى
إحتضن نفسه هاتفاً : إكده
ضحكت ندى بانطلاق : دمك شربات يا حيدر خلاص مش هعبط فيك الا لما ناخد الإذن من ماما ماشى !
حيدر : ماشي
ندى ممسكه بطنها : انا جوعت أوى يا حيدر ثم اضافت متسائله : إنت فطرت
حرك رأسه نفياً فامسكت يده متحركه جهه القصر : طيب يلا نفطر علشان عاوزة ألعب معاك شويه موافق !
حيدر بحماس : موافج
------------------------------------------------
جلس فى بهو الفيلا يتابع إحدى المباريات باهتمام .. صوت رنه خلخالها أزعجه فنظر لها بضيق فبادلته النظره بتحدى واسرعت من حركتها حوله مدعيه ترتيب المكان النظيف بالفعل وهمست لنفسها : بيضايقك صوت الخلخال طب اهو اهو
محمد هاتفاً بحنق : إنتى بتعملى ايه !
ليلى متخصره : هكون بعمل إيه بنضف
محمد بعصبيه : هو فى حاجه تنضفيها وبعدين الخدامين فين !
ليلى بلا مبالاه : مشيتهم
محمد بذهول : نعم
ليلى بثقه : ايوة البيت مفيهوش غيرنا هنحتاجهم فى إيه هى بعزقه فلوس وخلاص
محمد بسخريه : إيه خايفه على الورث
رفعت إحدى حاجبيها وهتفت : لا خليلك ورثك لنفسك
محمد : طيب أقعدى لو سمحتى مش عارف اشوف الماتش
ليلى رافعه كتفيها : هو انا جيت جنبك انت الى عمال تتكلم
محمد باستسلام : خلاص انا غلطانلك بس بطلى حركه البتاع الى فى رجلك ده موترنى
رفعت جلبابها حتى ركبتيها وحركت قدمها مغيظه : ليه يا سي محمد ده جميل
محمد مبتلعاً ريقه : ط طيب إتفضلى يا تقعدى يا تمشي
تحركت ليلى جالسه على المقعد امامه بثقه بعد ان أرضى أنوثتها تأثره بها وهمست : لا هتفرج معاك
أشاح بنظره عنها وحاول التركيز فى المباراه ولكنه دون إراده منه كان يختلس النظر لها بين لحظه وأخرى
------------------------------------------------
جلست تحاول تنظيف انفاسها فهى م تشعر قبلاً بكل ذلك الحماس والنشاط الذى روى كل شبر قاحل بروحها
ندى : تعالا يا حيدر نريح شويه ونكمل لعب
حيدر بسخريه : انى راجل ماتعبش واصل
ندى ضاحكه : احسن راجل فى الدنيا
إفترقت شفتاه عن إبتسامه تحمل كل معانى البرائه التى تفتقدها فى عالم الكبار البغيض الذى تعيش به
حيدر !! صوت رجولى خشن نبهها فنظرت لذلك الذى ركض حيدر فى إتجاهه
حيدر بسعاده : أبوى
تلقفه حمزة بحنان هاتفا : كيف راجلى الصغير
حيدر بفخر : كيف السبع يابوى
قهقه حمزة بصوت مرتفع وقبل وجنته ثم أنزله أرضاً وامسك يدك وقبل ان يتحرك هتفت به ندى : يا أستاذ
نظر لها حمزة بتساؤل : بتكلمينى آنى !
ندى : أيوة
حمزة : خير
ندى فاركه يدها بتوتر : ح حضرتك ممكن تسيبه يبات معايا
نظر لها متفحصاً ثم هتف بتساؤل : انتى مين بجى علشان يبيت حداكى
ندى : أنا ندى بنت عم هنيه
حمزة بإدراك : إييييوة ضيوف مصر بتوع الحاج بلال
ندى برفق : أيوة ثم أضافت برجاء : ممكن تسيبه معايا بقى
حمزة بحده : ولدى ميباتش بعيد عن حضن أمه واصل بالإذن يا ست ... وإصطحب إبنه وانصرف تاركاً لها تنظر للصغير بحزن
------------------------------------------------
لم يستطيع التركيز فى عمله عقله يعمل فى إتجاه واحد ... كيف يجنب صديقه الخزى والعار بين أفراد عائلته فرك رأسه بضيق تم زفر باستسلام وتناول هاتفه
باسم : الواد الى قولتلك عليه عملت معاه ايه !
الطرف الآخر :...........
باسم : إدفع للبنت خليها تعترف انها غلطت فى الشقه والواد ده عاوزه عندى بكره
الطرف الآخر : .............
باسم بحزم : معرفش اتصرف ... ثم أغلق الخط لاعناً الظروف التى ستجبره على التعامل مع أمثال ذلك الوغد .... ماهر
↚
تتململ فى جلستها .. تنظر حولها للأعين المتفحصه بضيق تكره أن تكون كالدميه المعروضه فى محال الأطفال .. على الرغم من طبيعه عملها واعتيادها على الكاميرات ولكنها لا تدرى لمَ فى هذا اليوم تريد ركل المصور ... نظر لها بتعجب ومال عليها هامساً : مالك بتبصى للراجل كده ليه حاسس انك عاوزة تقتليه ثم أشار براسه ناحيه المصور وتابع : بصى الراجل خايف منك إزاى .. نظرت للمصور وحاولت منع أبتسامتها دون جدوى ثم نظرت للجالس جوارها ومالت نحوه هامسه بدورها : مش عارفه ليه مش حابه أتصور ثم نظرت لفستانها الوردى الأنيق واكملت وانا بالمنظر ده ثم نظرت حولها للوجوه المتفحصه بفضول وتابعت : وبص الناس مبحلقين فيا إزاى حاسه انى قاعده فى مزاد والناس بتقيمنى
ضيق بين عينيه وهمس : الغريب انك انتى بالذات تقولى كده أمال لو مكونتيش صحفيه
حلا محركه كتفها : كصحفيه التركيز بيبقي على الحدث مش عليا انما انا نفسي دلوقتى بقيت الحدث
ضحك بخفه وهمس : طب خلى بالك الوشوشه دى مش هتنفع بعد شويه لأننا كمان مش هنسمع بعض من الدوشه ثم أردف برفق مربتاً على يدها : ومتقلقيش انا جنبك انسي التصوير واعتبرى نفسك معزومه فى حفله
أومأت برأسها موافقه وحاولت أخذ شهيق وزفره لتهدئه نفسها ثم همست لنفسها بخفوت : انا مالى انا ومال جو الخطوبه والجواز والهم ده
نظرت للجالس بجوارها فلاحظت إبتسامته التى نبهتها لانه إستمع لحديثها الأخير لنفسها .......
------------------------------------------------
بمجرد أن دلف من باب الدوار ركض حيدر الى حيث غرفه أمه .. تلقفته هنيه بلهفه وقبلت وجهه الحبيب الذى يشبه وجه أسدها الحبيب وزوجها حمزة !
حيدر بحماس : اتوحشتك ياما
إبتسمت له بحنان وقرصت وجنته برفق هامسه بتعب : وانى يا ولدى اتوحشتك جوى .. إحكيلى بجى عملت إيه عند جدك ثم اضافت بوعيد مصطنع : إوعاك تكون تعبتهم معاك أم رابحه إشتكتلى منك جبل سابج
إبتسم حمزة وإقترب مقبلاً جبهتها ثم جلس محتضناً كتفها بحنان ناظراً لولده يحثه على المتابعه
حيدر بنفى : لا والله ياما ما عملت حاجه انى جعدت ألعب مع خاله ندى و أكلتنى معاها ثم أردف : طيبه جوى ياما وجالتلى هتجيبلى لعب كتير نلعبوا بيها سوا جبل ما تعاود مصر تانى
أومأت له بابتسامه فهتف حمزه ناهظاً : طيب هم غير خلجاتك المتربه دى ونام تلجاك مفرهد من كتر اللعب
أومأ له حيدر وإقترب مقبلاً وجنه أمه ثم ركض الى الخارج
نظرت هنيه لحمزة : هم عيال عمامى جم ميتى
حمزة : معارفش بس انى شوفت الست ندى دى وكانت عاوزة حيدر يبيت حداها وانى موافجتش
هنيه بلين : إوعاك تكون زعلتها يا حمزة
حمزة ناهضاً : كيف يعنى زعلتها هو انى لازمن أوافج ابيت ولدى برات الدار
هنيه : لا يا جلبى مجصدش إكده بس ندى بنت عمى حساسه بزياده
حمزة خالعاً جلبابه : لا مزعلتهاش الحج ميزعلش حد وحجى أجبل أو أوافق ان ابنى يبيت بعيد عن حضنى
نظرت لظهره الذى أولاها إياه متوجهاً لحمام الغرفه بحزن يمزقها حاله وحال ولدها وحياتهم مع زوجه وأم مريضه لا تستطيع خدمه نفسها زفرت باستسلام وهمست بخفوت : الحمد لله على كل حال
------------------------------------------------
خرج من غرفه مكتبه فى الفيلا بعد أن انهى كل ترتيباته للسفر بعد تأكيد جده عليه بالحضور لقرائه فاتحه مها
نظر لتلك الجالسه تتابع التلفاز باهتمام ثم إقترب ناظراً للشاشه
محمد مشيراً للتلفاز : إيه الى بتتفرجى عليه ده هندى !!
أجابت بدون النظر إليه : ده ارناف
محمد بتساؤل ساخر : مين ياختى !!
ليلى بضيق : استتى بس هيعرف انه ظلمها ثم ربتت على المقعد بجوارها وهتفت : تعالا اتفرج هيعجبك أوى
محمد جالساً على أحد المقاعد بعيداً عنها : لا مليش فى الهندى
رفعت ليلى كتفيها بلا مبالاه وتابعت المشاهده بتركيز
جلس ينظر لتعابير وجهها وهى تتبدل من ضيق لسعاده فانتابه الفضول
نظر الى الشاشه متابعاً للأحداث وبمجرد ان ضرب البطل زوج أخته هبت واقفه تصفق بحماس هاتفه : أحسن إديلو ربنا نصرها
ضحك من منظرها فتخصرت ناظره له : بتضحك على إيه شايف أراجوز قدامك
محمد محاولا السيطره على نوبه الضحك التى انتابته : لا أبداً بس انتى فرحتى اوى انه ضربه
ليلى بتأكيد : طبعاً لازم أفرح ما انت مش متابع فمش هتفهم
محمد برفق : فهمينى يا ستى
جلست ليلى وهتفت بحماس : إلى ضربه ده يبقي جوز أخته وجوز أخته ده خطب البت كوشي قبل ارناف ما يتجوزها ولما عرفت انه جوز انجالى فسخت الخطوبه بس إبن الحرام شيام الكلب فضل يوقع بينهم ويفهمه انه هيسيب اخته علشان بيحب كوشي راح أرناف إتجوزها عافيه وبقي يعاملها وحش اوى راح شيام بقي سلط ناس تخطفه وهى أنقذته وعرف الحقيقه انه ظلمها وراح ضربه
محمد بعدم فهم : ها !!
ليلى بلا مبالاه : هو إيه الى ها اشرحلك تانى !
محمد رافعاً يده بإستسلام : لا لا خلاص كفايه كده المهم جهزى نفسك علشان ننزل
ليلى بتساؤل : ننزل فين
محمد برفق : احنا بكره مسافرين عند أهلى الصعيد هشتريلك شويه لبس علشان كمان الحبه الى هنقعدهم أختى هتتجوز هناك
ليلى بتساؤل : هى أختك مخطوبه !
محمد : لا لسه
ليلى مضيقه بين حاجبيها : أمال هتتجوز من غير خطوبه !
محمد : عادى يعنى إبن عمها وأولى بيها يلا إجهزى قبل الماحيلات ما تقفل
رفعت جانبها هاتفه بسخريه وهى تهم بالإنصراف : وانا الى كنت فاكره ان بنات الأكابر بيتجوزوا بمزاجهم مسم
نظر محمد فى إثرها بضيق يعلم ان كلامها صحيح ولكنه قرار كبير العائله ولا رجعه فيهx !!!
------------------------------------------------
عادت الى غرفتها تمشي كالدميه لا حياه فيها فبعد أن أخبرها جدها ان أخاها سيأتى بالغد لبدأ الإستعداد لزواجها وهى فقدت القدرة على الإحساس .. تشعر وكأنها جثه تسير على قدمين همست لنفسها ساخره : هبقي جثه أول ما تتعرف فضيحتى وسيرتهم هتبقي على كل لسان
جلست على سريرها واضعه رأسها بين يديهل وأجهشت بالبكاء فها هى ستدفع ثمن الغالى الذى فرطت فيه بأرخص الأتمان !!!
------------------------------------------------
أبيه إيدك على ٨٠٠ جنيه
باسم : بتوع إيه !
هاجر : فلوس الدروس يا أبيه انت نسيت !
باسم بإدراك : اه والله نسيت رغم ان صاحب السنتر كلمنى خلاص تعالى
أقبلت عليه فنقدها المبلغ
قبلت وجنته هاتفه : ربنا يخليك لينا يا أبيه
باسم ضاحكاً : ايوه إبلفينى ثم أضاف محذراً مش هتنازل عن طب فاهمه ؟
ادت التحيه العسكريه بمزاح وهتفت : تمام يا فندم
قاطعهم نادر : وانا مليش نصيب
باسم : فى إيه فى البوس !
نادر : فى الفلوس طبعا بوس أيه انا بقرف
هاجر متخصره : نعم ياسي نادر قرفان من مين !
نادر مغيظا : منك طبعا ً هو ده سؤال !!
ضحكت فاطمه : طب يلا علشان تتعشوا ثم اشارت لهاجر : يلا يا جوجو نحضر العشا سوا
هاجر : عيونى يا مامتى ثم نظرت لباسم وأخرجت لسانها مغيظه بحركه طفوليه
إلتفت باسم لأخاه : وانت عاوز فلوس ليه
نادر : حبيبي يا بوووس عاوز أجيب طقمين جداد لزوم الوجاهه
ضحك باسم باستمتاع وهم بالرد .. صوت رنين هاتفه قاطعه فنظر للرقم واشار لنادر هاتفاً : ثوانى وجايلك
نادر : خد راحتك يا بوس
خرج باسم الى حديقه الفيلا وفتح هاتفه
باسم : طمنى عملت إيه !
الطرف الآخر : ولا حاجه منفعش
باسم بانفعال : هو إيه الى منفعشxx
الطرف الآخر : البت غيرت أقوالها ولسه لازم يتأكدا لان ده تلبس انت نسيت ولا إيه
باسم : والعمل انا عاوز الواد بكره ضرورى
الطرف الآخر : مستحيل مش أقل من إسبوع علشان يخلى سبيله
باسم بذهول : ايه !
الطرف الآخر : زى ما بقولك كده ده أصلا لو عرفوا يثبتوا ان سمعته طيبه والى عرفته ان الجيران كانوا بيشتكوا انه بيجيب بنات علطول فى شقته يعنى التهمه لابساه لابساه وحتى بعد إسبوع مش هيخرج
باسم بضيق : خلاص إقفل انت انا هتصرف
أغلق باسم الخط وجلس على مقعد بالحديقه يرغى ويزبد نظر الى هاتفه ثم قلب بين الأرقام و ضغط زر الإتصال
باسم : ألو
صوت شهقات خافته ولا رد
باسم بقلق : فى إيه يا مها !
مها من بين دموعها : إلحقنى يا باسم فاتحتى بكره ........
------------------------------------------------
دلفت الى مكتبها وسط تبريكات الزملاء و التهانى التى امطروها بها
هند : صباح الخير يا أستاذه الف مبروك
حلا بابتسامه : الله يبارك فيكى يا هند مجيتيش ليه إمبارح
هند بحرج : معلش إبنى كان سخن شويه فضلت جنبه طول الليل ويادوب حرارته نزلت بعد الفجر بشويه
حلا : ألف سلامه عليه خلاص روحيله اكيد مراحش المدرسه
هند : بصراحه آه سايباه نايم وقولت آجى استأذنك فى أجازة يومين
حلا : ولا يهمك المهم هبقي اتصل بيكى اتطمن عليه ولو عاوزة اى حاجه كلمينى علطول
أومأت لها هند باسمه وأردفت : واشكريلى أستاذ يوسف
حلا بتساؤل : ليه !
هند : رفعلى القضيه ورفض خالص ياخد أى اتعاب
نظرت لها حلا بذهول يوسف حقاً شخص محير رغم إخباره لها بانه سيقف بجوار هند الأ انها ظنته مجرد كلام يبدو ان أمامها لغز كبير يحتاج لفك طلاسمه ولن تكون حلا حتى تفعلها
قاطعهم صوت طرقات خفيفه على باب المكتب
نظرت حلا للفتاه القادمه التى تكلمت بخفوت : عاوزة استاذه حلا
حلا بهدوء : انا حلا إتفضلى
إستأذنت هند وانصرفت .... جلست حلا خلف مكتبها مشبكه يداها فوق مكتبها : خير
الفتاه بقلق : انا جايه لحضرتك فى قضيه رأى عام
ضيقت حلا بين حاجبيها بتساؤل : قضيه إيه !
الفتاه : بس ارجوكى إسمى ميظهرش فى حاجه أهلى منعونى أتكلم خايفين
حلا : معلش ممكن توضحى أكتر
إبتلعت الفتاه ريقها وبدأت الدموع تتجمع فى مآقيها : الدكتور بتاعى فى الجامعه إ إغتصبنى تحت تهديد السلاح !!
هبت حلا واقفه وهى تهتف : إيه ؟
الفتاه ببكاء : زى ما بقولك كده
ناولتها حلا كوب من الماء : طب إشربى وكملى
إرتشفت الفتاه بضع قطرات ووضعت الكوب على المكتب وبدأت فى الحديث : أنا فى سنه تالته إعلام الدكتور حسين أمين كان بيطلب مننا هدايا علشان ينجحنا فى الاول كنت بدفعx ثم أضافت ساخره أهلى علمونى امشي جنب الحيط وأوطى للموجه علشان تعدى ثم تبدلت ملامحها للحزن وأردفت بس للأسف وطيت أكتر من اللازم والموجه غرقتنى
وقفت حلا والتفت حول مكتبها وجلسا أمامها مربته على كتفها برفق وحثتها لتكمل
الفتاه : من شهر جالى بعد المحاضره عند البنش وقالى تعالى اتدربى فى مكتبى وهشغلك عندى لما تتخرجى يأما مش هتعدى من مادتى عمرك
حلا : ها وبعدين
الفتاه فاركه يدها بتوتر : رروحتلها ووو ثم عاودتها نوبه البكاء
انتظرت حلا حتى هدأت وحثتها على المتابعه
الفتاه : روحت مكتبه فى المعاد الى قالى عليه لقيته بيتحرش بيا ..
إتسعت حدقتا حلا فتابعت الفتاه : ط طلب منى أقلع ولما مرضيتش إإغتصبنى ووبعدها هددنى بالسلاح وخلانى اكتب ورقه انه مقربليش وانى بفترى عليه وعمره ما عاملنى اكتر من أب ووقعت برقم البطاقه
كانت عينا حلا تكاد تخرج من محجريها وملامحها تتأرجح بين الذهول والضيق والإنفعال حتى أنهت الفتاه حديثها فهبت حلا واقفه ونظرت لها هاتفه : تعالى معايا .
↚
طرقات سريعه على باب مكتبه جعلته يعقد بين حاجبيه بتعجب وهتف : ادخل
دلفت الى المكتب بملامح منزعجه ساحبه خلفها فتاه فى بدايه العقد الثانى
هب واقفاً وتحرك مقترباً منها بتساؤل
يوسف بقلق : فى إيه يا حلا مالك ؟
ثم أشار للمختبئه خلفها : ومين الآنسه
حلا بانفعال : الآنسه تم إغتصابها وعاوزاك تساعدنى نرفع قضيه ونقلب الرأى العام
الفتاه بخوف : لا لا أرجوكى أهلى يموتونى ثم همت بالإنصراف
حلا ممسكه يدها ثم تكلمت برفق : ترضى الى إتعمل معاكى يتعمل مع غيرك !! تعرفى ان بسبب سكوت البنات قبلك انتى بقيتى فى الموقف ده !! ثم متشغليش بالك بأهلك ثم نظرت ليوسف واردفت : انا وأستاذ يوسف هنقنعهم ومش هنخلى وسائل الإعلام تعرف شكلك ولا إسمك ثم نظرت ليوسف الممتقع الوجه وهتفت برجاء : صح يا يوسف
اومأ لها موافقاً ثم أشار لهم بالجلوس : إتفضلوا أقعدوا وياريت أسمع الحكايه بالتفصيل
جلست كل من حلا والفتاه وبدأت الفتاه تحكى قصتها بحرج حتى انتهت
طحن يوسف أسنانه وهتف : القضيه دى بتاعتى وانا هودى إبن .... ده فى ستين داهيه ثم نظر لحلا وأضاف : للأسف ظاهره الإستغلال الجنسي من جانب الاساتذه للطالبات انتشرت جداً وبسبب خوف الأهالى وسلبيتهم بيستمروا فى قذارتهم دى بدون رادع ثم نظر للفتاه أغرقت وجهها الدموع بحزن وسألها : تعرفى بنات حصلت ليهم نفس حادثتك !
أومأت الفتاه موافقه وهمست ببكاء : بس مش هيرضوا يتكلموا فى بنات خافوا يقولوا لأهلهم وقرروا قبل الجواز ييعنى يعملوا عمليات يرجعوا بنات تانى و تتقفل الحكايه من غير فضايح
يوسف بانفعال : ده إسمه نصب من حق الى هيرتبط بيهم يعرف ذنبه إيه يتخدع
حلا مجيبه بسخريه : ببساطه لأن محدش هيتقبلها وبيعتبروا ان بكاره البنت أهم شئ للأسف بنات كتير منحله وبتظهر بمظهر المحترمه وبتحافظ على بكارتها وبيتجوزوا عادى لكن لو بنت فعلا محترمه وتم إغتصابها بيعتبروها عار على المجتمع للأسف مجتمع معاق
أومأ لها يوسف موافقاً ثم توجه بالحديث للفتاه : أنا وحلا هنيجى معاكى وهنتكلم مع أهلك وياريت تبلغينا بأسماء البنات التانيه الى تعرفيهم وحصلهم كده واحنا هنتصرف
أومأت الفتاه باستسلام يبدو أنه متأصل فيها
فوقفت حلا هاتفه : يلا يا يوسف
(الإستسلام والخضوع طرفان فى معادله واحده لا يطبقها سوى مجتمع عاق يلفظ أبنائه خارجه والمجتمع هنا ليس بمكان بقدر ما هو كيان كأسره علمت بناتها الإستسلام اصبحت كالقاضى والجلاد والفتاه مدانه بانوثتها فى مجتمع يقف إجلالاً للخداع )
------------------------------------------------
صف سيارته فى مدخل القصر وترجل منها فترجلت ليلى بدورها متلفته حولها بانبها هاتفه : ياااااه وانا الى فاكره الصعايده عايشين فى بيوت صغيره وبيناموا فوق الفرن
محمد بسخريه : ده فى المسلسلات الى واكله عقلك انما فى الواقع لأ
ليلى بضيق : مالها المسلسلات !
محمد : لا بقولك ايه مش وقتك الله يكرمك الناس مستنيانا .. ثم اشار لها بيده لتتقدمه .....
إقترب من جده مقبلاً يده المستنده على عكازه فربت الحاج بلال على رأسه ونظر لها ثم اشار لها لتتقدم
أقبلت ليلى عليه مقبله يده بدورها فابتسم لها بلال بهدوء وهتف : منورة الدار يا بنيتى
ليلى بابتسامه : منور بيك يابا الحاج
ضرب محمد على راسه ومال عليها هامسا من بين أسنانه : آبا الحاج دى فى ذئاب الجبل صح الله يخربيتك يا بعيده
نظرت له بضيق وفتحت فمها لتتكلم فأشار لها بالسكوت ناظراً جهه جده المتابع للموقف بتسليه
صباح الخير يا جد..... ثم ماتت باقى الكلمات على شفتيها عندما لمحته
الحاج بلال : صباح الرضا يا بنيتى تعالا سلمى على جوزك
إقتربت منها ليلى مسرعه محتضنه لها فهى الوحيده التى تعرفها فى هذا المكان .. ربتت ندى على ظهرها برفق
ليلى : وحشتينى يا ست ندى
إبتعدت ندى عنها هامسه
ندى بابتسامه مهزوزه : إزيك يا ليلى
ليلى بضيق : عايشه .. ثم اضافت بصوت خافت : والله ما لمسنى
نظرت لها ندى بشك ثم تناولت يدها وإستاذنت من الجميع منصرفه بصحبتها
بمجرد ان وصلتا الى حديقه القصر تكلمت ندى : انتى رفضتيه !
أومأت لها ليلى نفياً : لا هو الى مش طايقنى لوحده
تهللت ملامح ندى فنظرت لها ليلى بحنان مردفه : طالما بتحبيه أوى كده ليه جوزتيه
ندى : علشان يحقق حلمه يا ليلى
ليلى بمزاح : طيب تاخديه لوحدك وتدينى التليفيزيون الحلو الكبير الى فى الصاله
ضحكت ندى بانطلاق على مزحتها وهتفت : مجنونه .. المهم روحى سلمى على الباقى علشان جمالات هانم متقلبش عليكى
تذكرت ندى حماتها المصون وهتفت : يا ساتر الست دى بتفكرنى بفيفى عبده فى تمسليه الحقيقه والسراب ثم رفعت يدها للسماء وأردفت : عقبال ما اشوفها مشلوله زيها وبؤها جاى على جنب كدهو ومتعرفش تقول خمسه مواااه جمالات بنت أمو ثم ضيقت بين حاجبيها وتسائلت : إلا هى إمها كانت امو ايه !
ندى ولم تستطع كتم ضحكتها : معرفش
ليلى باستسلام : خلاص امو جمالات المهم الدعوة تكمل علشان ربنا يقبلها
أتاها صوت جمالات هاتفه بحقد :دعوة إيه دى الى تكمل م تضحكونا معاكوا
همست ليلى لندى : يا ساتر يارب زى القضا المستعجل الحيزبون دى مرات ابو الهول
كتمت ندى ضحكتها فاعتدلت ليلى ورسمت إبتسامه مصطنعه على شفتها وهتفت : يا أهلاً يا أهلاً يا حماتى منورة
جمالات باستنكار : حماتى !
ليلى : ايوة امال أقولك ايه !! يا خالتى أمو محمد !
جمالات بذهول : خالتى !
ليلى صارخه بأذن جمالات : انتى مبتسمعيش يا حماتى طب كده كويس سمعاااااانى
دفعتها جمالات منصرفه وسط ضحكات ندى التى لم تستطع منعها فأدمعت عيناها من الضحك
إندفع محمد لخارج القصر وأقترب من ليلى والشرر يتطاير من عينيه وهتف : انتى عملتى إيه مع أمى
رفعت ليلى كتفيها ببرائه وهتفت بتساؤل : عملت إيه !
محمد مقترباً بخطوره كازاً على أسنانه : عملتى ايه امى داخله القصر بتكلم نفسها
ليلى بذهول : يا عينى هى إتجننت !! معلش الصعيد اسمع ان الشمس فيها حاميه تلاقيهل خدت ضربه فوق نافوخها ق قصدى اسمها ايه ضربه شمس
محمد محاولا السيطره عل أعصابه : طي ادخلى جوة علشان متعصبش عليكى
اومأت له برأسها وغمزت ندى خفيه ثم دلفت للقصر
نظر محمد لندى ثم إقترب ناظراً لها بلوم : مش عاوزة تسلمى عليا !
ندى بارتباك : ل لا أبداً
إقترب اكثر وهمس قرب اذنها : طب موحشتكيش
نظرت له نظره عتاب صامته وتسائلت : يعنى انا الى وحشتك
أومأ لها بتأكيد ثم إقترب من شفتيها وهمس : جداً
رفعت نظراتها العاشقه إليه وهمست : وليلى
محمد مبتعداً بضيق : يا ندى انتى الى دخلتيها بيننا
ندى : علشانك . علشان بحبك ومش قادره أسعدك
محمد وقد لانت ملامحه فسحبها الى أحضانه مقبلاً قمه رأسها واستنشق رحيق خصلاته مسبلاً أهدابه هامساً : وحشينى أوى يا ندى
------------------------------------------------
جالسه فى غرفتها كمن ينتظر تنفيذ حكم الإعدام به فقد وصل أخاها والعائله كلها أتت
للترحيب به والإتفاق على زواجها . نزلت دمعه حاره منها مسحتها بسرعه عندما طرق باب غرفتها
مها : أدخل
دلفت جمالات الى الغرفه بسعاده : يلا يا مها جدك عاوزك تحت ولاد عمك جم وعريسك زى القمر ومهندس زراعى انا عن نفسي عجبنى
نظرت لها مها بملامح غير مقروئه وأومأت برأسها موافقه ثم همت بالإنصراف معها
إستوقفتها والدتها وفتحت دولاب غرفتها متناوله عبائه قيمه كانت قد إشترتها لها عندما علمت بقرار الحاج بلال
جمالات : إلبسي دى وحطى طرحتها على راسك علشان جدك انتى عارفاه وانا هستناكى بره
أومأت لها مها فتركتها الأم وانصرفت ... شرعت فى تغيير ملابسها بملامح غير مقروئه وكأنها إستسلمت لمصيرها فهى تعلم أى مصير ينتظرها وتعلم أيضاً انها تستحقه !!
------------------------------------------------
كعادته كل يوم أتى مصطحباً إبنه الى قصر الصاوى .. إستقبله الحاج بلال مرحباً : تعالا يا حمزة يا ولدى جرب .. ألقى السلام على الجميع و إقترب من الحاج بلال وانحنى باحترام مقبلاً يده .. ربت بلال على رأسه وهتف : الله يرضى عليك يا ولدى ثم اشار للمقعد بجانب فجلس حمزة بهدوء
بلال : النهارده هنجرى فاتحه بتنا مها على ولد عمها غيث
حمزة بابتسامه : الف مبروك يا حاج طيب بالاذن وهم بالوقوف فاستوقفته يد بلال هاتفاً : انت كمان هتحضر وتبارك الجوازة معانا انت واحد منينا يا حمزة ومامنينك على لحمنا عترفض لراجل كبير طلب إياك
إبتسم له حمزة : ما عاش الى يرفضلك طلب يا كبيرنا
ربت بلال على كتفه ونظر للجميع وهتف يلا يا محمد حط يدك فى يد ولد عمك وإجروا الفاتحه
السلام عليكم
قاطعهم هذا الصوت الواثق لباسم فنظر له محمد بذهول : إنت جيت امتى
باسم : يا راجل رد السلام الاول ثم إقترب مقبلاً يد بلال الذى ضحك له وهتف : أمنور يا باسم يا ولدى والله ولك شوجه ثم أصاف معاتباً : عاش من شافك
باسم باحترام : والله مشغول يا حاج انت عارف وأدينى جيت أهو
بلال : زين عملت يا ولدى علشان تحضر إمعانا جرايه فاتحه اختك مها
باسم مقاطعاً : بعد إذنك يا حاج سيدنا المصطفى قال لا يسم المسلم على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبته
الجميع : عليه الصلاه والسلام
بلال : أيوة صوح يا ولدى بس ايه لازمته الحديت ده
باسم ناظراً لمحمد : أنا يا حاج طلبت مها من محمد
بلال بانفعال : كيف يعنى ثم نظر لمحمد بغضب : كيف تتصرف من دماغك بدون إذن
نظر محمد باستفهام لباسم الذى بادله نظرته بأخرى راجيه فأجاب : معرفتش اقول ايه يا حاج وانت كنت مصمم
هب غيث واقفاً : إيه الحديت الماسخ دى البت لابن عمها
بلال مقاطعاً : معادش ينفع يا ولدى طالما خطبها من أخوها
ثم نظر لباسم وهتف : وفين عيلتك يا ولدى ليه ماجوش
باسم : كنت بس مستنى اشوف قرار حضرتك وهبعت أجيبهم أكيد بعد إذنك
علت الهمهمات فى الغرفه وتلألات الدموع فى عين مها التى كانت تهم بالدخول وتوقفت عندما سمعت صوت باسم وتابعت الحوار من أوله
وقف بلال طارقاً بعصاه على الأرض وهتف : معاوزش اسمع نفس الى حصول حصول وكل شى نصيب وانت ولد زين هتحافظ على بتنا على بركه الله نجروا الفاتحه
↚
واقف فى حديقه القصر يتأمل المساحات الخضراء بشرود لا يعلم ما ينتظره بعد ولكن على الرغم من ذلك يعلم ان تصرفه هو التصرف الوحيد الصحيح فى موقف كذاك ... فذلك الوغد ماهر ولو وافق على تلك الزيجه سيقلب حياه رفيقه وشقيقته راسأ على عقب ...
قطع شروده صوت محمد القادم من خلفه
محمد : ممكن تفهمنى ايه الى حصل من شويه ده .. وبعدين انت إمتى طلبت منى إيد مها !
رسم باسم قناعه الساخر والتفت لصديقه هاتفاً بمزاح : ده بدال ما تشكرنى إن هخلى أختك تعيش معاك فى نفس البلد
زفر محمد بانفعال وهتف : فهمنى يا باسم ليه عملت كده !
باسم بهدوء : أولاً انت عارف انى إعتذلت الحب والغراميات دى من زمن والحاجه هتوت وتجوزنى وطبعا انت عارف مش سهل تلاقى بنت الأصول الى تشيل إسمك .. الى حصل انى مفوقتش لنفسي الا لما عرفت انك هتجوزها لابن عمها الى مقالبلتهوش فى حياتها كام مره على بعض .. طول الليل بفكر وحاسس انى ضيعت كنز من إيدى وقررت إنى مسيبهاش تروح لغيري أبداً .. بس ده كل الى حصل ...
نظر له محمد بشك : بس كده
باسم بثقه مزيفه : أه طبعاً بس كده أكيد يعنى مش هبقي على علاقه بيها من وراك انا لحد إمبارح كنت بعتبرها أختى وبعاملها على الاساس ده
محمد هاتفاً بحنق : إنت عبيط يا باسم هو انا لسه هعرفك دى عشره عمر انا بس بسألك أحسن تكون حسيت انى هزعل لما تبعد عنى فقررت تتجوزها
باسم بمزاح : لا انت ولا تفرق معايا انا أنانى وبفكر فى مصلحتى ثم غمزه وهمس : أختك حلوة اوى يا محمد
كور محمد قبضته فى وجهه وهتف : هتغابى عليك إحترم نفسك
رفع باسم يده باستسلام فتابع محمد : عموماً انا عمرى مهلاقى لأختى حد احسن منك يا صاحبى ثم اردف بتساؤل : كلمت والدتك
أومأله باسم ضاحكاً : كان نفسي تسمع الزراغيط الى ملت البيت وبطه تقولى هاجر عماله تتنطط م الفرحه وبأمر الله بكره هيكونوا كلهم هنا
إبتسم له محمد وربت على كتفه هاتفاً بمزاح : البت مها عملت إيه حلو فى حياتها علشان الحاجه فاطمه تبقي حماتها
ضحك باسم بانطلاق وأردف محتضناً كتف صديقه : قول انا عملت إيه وحش فى حياتى علشان الحاجه جمالات تبقي حماتى
نكزه محمد فى خصره مازحاً : آه لو سمعتك بتقول عليها الحاجه هتعرفك يعنى إيه شغل الحماوات الى على حق .........
------------------------------------------------
دلفت الى حجرتها بهدوء ينافى الصخب الممتلئ به عقلها .. جلست على حافة سريرها معتصره بيداها طرف الفراش ..
لم تصدق أذنها عندما إستمعت لصوته وكانه بطلها المغوار أتى لتخليصها بين انياب الوحش قبل إفتراسه لها ... لا تستطيع تحديد مشاعرها المتضاربه بداخلها .. ما بين إحساس بالراحه ، الإمتنان ، الترقب والخوف من القادم !!
طرقات على باب غرفتها اجفلتها فاذنت للطارق بالدخول ..
إقتربت منها ليلى غامزة لها بمكر : ده حب ده ولا إيه ؟
مها بتساؤل : حب إيه
ليلى بحالميه : ده ولا التمسليات يا بنتى ولا كله كوم ودخلته عليهم قبل ما يقروا الفاتحه اااخ يانى يا خايبه الرجا كان نفسي حد يحبنى كده ويجى يخطفنى على حصانه الأبيض ولا لو حتى حمار مش مهم
ضحكت مها : انتى مجنونه يا ليلى حد قالك كده قبل كده
ليلى بتاكيد : آه اخوكى ومراته
مها برفق مربته على السرير بجانبها : تعالى أقعدى يا ليلى إنتى شكلك طيبه
قفذت ليلى إلى جوارها ثانيه قدمها اسفلها وهتفت مصفقه بحماس : طيب طالما انا طيبه إحكيلى بقي
مها ضاحكه : احكيلك إيه بس
ليلى بمزاح : انتى خايفه احسدك ولا إيه ثم إقتربت فاتحه عيناها بيديها على إتساعهما وهتفت : بصى عينى مش مدوره اهى وربنا ثم لكزتها فى خاصرتها بمزاح : إحكى بقى
نظرت لها مها لثوانى بصمت ثم همست بشرود : مفيش حكايه هو جدع وشهم وصاحب أخويا من ايام ثانوى
ليلى بحماس : ها وحبيتوا بعض إمتى !
نظرت لها مها ثم تحولت ملامحها لغير مقروئه وهمست : مسيري فى يوم هحكيلك !!!
------------------------------------------------
ركضت ندى خلفهم هاتفه : يا استاذ حمزة معلش ثوانى
إلتفت لها فنظرت لحيدر الممسك بجلباب ابيه بحنان وهتفت بانفاس متقطعه : جريت وراكوا ياما .. هو حضرتك هتاخده بدرى كده ليه انا ملحقتش أقعد معاه
نظر لها حمزة بتقييم ثم هتف بضيق : ميصوحش يا بنت البندر تجرى ورا راجل إكده ثم اشار لشعرها وتابع : وكمان ممغطياش شعرك فين جوزك طالجك كده على الخلج من غير خشى
نظرت له ندى بحقد وهتفت : اولاً انا مش شايفه انى عملت حاجه غلط حضرتك قريبنا وجوز بنت عمى وده إبنها ثم انى اخرج بشعرى او اغطيه دى حاجه متخصكش
نظر لها بسخريه وهتف : والله والنساوين حسها بيعلى على الرجاله كمان ثم نظر لولده وهتف ساحباً له : هم يا ولد عنتاخر على أمك
وقفت مشدوهه تنظر فى إثرهم ثم هتفقت بغيظ : غبى
------------------------------------------------
وصلت السياره التى تقل والده باسم وأخويه الى القصر ... إستقبلهم الحاج بلال وباسم ومحمد بحفاوة ودلفوا الى داخل القصر
هاجر متلفته حولها : أمال فين مها !
إبتسم لها محمد : مها فى اوضتها ثم نادى على إحدى الخادمات لاصطحابها ...
الجميع يتحدث فى تفاصيل العرس وهو جالس بمفرده بضيق نهض خارجاً من الغرفه فساله بلال : على فين يا ولدى تحب نخلوا الخدم يحضرولك اوضتك
إبتسم له نادر وهتف بمزاح : لا يا حاج انا هلف شويه اشم هوا
الحاج بلال : تاخد حد من الغفر إمعاك !
نادر : لا ملهوش لازمه لو توهت هقول لأى حد يدلنى على قصر عيله الصاوى
اومأ له بلال وهتف باسم بمزاج : اذكى اخواتك
ضحك نادر وهتف غامزاً : كويس انك عارف
كانت كل من فاطمه وجمالات تتابعان حديث الرجال بصمت قطعته جمالات : عاوزين ننزل نشترى هدوم للعروسه يا حاج ثم نظرت لباسم بتساؤل : إنتوا هتعيشوا فين !
نظر باسم لمحمد الذى رفع يديه باستسلام ثم اعاد نظره لها : هنقعد فى بيت عيلتى اكيد انا كبير إخواتى والفيلا كبيره مؤقتاً هنستقر فى اوضتى لحد ما أبنى دور خاص ليا ولمها
حركت شفتيها باستنكار ونظرت لبلال الذى رمقها بغضب فصمتت
بلال متجهاً بالحديث لباسم محاولاً تلطيف الاجواء : ومالو يا ولدى صوح انت الكبير ولازمن تحابى على خواتك عين العجل
ثم أعاد نظره لجمالات وهتف من بين اسنانه : بتنا هتتشور احسنها شوار وهتدخل هنة وترجع على بيت جوزها معززة مكرمه يامو محمد
إبتسمت له فاطمه وتكلمت : والله يا حاج مها دى بنتى زى هاجر ومن غير شوار حتى هتبقي فوق راسي
أومأ بلال بابتسامه : سيماهم على وجوههم يا ست فاطنه بس بتنا لازمن نشوروها دى عاداتنا عاد
فاطمه : الى تشوفه يا حاج إحنا معاك فيه
بلال : يبجى بكره محمد وباسم ياخدوا البنته ويتدلوا مصر يجيبوا الشوار ويطلع من البلد بزفه ويوصل لحد بيت جوزها
محمد وباسم : أمرك يا حاج
------------------------------------------------
وقف واضعاً يديه فى جيوب بنطاله يتأمل منظر الغروب وآشعه الشمس وهى تنسحب من الأفق تاركه اثرها البراق على وريقات الاشجار بانبهار ... صوت تكسر شئ تحت الاقدام نبهه بأنه ليس وحيداً ... إلتف حوله باحثاً عن مصدر الصوت دون جدوى ... رفع كتفيه بلا مبالاه وعاود النظر للمشهد البديع أمامه ... عاد الصوت مجددا وتلك المره حاول تتبع مصدر الصوت .. الذى كان ياتى من خلف شجره التفاح باقصى الحديقه ... كومه سوداء تحاول القفز والتقاط ثمار التفاح بلا جدوى وقف يشاهد المنظر امامه باستمتاع وابتسامه مشاكسه تعلو سغره .. لم ينتبه له ذلك الشبح الملتحف بالسواد وأخذ يقفز بلا جدوى
علت صوت ضحكاته المرحه وتقدم رافعاً جسده الطويل الرياضى متناولا ثمره وقاذفاً بها جهه ذلك الشبح الذى لا يظهر منه سوى عينان ناريتان تحدقان به
نادر بتساؤل : انا مش عارف انت راجل ولا ست ولا عفريت بس اى خدمه يعنى
تخصر الشبح أمامه : ما حدش جالك تساعد يا ظريف
تحولت ملامحه للذهول من ذلك الصوت الأنثوى الذى خرج من خلف كومه السواد امامه وهتف : إيه ده انتى بنت !
هتفت وهى تهم بالذهاب : مليكش صالح
أندفع نحوها ممسكاً كتفها فسقط ذلك الوشاح الأسود وتناثر شعرها الطويل الفاحم حول وجهها
نظرت له بغيظ وتناولت وشاحها ملتفه به من جديد وركضت مبتعده تاركه له فارغ الفاه مأخوذ بذلك الجمال الذى رآه للتو .. حوريه خرجت من عالم الأساطير لتسلب لبه وتعيث فساداً فى نبضاته
أفاق من ذهوله وحدث نفسه نافضاً رأسه : لا ده اكيد حلم مش واقع !!!!
------------------------------------------------
دلف الى غرفه ليلى بهدوء فاتحاً الدولاب ومتناولاً ملابس منزليه مريحه
دلف الى الحمام وبينما هو كذلك ... فتحت ليلى باب الغرفه وأخرجت ملابس للنوم وشرعت فى تبديل ملابسها
فتح باب الحمام فجأه وخرج مرتدياً بنطاله فقط وعارى الصدر
شهقت بفزع وغطت ما ظهر من جسدها بيدها فاشاح بوجهه وهتف بتلعثم : إنتى دخلتى إمتى
ليلى مكمله إرتداء ملابسها : إنت يا جدع انت مش تخلى ف عينك حصوة ملح وتتنحنح وانت خارج انت داخل زريبه!
إلتفت لها محمد بحنق : زريبه ! يخربيت ملافظك
للى متخصره : أهو ده الى عندى . وبعدين انت بتعمل إيه هنا روح نام عند مراتك
محمد بسخريه : ده على أساس إنك مرات ابويا مثلاً
إبتسمت ليلى بسماجه وهتفت : دمك خفيف
محمد بنفاذ صبر : اللهم طولك يا روووح
ليلى بتأفف : ياعم يطولها ولا يقصفها ويخلصنى إتفضل يلا منجيلكش ف حاجه وحشه
محمد بعند : بتدعى عليا !!
ثم إتجه ناحيه الفراش وتمدد عاقداً ساعديه خلف رأسه وناظراً لملامحها المبهوته وهتف مربتاً على الفراش بجانبه : تعالى يلا نامى
ليلى ببلاهه : أنام فين !
محمد بخبث : هنا جنب جوزك
ليلى بضيق : اتفضل يا استاذ محمد شوف هتنام فين
محمد باستنكار : تؤ تؤ فى واحده تقول لجوزها أستاذ ثم نهض من رقاده واقترب منها متلمساً وجنتها بإغواء وهمس مقترباً من شفتيها غامزاً : أمال فين سي محمد
ليلى بتلعثم محاوله إبعاده : ميصحش كده
ضحك محمد وهتف : هو ايه الى ميصحش ثم قربها أكثر معتصرا خصرها بين يديه واقترب بوجهه حتى لامست شفتاها شفتاه وهمس : أنا جوزك
حاولت التخلص من قبضته دون جدوى فهمست بتوتر : جوزى على الورق بس
رفع محمد حاجبه بمكر وإنحنى حاملا لها ثم همس فى أذنها بإغواء : هنخليه رسمى !
↚
تتقلب فى فراشها محاوله النوم بلا فائده وكانها نائمه فوق بركان يبتلعها بلا رحمه وشيطانها يرسم الآف الصور تجمعهما معاً .. ألم تقل ليلى أنه لم يقربها ! ألم يؤكد هو ذلك ! لماذا تأخر إذن ! هل سيبيت فى غرفتها ! هل نسيها !
حركت رأسها نافضه عنها تلك الأفكار وإعتدلت فى جلستها بتفكير .. ثم حسمت أمرها وخرجت من الغرفه
تلفتت حولها آمله ألا يراها أحد ثم إقتربت وحاولت الإنصات فلم تجد سوى الصمت . رفعت يدها منتويه طرق باب الغرفه فلم تجد سوى يد قويه تكتم فاها وتسحبها من خصرها ناحيه غرفتها .. جحظت عيناها بخوف واخذت تركل بقدمها محاوله تخليص نفسها من تلك القبضه الحديديه الى تعتصرها وتلصقها بصدر صلب .... بمجرد ان وصلا لغرفتها تركها بهدوء فالتفت بخوف ثم اتسعت حدقتاها هاتفه بذهول : محمد !!!
لم يتكلم وكيف له ان يصف ما يجول بخاطره بالكلام ولم يمهلها حتى تتكلم ... إلتقم شفتاها فى قبله عميقه يبثها خوفه ويأسه وضياعه فرفعت نفسها على اطراف اصابعها مداعبه شعيراته الفحميه القصيره وهى تبادله القبله بالقبله ، الخوف بالخوف ، واليأس باليأس .. دفعها الى الفراش وعاشا معاً دقائق او ساعات لا تدرى ولكن ما تعلمه أنه من اجمل الأوقات وأكثر الاوقات التى إمتزجت بها روحاهما معاًx ..... أسند رأسه الى ظهر السرير ناظراً لتلك النائمه الغافله عن إحتراق روحه . حاول يعلم الله كم حاول عدم الإقتراب من ليلى لم يشأ ان يقربها ولكنه فعل .. لمَ الخجل من ندى إذن ، لمَ يشعر أنه يظلمها .. لم تكن ليلى أول زيجه بعدها ولكنه يشعر بشعور مختلف لا يعلم ماهيته .. عندما خرج ليشرب لمحها تقترب من الغرفه تضع أذنها بهدوء على الباب .. شعر بالذنب يعتصر روحه .. لا يعلم ما دهاه هل كان ما حدث بينهما اعتذار صامت .. شعر بالقلق على ليلى ..قرر أن يذهب للإطمئنان عليها أليست غريبه عن البلد !! ... رفع جسده ليتأكد من نومها تم إرتدى ملابسه وخرج متسللاً من الغرفه على اطراف أصابعه غافلاً عن زوج من الأعين الدامعه التى تطالعه بأسي .. لم تستطيع النوم علمت أن به شئ مختلف .. لم يقربها بذلك الشغف قبلاً وكأن ... وكأن ما كان يحركه الشعور بالذنب !!
------------------------------------------------
فتح باب الغرفه فالتفت ناظره له بحقد هامسه من بين اسنانها : رجعت ليه تانى
حاول محمد الظهور بمظهر اللا مبالى وهتف : انا حر آجى المكان الى يعجبنى
ليلى من بين أسنانها : إنت مش طبيعى إزاى تعمل كده ومراتك فى الأوضه الى جنبنا
محمد بتساؤل : وفيها إيه !
ليلى بسخريه : صح وفيها إيه ما انت راجل
ثم إعتدلت ناظره له بتحدى : بص يا ... يا أستاذ محمد تقربلى تانى مش هيحصل والمره الجايه هصوت وهلم عليك أمه لا إله إلا الله
محمد واضعاً يده فى جيوب بنطاله وتكلم ساخراً : هتقوليلهم إيه إن شاء الله
ليلى : هقولهم انك عاوز ...... ثم صمتت
قهقه محمد باستمتاع وهمس مقترباً منها : كملى عاوز إيه !
رفعت ليلى إصبعها محذره : بقولك إبعد عنى أحسنلك
محمد مبتعداً : بعدت أهو ها هتقوليلهم إيه انتى عارفه لو قولتى كده هيعملوا فيكى إيه
ثم حرك سيف يده على رقبته .. إبتلعت ليلى ريقها بخوف فتحرك منصرفاً وعندما فتح الباب إلتفت لها وهمس : تصبحى على خير يا .. مدام وأغلق الباب خلفه بهدوء تاركاً لها تتوعده فى سرها ... بمجرد أن أغلق الباب إستند بظهره عليه زافراً بإرتياح فقد أستهلكت تلك الحرب النفسيه التى مارسها معها كل طاقته .....
------------------------------------------------
فى الصباح بقصر الأسيوطى
دلف حمزة الى قصر والده بهيبته المعهوده فاستقبلته أخته الصغيره رحمه بحفاوة هاتفه وهى تحتضنه : إتوحشتك ياخوى إكده متسألش عنى !
إحتضنها حمزة بدوره : انتى عارفه يا رحمه شغلى فى مزرعه الخيول واخد كل وجتى وفرسى رماح بعافيه اليامين دول فلازمن أتابع مع التومرجى العلاج ثم اشار لغرفه والده : ده غير شغل الى بيكلفتى بيه الحاج وتعب هنيه
إبتعدت عنه برفق وربتت على كتفه بمؤاذره : ربنا يديك الصحه يا خوى يا أحسن داكتور فى البلد
قرص وجنتها وهتف مازحاً : ومكملتيهاش ليه ولا بطلتى شجاوة
رحمه بشموخ : أبداً داكتور البهايم ثم ركضت من امامه ...... نظر فى إثرها ضاحكاً فأتاه صوت والدته : متضحكنا معاك عاد ولا الوش العفش ليا آنى إوبس
حمزة مقترباً ثم إنحنى مقبلاً يدها بإحترام : كيف بس عفش ياماى مجدرش طبعا الله يديمك فوج روسنا
ربتت على كتفه بحنان وهتفت : مش هتريح جلبى يا ولدى وتتجوز الى تجدر تراعيك وتراعى ولدك
حمزة بضيق : ياماى ملهوش عازة الكلام دى انا مهتجوزش على هنيه كفااياها عاد الى فيها علشان اجهرها وأموتها إبحسرتها على روحها
قاطع حديثهم دلوف والده لحجره الإستقبال
اقبل حمزة على والده وكأنه أتت فرقه إنقاذ من براثن والدته
حمزة مقبلاً كف والده : كيفك يابوى إتوحشتك جوى
الحاج عبد الرحيم بلوم : لو كنت إتوحشتنى كنت جيتلى
حمزة : غصب عنى يا حاج انت عارف إظروفى زين
عبد الرحيم : عارف يا ولدى
الحاجه فُتنه بتساؤل : فين ولدك يا حمزة !
حمزة مشيراً للخارج : بره إبيلعب مع البِسّه
خرجت الحاجه فتنه باحثه عنه فنظر له والده بتساؤل : كيفه الشغل يا ولدى
حمزة : زين يا حاج متجلجش
عبد الرحيم مربتاً على كتف ولده : عارف يا ولدى انى إمخلف سبع .. ثم نظر الخارج وهمس : متزعلش من امك يا ولدى شوف دلوج علشان انت وحيد وانى راجل كبرت فى السن شايل المسئوليه لحالك كيف .. أمك معاوزاش إبنك يتبهدل يا ولدى
حمزة بضيق : عارف يابوى بس المرض بإيد ربنا وهى ملهاش ذنب فيه وبعدين كل حى بياخد نصيبه يابوى
أومأ له عبد الرحيم برفق وهتف : بت يا سعديه حضرى الفطور
------------------------------------------------
بدأ كل من حلا ويوسف عملهم فى القضيه على قدم وساق فبعد موافقه أهل الفتاه بعد جهد من يوسف الذى اقنعهم بأن إبنتهم لن تكون لقمه سائغه تلوكها ألسن الصحافه والإعلام تم رفع الدعوى على الدكتور الجامعى ومن وقتها لم تهدأ مكالمات التهديد له ولحلا والتى لم يعيراها اى اهتمام
جلسا سوياً فى أحد المطاعم يتناولا الإفطار قبل الذهاب للعمل كعادتهم مؤخراً ....
حلا : تعرف انى مستغرباك أوى
يوسف عاقداً حاجبيه بتساؤل : ليه !
حلا : يعنى بحكم شغلى مشوفتش راجل إحم عدل
قهقه يوسف باستمتاع مجتذباً انظار الجميع ولم يهتم كعادته التلقائيه المحببه : وهم دول رجاله يا حلا حرام عليكى
ثم تكلم بجديه : بصى يا حلا الذكور كتير جدا بس الرجال قليلين
حلا بشك : انا فاكره انى كتبت الكلام ده قبل كده
يوسف غامزاً : وانا بفكرك بيه
حلا بمزاح : ده انت متابع بقي
يوسف : طبعاً زى ما انتى خايفه انا كمان كنت خايف عاوز واحده ابقي سندها وهى سندى ندافع عن القضيه سوا مش واحده تحبطنى وتقولى .. ثم جعل صوته أرق واردف مازحاً مقلداً صوت الإناث : لا يا بيبي انا خايفه عليك
ضحكت حلا بانطلاق : لا دى تبقي أوفر أوى
يوسف بجديه : لا مش أوفر هو ممكن خوف انتى قلبك جامد بتدافعى عن مبادئك بضراوة وانا كمان كده وده الى خلانى متأكد اننا هننجح فى علاقتنا
أومأت له حلا بخجل فغمزها هامساً : شكلك حلو وانتى مكسوفه ووشك احمر كده
حلا : إحم هو الأكل إتأخر ليه !!
------------------------------------------------
ليه عملت كده !!
إلتفت باسم لذلك الصوت الذى ألفه مؤخراً وتسائل : إيه الى مصحيكى بدرى كده !
مها : انا منمتش
باسم عاقدا حاجبيه : ليه ؟
مها : جاوبنى لو سمحت ده السؤال الى منيمنيش
باسم برفق مشيراً لأحد المقاعد فى طرف الحديقه : طيب تعالى أقعدى
جلسا ثم عم الصمت بينهما قليلاً حتى قطعته بتساؤل : مش هتجاوبنى !
زفر باسم ونظر لها : عاوزانى أقول إيه يا مها مكانش ينفع اسيبك واسيب صاحب عمرى فى موقف زى ده انتى متخيله كان هيحصل ليكوا ايه !! انتى وكانوا هيقتلوكى دى مش عاوزة كلام محدش كان هيستنى يسمعك ... ثم زفر بضيق وأردف : ومحمد وجدك الراجل الى ليه إسمه وسمعته الى زى الدهب فى البلد هتبقي سيرته على كل لسانx ومش بعيد بعد الشر يموت فيها ... كل دى اسبابى يا مها
مها ناظره له بتركيز ثم همست بصوت مختنق : طيب وانت !
باسم : أنا إيه
مها : إنت ذنبك إيه فى كل ده
باسم بابتسامه ساخره : طالما بدافع عن مبادئي معنديش إعتراض كنت هغلط غلط عمرى ومش هسامح نفسي لو جوزتك لماهر ده
مها بانفعال : متجيبش سيرته أرجوك متوسخش لسانك
باسم متجاهلاً كلامها : كان هيذلك وهيهددك طول حياتك ومش بعيد يقول لاخوكى .. ثم زفر بارتياح : وانا مقتنع انى إتصرفت التصرف الصح
أومأت له مها موافقه ثم وقفت وتحركت منصرفه بتفكير خطت خطوتان والتفتت له متسائله : تفتكر حياتنا مع بعض هتكون طبيعيه هتعرف تثق فيا ف يوم يا باسم !!
باسم بشرود : مش عارف !
↚
بشرود أخذت تقلب اللقمه فى الطبق أمامها . بعقل غائب فى حاضر وغد باتت تخشاه كطفل ضل طريقه فى بلد غريب . تذكرت كلمات القيصر (نفيت وإستوطن الأغراب فى بلدى ) نعم فقد نفيت ، لفظها وطنها خارجه بكامل إرادتها ، فقدت إحترامها لنفسها ، فقدت حقها فى الإعتراض . لم تجنى سوى الضياع وبضع كلمات مبعثره الأحرف لم تعد تمتلك القوة لتجميعها ....
مال عليها محمد الجالس متوسطاً لها عن يمينه وليلى عن يساره وهمس : مبتاكليش ليه !
ندى وقد أفاقت من شرودها : ها لا باكل أهو
محمد بشك : بتاكلى ! هو فين الأكل ده انتى قطعتى حته الفطير وعماله تقلبيها فى الطبق وانتى سرحانه ثم تسائل : إنتى كويسه ؟
أومأت له محاوله إغتصاب بسمه مصطنعه تزين بها ثغرها الشاحب كالاموات
محمد برفق : لو عاوزة تنزلى معانا مصر خلصى فطارك والبسي هاخدك مع مها وماما وحاجه فاطمه
ندى : لا انا مش هقدر أسافر معاكوا هستنى هنا
محمد : متأكده !
أومأت له بهدوء فاردف مشيراً ببصره لطبقها : طيب خلصى طبقك ومش هتقومى الا وانتى مخلصاه
أومأت له بصمت وشرعت فى تناول إفطاها بدون شهيه تذكر
تابعت ليلى الحوار بصمت فلاحظت نظرات جمالات الحاقده لندى
هتفت لنفسها من بين اسنانها : والله لاربيكى يا حيزبون الكلب انتى ثم هتفت موجهه لها الحديث : عامله ايه انهارده يا أمو محمد شكلك هفتان كده ووشك مسود إلا هو انتى وقفتى فى الشمس كتير إمبارح !
نظر لها محمد بضيق وعض على شفته السفلى بتحذير فلم تعيره انتباهاً وتابعت بصوت مرتفع : انتى لسه ياعينى ودنك بايظه ثم تحركت من مقعدها وجلست فى الكرسي الفارغ بجوارها والذى تركته مها منذ قليل لتجهيز نفسها وصرخت فى أذنها : سمعااانى كده إنتى وشك اسود ليه يامو محمد هاااااا
هبت جمالات صارخه وسط الضحكات المستتره من الجميع وأولهم الحاج بلال الذى رمقها باستمتاع خفى متابعاً الحوار
جمالات : إيييييه خرمتيلى طبله ودنى انتى مجنونه
ليلى بحزن مصطنع : انا مجنونه الله يسامحك يامو محمد انا قولت انتى ست عجوزة وتلاقى المرض بياكل فى جتتك فكنت عاوزة اساعدك ثم نظرت لمحمد الذى كاد يطحن أسنانه وهتفت : غلطش انا يا سي الأستاذ !
محمد : بس خلصتى اكل يلا على اوضتك ولا شوفى رايحه فين
رفعت كتفها بلا مبالاه واحتضنت كتف جمالات التى نظرت لها بضيق : لا أنا هقعد جنب حماتى حبيبتى لحد ما اجيبلها السكر ... ااا علشان تحطه فى الشاى طبعاً ... إنفجر نادر ضاحكاً فنظر له باسم بتحذير وهو يحاول كتم ضحكته ... دفعت جمالات يدها بانفعال وهبت واقفه ونظرت لها بكره :نفسي إتسدت ثم تحركت منصرفه يلحق بها محمد محاولاً تصليح ما افسدته تلك الليلى
ليلى ناظره فى إثرهم : كل ده ونفسك إتسدت أمال لو مفتوحه كنتى كلتينا ولا إيه
إنفجر الجميع ضحكاً بصوت مرتفع فلم يعد احداً بقادر على كتمها اكثر ....
------------------------------------------------
مصطحباً ولده ككل يوم الى قصر الصاوى ولكنه اليوم مختلف . لم ينم البارحه وكلمات هنيه تتكرر فى عقله كخناجر تطعن ضميره بلا هواده
فلاش باك
هنيه : ليه بس يا حمزة إكده حرام عليك انت متعرفش ظروفها كيف ثم إلتقطت انفاسها واكملت : دى يا حبه عينى متجوزة من سنين ومحبلتش وجوزت جوزها علشان الخلف تلجاها إتعلجت بالواد يا نضرى علشان كان زمان عندها عيل من دوره
باك
تقدم من بوابه القصر ودلف فاستقبلتهم ندى كالأم المتلهفه لرؤيه طفلها .. فتحت ذراعاها فى دعوة صريحه لحيدر الذى أفلت يد والده وانطلق نحوها مسرعاً
إحتضنته تستنشق عبقه الذى حرمها القدر منه ... نظر اها بحزن ثم إقترب شامخاً كعادته : إحم متواخذنيش يا ست ندى على الى حصول آنى بس ممتعودش أبيت ولدى حدا حد ثم لاحت شبح إبتسامه على ثغره الصارم وهتف ناظراً لولده : النهارده هتبيت مع خالتك
حيدر بحماس : صوح يابوى
أومأ له بحنان فنظرت له ندى التى نفضت عنها ذهولها وهتفت بسعاده : بجد هتسيبه يبات معايا متشكره اوى يا أستاذ حمزة انا هحطه فى عينى متقلقش
إنت مين !!
كانت تلك الصرخه بصوت محمد الذى إحترق غيظاً عندما شاهد ابتسامه ندى لذلك المهيب أمامها
حمزة ماداً يده بالمصافحه : حمزة الاسيوطى جوز هنيه بنت عمك ثم أشار لحيدر واضاف : وده ولدى حيدر
إبتسم له محمد بسماجه ومد يده مصافحاً له بدوره بلا موده تذكر
نظر حمزة لحيدر وهتف مهماً بالإنصراف : متتاعبش خالتك يا حيدر ثم نظر لندى : بالإذن يا ست ندى
ندى بابتسامه بشوش : إتفضل يا أستاذ حمزة وبجد متشكره أوى
أومأ حمزة بهدوء ونظر لمحمد : بالإذن يا باشمهندس وبدون انتظار رد تركهما وانصرف
بدون وعى منه إعتصر قبضتها ساحباً لها خلفه فهتفت : فى إيه يا محمد الولد
محمد من بين اسنانه يتحرق الولد تعالى
ندى ملتفه لحيدر : خليك هنا يا حيدر جيالك
اومأ لها حيدر وركض فى إتجاه شجرته
اوقفها محمد فى مكان خالى فى الحديقه وهتف من بين أسنانه : ممكن أفهم إيه الى كنتى بتعمليه ده !
ندى بعدم فهم : عملت إيه
محمد بانفعال : متخلينيش اتجنن عليكى بتاع إيه واقفه تكلميه والضحكه من هنا لهنا
ندى وقد روت غيرته الوليده كل شبر قاحل فى روحها : كنت مبسوطه علشان هيسيبلى حيدر ثم انت إيه الى مزعلك مش فاهمه
محمد جاذباً لها نحوه : انتى مراتى وده حقى
ندى بلوم : وإشمعنا حق ليك ومش حق ليا
محمد بتلعثم : همم أهو هو كده وخلاص ثم رفع إصبعه محذراً : ألمحك تانى واقفه معاه ومتلوميش غير نفسك .. ثم تركها وانصرف . تركها باسمه آمله و... عاشقه !
------------------------------------------------
بعد ان سافر الجميع خرجت ليلى من القصر فلمحت ندى تلاعب حيدر
ليلى مشاكسه لحيدر : إنت مين يا عسل انت !
حيدر نافضاً يدها : ملكيش صالح
ليلى ضاحكه : صالح مين يا وله تعالا هنا وانت حلو كده وشعرك ناعم ثم أشارت لخدها : يلا هات بوسه
حيدر : إتحشمى يا مره
ضحكت ندى ونظرت له ليلى بذهول : هى حصلت ! مره يابن ال...
إنفجرت ندى فى الضحك فاخرج لها حيدر لسانه مغيظاً وهتف : مببوسش حريم
ليلى : يالا إتلم انا لو نفخت فيك هطيرك
حيدر واضعاً يده فى وسط جسده بتحدى : فرجينى همتك
ليلى ضاحكه : مين إبن المتضايقه ده الى بيخانق دبان وشه !
ندى ناظره نحوه بحنان : ده إبن هنيه بنت عمى
ليلى بتساؤل : أمال امه فين انا مشوفتهاش
حيدر : ملكيش صالح بأمى
ليلى بغيظ : وانت مالك هو أنا سألتك ثم رفعته بيد واحده من جلبابه : شايف بإيد واحده أهو إتلم وإصطبح فى يومك
حيدر بتحدى : وان متلميتش !
إنفجرت كل من ليلى وندى فى الضحك فأعتصرته ليلى فى أحضانها هاتفه : يا خراااابى نفسي فى عيل لمض زيك كده نطلع عين بعض
شحبت ملامح ندى فجأه فأنتبهت ليلى لحديثها ...
ليلى بتلعثم : أاااا أنا هروح اتمشي فى البلد شويه يا ست ندى
أومأت لها ندى بهدوء فتحركت منصرفه وكأن الشياطين تطاردها
------------------------------------------------
تسير بلا هواده شارده فى ما كانت عليه حياتها وما وصلت إليه .. لم تشأ أن يصبح زواجها من محمد رسمياً لا على الورق فقط ولكنها أنثى رغم كل شئ ... أنثى طحنت أنوثتها تحت مخالب الواقع . ورغم قوتها الظاهره إلا أن داخلها هش مثلها كمثل غيرها من بنات حواء .. ولكن ندى تلك المرأه القويه العاشقه تقتلها نظراتها التى تستشعر بها اليوم ذبذبات التوتر ... ترى هل تعلم !!
نفضت تلك الفكره عن رأسها ضاربه راسها ... وكيف لها أن تعلم
قطع شرودها صوت ركض قريب جداً وشخص يحذرها لتبتعد ... بدأت بالإلتفات وقبل أن تكمل إلتفاتها لمصدر الصوت حصل التصادم .... إفترشت الأرض بفعل دفعه الفرس الذى حاول صاحبه إبعاده عنها بعد محاولاته لتنبيهها بلا جواب فارتطمت بجانبه ووقعت على الأرض ... لطخت الأتربه وجهها وثيابها .. نظرت للذى قفز برشاقه من فوق صهوة حصانه مقترباً منها وهتف بانفعال : مش تفتحى يا حورمه واخده فى وشك إكده ومش دريانه بالى بيوحصل حوليكى
ليلى نافضه الأتربه ثم تفلت الأتربه التى دخلت لفمها : انا الى أفتح يا اعمى البصر والبصيره ماشى تدوس على خلق الله الى حطاك حصان يدينا حمارين
حمزة بانفعال : سدى بوزك يا حرمه متخلينيش أغلط فيكى أنا عمرى ما غلطت فى حرمه واصل
وقفت ليلى بشموخ رغم منظرها المضحك وكأنه مدخنه منزل إنفجرت بكامل أتربتها فى وجهها . عدلت من طرحتها وادخلت الشعيرات النافره منها وهتفت : لا إغلط ورينى هتعمل إيه ولا فاكرنى هسكتلك يا بلدينا لاااااا تبقي متعرفنيش وإنحنت متناوله فرده شبشبها رافعه له فى وجهه وهمت بضربه
أمسك معصمها قبل أن تصل إليه وهتف من بين اسنانه : يمين بالله لو كنتى راجل لكنت دفنتك موطرحك بس أشوف سبع الرجال الى آنى فى داره حرمه سعرانه شبهك متعرفش يعنى إيه تحترم الراجل
ليلى بانفعال : سيب إيدى يا جدع إنت
ترك يدها بعنف وهتف متجهاً لحصانه : حرمه بشنبات صوح
ليلى متخصره : هى مين دى الى بشنبات يا سبع الليل !
حمزة مشيراً لوجهها : لما توبجى توصلى لداركم إبجى إتطلعى فى المرايه وانتى تعرفى مين الحورمه أمو شنبات الى بجصدها ثم ركل حصانه الذى إنطلق مبتعداً
ليلى ناظره فى إثره وهى تعدل من هندامها : جاك خابط وانت عامل شبه بتوع المصارعه كده ........
------------------------------------------------
إنت بتقول إيه !!
كانت تلك صرخه حلا التى أجابت للتو على إتصال فى مكتبها
أغلقت الخط مسرعه وتناولت حقيبتها وركضت تسبقها دموعها التى أغرقت وجنتها دون إراده منها .... نظرت لها هند بتساؤل : مالك يا أستاذه حلا بتجرى كده ليه
حلا ببكاء : يوسف يا هند إنضرب بالنار !!
↚
عادت الى القصر ترغى وتزبد تلعن ذلك المتعجرف صديق الاندر تيكر ... نظرت لها ندى والدهشه تعلو ملامحها بينما انفجر حيدر فى الضحك .. نظرت له ليلى بغيظ وهتفت من بين اسنانها : بتضحك على ايه يا وله أمال ان ما كنتش عيل بتلعب فى الطينه كنت عملت إيه
حيدر مشيراً لها ولم يستطع كتم ضحكته التى أصابت ندى بالعدوى فضحكت بدورها من هيئتها المذريه : انى عيل وبلعب فى الطين !! طب انى عيل إنتى يا كبيره يا عاجله بتلعبى فى الطين ليه !
نظرت له ليلى بصدمه وخبطت على صدرها محدثه ندى وهى تشير له : شوفى الواد ابو لسانين
حيدر بسخريه : شوفى سحنتك بالمرايه وبعدين أوبجى إتكلمى
وضعت ندى يدها على فمها كاتمه ضحكتها فنظرت لها ليلى بلوم وله بضيق ثم هتفت من بين اسنانها : هو فى إيه هى المرايات نزلت فى بلدكوا جديد طب مش هبص فى المرايه
أمسك حيدر ذقنه بوعيد وانطلق الى داخل القصر ....
ندى بتساؤل : إيه الى بهدلك كده
نظرت ليلى لنفسها بضيق : واحد غبى كتله عضلات ماشيه على الأرض راكب حصان .. لا حصان إيه قولى ثور نطحنى وهو ماشي
ضحكت ندى وهمت بالكلام فقاطعها مجئ حيدر حاملاً بيده إحدى المرايا
حيدر رافعاً المرآه أمام وجهها : شوفى شنبك عامل كيف
ليلى منتزعه المرآه منه بضيق وهى تستعد للنظر لانعكاسها : شنب فى عينك انت والديناصور التانى .. ثم حولت نظرها للمرآه ...
شهقت لاطمه صدرها بصدمه : يالهوى إيه الهباب الى مالى وشي ده ثم مسحت شاربها بضيق وهتفت : والله ما هسيبك انت والثور الى فرحان بيه ده
نظر حيدر لندى وحرك يده بجانب رأسه مشيراً بعينيه على ليلى بعلامه الجنون
كتمت ندى ضحكتها فلمحته ليلى ... القت المرآه من يدها وانحنت جاذبه له من تلايب جلبابه الابيض : هى مين دى المجنونه ياض
حيدر نافضاً يدها باستنكار : عتبهدليلى الجفطان يا وليه
شهقت ليلى واتسعدت حدقتاه هاتفه بصدمه : وليه هى حصلت وليه كمان ... افلت نفسه منها بصعوبه وركض مسرعاً ....
ليلى وهى تحاول اللحاق به : وربنا مانا سايباك .... حيدر بصراخ ضاحك : حوشي عنى يا خاله ندى البوووع هياكلنى
ليلى بصراخ : وكمان بوع ده انا هبوع عليك و على الى خلفوك دلوقتى بس أمسكك
ضحكت ندى باستمتاع واسرعت لاحقه بهم ......
------------------------------------------------
ركضت فى اروقه المشفى بعقل تتآكله الظنون والغلبه لأسوأها إستوقفت إحدى الممرضات التى كانت تمر بحوارها وهتفت بلهاث : لو سمحتى فين أوضه العمليات !
اشارت الفتاه لآخر الرواق وهتفت : الى هناك دى
اومأت لها حلا وانطلقت تعدو الى وجهتها وخافقها يكاد يثب من بين ضلوعها كاشفاً عما تختلج به نفسها
وصلت الى غرفه العمليات فلمحت والدته القعيده تبكى وتبتهل لله أن ينجى وحيدها .... إقتربت منها حلا بهدوء وربتت على كتفها ... رفعت أمينه عيناها الباكيه نحوها ثم هتفت ببكاء : حلا شوفتى الى جراله يا حلا ... اومأت لها حلا بأعين دامعه وهمست تطمئن نفسها قبل ان تطمئنها : ان شاء الله هيخرج بالسلامه
همهمت الام : منه لله الى كان السبب .. قولتله إبعد عن القضايا دى وبسببي مبقاش مهتم غير بيها .. حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا فهمى هتكون السبب فى ضياع إبنى كمان .... نظرت لها حلا بشك وهمت بالسؤال فى نفس الوقت الذى فتح فيه باب غرفه العمليات ... نظرت أمينه للطبيب بخوف وضربات قلبها تتعالى خوفا مم سيقول .... أقبلت حلا على الطبيب بتوتر : خير يا دكتور طمنى
الطبيب مطمئناً لها : الحمد لله خرجنا الرصاصه والمريض بخير هو فى الإفاقه حالياً متقلقوش .. حمد الله على سلامته ثم تركهم وانصرف
تهللت ملامح حلا ونظرت لوالدته التى فور أن نطق الطبيب كلماته إنحنت ساجده لله ثم رفعت يدها شاكره لله على فضله ... بينما نظرت لها حلا وحدسها الصحفى يخبرها أن فى الأمر لغز وعليها حله لا محاله ......
------------------------------------------------
عاد الجميع من القاهره منهكى القوى بعد قضاء يوم طويل فى البحث عن إحتياجات العرس للعروسين
دلفت فاطمه مستنده على هاجر من التعب فركض نادر لمعاونتها هامساً لوالدته بمزاح : مالك يا بطوط كبرت ولا إيه !
نظرت له فاطمه بتعب فاقتربت منه هاجر هامسه وهى تنظر الى جمالات التى تختال فى مشيتها وكأنها العروس لا أمها : طنط جمالات فضلت قاعده ومريحه متحركتش الا علشان تشترى هدوم لنفسها وماما يا حبيبتى طلع عينها وهى بتنقى حاجاتنا وحاجه العروسه دى حتى منسيتش مراتات محمد الإتنين تخيل
نادر ناظراً لأمه بفخر : بطوط يعنى الحنيه والطيبه يا بنتى بتقارنيها ازاى بالست جمالات كفته دى
فاطمه بغضب : ولد اتأدب
أشار نادر الى فمه علامه الصمت وتحرك مسنداً لها حتى غرفتها لترتاح .....
جلس الجميع لا ينقصهم سوى الحاجه فاطمه التى أصر الحاج بلال على إرسال طعامها لها فى الغرفه بعد أن علم بتعبها ....
جلست جمالات بشموخ وكأنها مالكه المكان فنظرت لها ليلى رافعه فمها باشمئزاز ... هتفت هاجر محركه نظرها بين ندى وليلى بحماس : أما ماما جابتلكوا حاجات هتعجبكوا أوى علشان تحضروا بيها الحنه والفرح
نظرت لها ندى بامتنان : تعبت نفسها ليه بس مكانش له داعى
فرد عليها محمد : والله اتحايلت عليها ومصره ان دى هدايا ليكم من فرحتها وعاوزة كلكوا تلبسوا نفس اللون
نظرت ليلى لجمالات التى تلوك الطعام بفمها بشراهه لا مباليه بالحديث الدائر حولها : وانت يا أمو محمد جبتيلنا إيه بقي !!
نظرت لها جمالات بغيظ ومحمد بتحذير تجاهلته كعادتها : يعنى يصح الست فاطمه الكومل تجيبلنا وانتى تنسينا بردو يا حماتى
همت جمالات بالصراخ فتنحنح محمد ثم قبض على ذراع ليلى ساحباً لها خلفه الى حديقه القصر
بلال مستوقفاً : فى إيه يا ولدى مرتك مخلصتش وكلها عاد وانت كمان
إلتفت له محمد وهو لازال قابض على ذراعها : شبعت يا جدى وهى .. ثم نظر لها هاتفاً من بين أسنانه شبعت بردو وعاوزها فى موضوع بعد إذنك .... أومأ له بلال فسحبها خلفه واختفوا خلف باب الغرفه تشيعهما نظرات ندى .....
دفعها عنه هاتفا من بين اسنانه : عاوز أفهم حالاً إيه مشكلتك مع أمى !
ليلى ببرائه مصطنعه : هو انا جيت جنبها
محمد طاحنا اسنانه وهتف بصوت مرتفع : إنتى هتستهبلى ثم قبض على معصمها بعنف فصرخت بصوت مرتفع جذب أنظار ذلك الذى أتى للإطمئنان على ولده قبل عودته لمنزله
تقدم حمزة من مصدر الصوت هاتفاً : إيه الى بيحصل اهنه
محمد بانفعال : تعرف تخليك فى حالك
حمزة : حالى كيف والمره صوتها جايب لآخر البلد يا باشمهندس
نظرت له ليلى واتسعت حدقتاها هاتفه بذهول : إنت !!
نظر لها بشك فنبره الصوت تلك لن تخطئها أذناه : هو إنتى .. ثم اعاد نظره لمحمد وهتف بتساؤل : هى دى مرتك الجديده يا باشمهندس
محمد محركا عينيه بينهم : أه وانتوا تعرفوا بعض منين
ليلى بانفعال : الحصان بتاعه كان هيفرمنى الصبح والأندر تيكر ده كان راكبه
حمزة : مهغلطش فيكى أنى هسيب راجلك يشكمك .. أنى ماشي متواخذنيش مكنتش أعرف انها مرتك وانى بجول اجصف رجابتها وأخلوص وتركهم ودلف للقصر
نظر لها محمد بغضب وهتف معتصراً قبضتها : يعنى اموتك واروح فيكى فى داهيه !! ولا اقصف رقابتك زى الراجل ما قالx ! متعرفيش تلمى لسانك الى عاوز قطعه ده شويه
ليلى نافضه يده : نعم نعم رقبه مين الى تقصفها انت فاكرها زعزوعه قصب قاعد تمصمص فيها فى الغيط
محمد رافعا راسه للسماء : يااا صبر أيووووب
ليلى : أيوة أقعد إتصبر كده وملكش دعوة بيا ..
محمد : طيب دلوقتى هتدخلى اوضتك ومشوفش وشك انهارده بره الأوضه انا ماسك نفسي عنك بالعافيه فاهمه
نظرت له بكبرياء وتحركت إلى داخل القصر غافله عن الذيل الورق الذى ألصقه حيدر بظهر عبائتها .......
------------------------------------------------
دلفت الى القصر بشموخ ترافقها ضحكات حيدر الذى أشار على عبائتها واستمر فى الضحك
نظرت له بغيظ وهتفت : تانى انت عاوز إيه ياض
حيدر ضاحكاً : معاوزش حاجه واصل
ليلى مهمه بالإمساك به : تعالا هنا انت بتضحك على إيه فهمنى ... أفلت منها وركض مختبئاً خلف جلباب والده
نظرت ليلى لحمزة رافعه حاجبها بإدراك : بقي هو ده أبوك مممم سبحان الله صدق الى قالى الى خلف مماتش
حمزة بتساؤل :x جصدك إيه
ليلى مقلده له بسماجه : مجصديش
ثم إستدارت لتكمل طريقها ..... إنفجر الجميع بالضحك فور أن بدأت فى إرتقاء السلم الداخلى للقصر ... إلتفتت ناظره لهم بحيره الجميع يضحك بشده و جمالات تنظر لها نظرات متشفيه نظرت لندى التى كانت أهدأهم وأشارت لها بيدها بتساؤل .. أشارت ندى الى ظهر جلبابها .. نظرت خلفها و اتسعت عيناها بصدمه وضيقت عينيها بحقد ناظره لحيدر الضاحك خلف جلباب ابيه وهتفت صارخه : حيددددددددددر
↚
ذهب الجميع كل الى غرفته للنوم .. حاول النوم كثيراً بلا جدوى .. جلس على حافه فراشه ينظر حوله بملل .. ثم تناول هاتفه وخرج لحديقه القصر .. بشرود يتأمل الأشجار يستمع لصوت حفيف اوراقها وكأنها تعزف على أوتار مشاعره الدفينه كعادته كل يوم منذ أن حدث ما حدث أعاد رأسه للخلف مفمضاً عينيه . مسترجعاً أحداث تلك الليله ...
فلاش باك
والد هند : وانت بقي تعرف هند منين !
باسم بتوتر : هند صديقه صديقه ليا وشوفتها معاها بالصدفه حسيت انها انسانه على خلق وان هى دى الى عاوزها تكون مراتى
نظر له والد هند بشك ثم رفع راسه بكبرياء : جيت متأخر
باسم بعدم فهم : يعنى ايه !
والد هند : يعنى هند انا قريت فاتحتها على إبن واحد صاحبى وخلال كام شهر هتكون فى بيته .. ثم وقف ومد يده له مصافحاً : شرفتنا ....
باك
زفر أنفاساً لاهبه . ها هى قد تزوجت إبن صديق أبيها المزعوم .. ذلك الوغد الذى لم يحافظ على ما تمناه هو .. لم تمانع أباها فى قراره .. لم تكن تلك الهند التى تعاهدا سوياً على الحب والوفاء .. قاطع شروده رنين هاتفه فى ذلك الوقت المتأخر من الليل .. نظر للهاتف مضيقاً بين عينيه ونظر لرقم المتصل ثم لهاتفه بتعجب ثم فتح الخط سريعاً
باسم بقلق : خير يا هند فى حاجه حصلت ؟
هند : لا أنا كويسه بس ...
باسم بانفعال : بس إيه فيه إيه !
هند بتوتر : بصراحه عارفه ان الوقت متأخر بس فكرت كتير أبلغك ولا لأ والآخر قررت أبلغك بالى حصل
وقف باسم بترقب وهتف : حصل إيه !
هند : أستاذ يوسف المحامى صاحبك إنضرب بالنار وهى فى المستشفى
باسم بصدمه : إيه ! مين الى ضربه بالنار وليه
هند : مش عارفه انا عرفت من آنسه حلا الصبح وهى رايحاله
باسم بتساؤل : إسم المستشفى إيه !
هند : مستشفى .....
باسم : طيب خدى بالك من نفسك ومتخرجيش اليومين دول لحد ما نعرف مين الى عمل كده
هند بخوف : تفتكر يكون ....
باسم بضيق : مش عارف بس ممكن
هند بذعر : حاضر مش هخرج أبداً
باسم برفق : متخافيش يا هند أنا دايما فى ضهرك محدش هيقدر يضايقك وانا على وش الدنيا .. يلا أنا هقفل دلوقتى
هند : سلام
باسم : سلام
إلتفت منتوياً العوده لغرفته فتسمرت قدماه عندما لمحها ...
مها بحزن : مين هند دى حبيبتك !
باسم بتوتر : ح حبيبتى لا طبعاً
مها محاوله الظهور بمظهر اللا مبالى : وانت رايح فين كده
باسم باقتضاب : نازل مصر
مها وقد اتسعت حدقتاها : مصر !! والخطوبه
باسم : هتتاجل بس أتطمن على صاحبى عمل حادثه
نظرت له مها بشك : صاحبك
باسم مغادراً : أيوه ولو سمحتى يا مها بلغى الحاج بلال بالى حصل وانا هبلغ محمد قبل ما امشي يومين بس اتطمن وابص على الشركه وراجع
مها باستسلام : حاضر
غادرها باسم ولما تغادرها الظنون .. لقد إستمعت لآخر حديثه مع تلك الهند .. كيف لها ألا تكون حبيبته أيظنها غبيه أم ماذا
جلست على مقعد بالحديقه وستار من الدموع الحبيسه يتأرجح فى مقلتيها تنعى حظها العثر .......
------------------------------------------------
فتحت عيناها من حلمها الجميل . على واقع أجمل تلمست وجنته باناملها وخللت اناملها فى خصلاته السمراء .. ففتح بندقيتاه ورفرف بأهدابه ثم تثائب بكسل .. نظرت له بحنانها الفطري وكأنها خلقت لتكون أم لا لتحرم من تلك النعمه التى تاقت لها نفسها ...
حيدر : صباح الخير يا خاله
ندى بابتسامه مشرقه على غير عادتها مؤخراً : صباح الفل يا روح خالتك ندى
إعتدل حيدر جالساً ثم فرك عيناه وهتف بحماس : شوفتى عملت كيف فى البوع أمبارح !
ندى بلوم قارصه وجنته : الى عملته مزعلنى منك يا حيدر عيب تعمل كده فى الى اكبر منك
حيدر باستنكار : دى عجلها اصغر من عجلى يا خاله
إبتسمت له ندى بحنان : هى بتحبك وبتهزر معاك يا حيدر بس الى عملته بليل ده ميصحش أبداً
حيدر بضيق : أبوى كمان جالى إكده وكان عاوز ياخدنى إمعاه بس آنى وعدته معدتش هعيدها
ندى باسمه : برافو عليك كده انت حبيب قلب وروح خالتك .. ثم قبلت وجنتاهx وتسائلت : يلا نفطر !
أومأ لها حيدر وهتف بحماس طفولى : أيوة انى هموت من الجوع بطنى بتفرفر
ضحكت ندى وتناولت يده مقبله لها ثم إصطحبته للأسفل ......
------------------------------------------------
طرق غرفه صديقه بالمشفى ففتحت له حلا
باسم بإحراج : صباح الخير يا آنسه حلا
حلا : صباح الخير .. حضرتك مين !!
باسم : أنا باسم صاحب يوسف الى بعتلك هند
حلا بتفهم متنحيه عن فتحه الباب : أيوة ايوة إتفضل حضرتك
دلف باسم الى الغرفه بهدوء ونظر للراقد أمامه يبتسم بإرهاق
باسم : حمد الله على السلامه يا جو كده تقلقنا عليك !
يوسف بوهن : أنا الحمد لله تمام يا باسم ليه تعبت نفسك وجيت من الصعيد
باسم بلوم : انت بتهرج طب انا أصلا مش راجع من غيرك ثم نظر لحلا وهتف : وهناخد الآنسه حلا وهند كمان علشان تحضروا فرحى
حلا : ألف مبروك بس إعفينى
باسم بتفهم : متقلقيش هتاخد الحاج والدك معانا هيحب الحاج بلال جدا
ثم أعاد نظره ليوسف بتساؤل : فهمنى بس إيه الى حصل ومين الى عمل كده
يوسف متبادلا النظرات مع حلا : دى قضيه عندى وكان فى تهديدات تجاهلتها والآخر بعتلى واحد وقالى فلان بيسلم عليك وبيقولك دى قرصه ودن وضربنى بالنار
حلا بانفعال : والله ما هسيبه انا هدفعه التمن
باسم مقاطعاً : لا لا معلش حد يفهمنى
نظر يوسف لحلا فاومأ سامحاً لها بالحديث ... أخذت تروى ما حدث لباسم الذاهل أمامها وبعد ان انهت حديثها هب باسم واقفاً : سيبولى بقي الطلعه دى
يوسف مستوقفاً : باسم التهور هيورطنا مش اكتر وده الى هو عاوزه احنا معانا ادله تدينه وشهود كتير ولو مكانش جبان وخايف مكانش عمل خطوة غير محسوبه زى دى .. هو فاهم انه كده هددنى لكن الى حصل انه المتهم الأول فالى حصلى
حلا من بين أسنانها : وانا هقلب الصحافه عليه الى زى ده لازم يعرف ان الله حق
باسم : طيب دلوقتى فى خطر على حياتكم وانا عندى إقتراح
يوسف بتساؤل : إيه هو !
باسم ناظراً لحلا : بعد إذنك عاوز اقابل باباكى
حلا ويوسف فى نفس الوقت : ليه !!!
------------------------------------------------
دلفت الى غرفه الجلوس فوجدت جمالات جالسه بمفردها .. نظرت حولها .. لا أحد آخر
ليلى نفسها بتساؤل : أمال راحوا فين دول تكونش حمالات كلتهم .. ثم نظرت لحجمها واردفت : والله تعملها دى قادره وكرشها يساع من الحبايب ألف ... لعبت حاجبيها بشقاوة وقفذت بجانب جمالات
ليلى : بتعملى إيه لوحدك كده يا ست امو محمد
جمالات بغيظ : بنت انتى بلاش طريقتك بتاعه الحوارى دى
ليلى بضيق : حوارى حوش حوش هوانم جاردن سيتى الى قاعده جنبها . ثم غمزتها وتابعت : مبلاش جو صفيه العمرى ده وخليكى بنت بلد كده
نظرت لها جمالات بضيق فزفرت ليلى بضيق مصطنع : لا حول ولا قوة الا بالله الوليه دى لازم تشوف دكتور انف واذن
ثم إقتربت من اذنها صارخه : تشربى حاجه يامو محمد
دفعتها جمالات فى صدرها فارتدت للخلف
ليلى : بتزقينى علشان بقولك تشربى إيه !! تصدقى ان انا الى غلطانه ثم هبت واقفه ونظرت لها من فوق كتفها لاعبت حاجبيها بمشاكسه وهتفت : على فكره فى برص على هدومك ثم تركتها وانصرفت ضاحكه من منظر جمالات التى هبت مزعوره تنفض جلبابها الانيق وتخلت أخيراً عن دور سيده القصر !!
------------------------------------------------
جلست فى أقصى حديقه القصر تقرأ وفجأه ظهر امامها من العدم ذلك العملاق ببنطاله الاسود وقميصه الابيض الذى ابرز قوامه العضلى الممشوق
غيث : حاسبي
لم تعى سوى بساعدان عضليان يرفعانهاx بعيداً عن مقعدها الذى تهاوى فوقه سلم خشبى طويل كان يستخدمه العاملون على تزيين القصر إستعدادا للحفل
إبتلعت ريقها بخوف وتنبت لوضعها بين يديه فاعتدلت سريعاً وهمست : متشكره لحضرت
الشخص : ولا يهمك حصل خير
هاجر بذهول : هو حضرتك مصرى
ضيق بين عينيه وتسائل : أمال هندى
ضحكت هاجر بانطلاق وهتفت بطريقتها المرحه المحببه : لا قصدى يعنى إنك لبسك وطريقه كلامك يعنى ...
اومأ لها بتفهم وهتف : انا لسه مخلص كليتى فى جامعه القاهره فعلشان كده مبتكلمش صعيدى الا لما بنفعل بس بيطلع العرق الصعيدى الى جوايا يعلن عن نفسه
اومأت هاجر بتفهم ثم تابعت بتساؤل : وحضرتك خريج إيه بقي !
الشخص : زراعه وانتى !
هاجر : لا انا لسه مستنيه التنسيق ان شاء الله طب
الشخص بمزاح : ده انتى شاطره بقي
اومأت له هاجر : انا طول عمرى نفسى أحقق رغبه بابا الله يرحمه وابقي دكتورة اطفال
الشخص : إنتى من ضيوف مصر بتوع الحاج بلال !
هاجر : ايوة انا اخت العريس
أومأ لها فتابعت : أنا هاجر وحضرتك
الشخص : انا غيث ... غيث عارف الصاوى !!!
↚
انهى باسم الإتصال مع الحاج بلال وتقدم الى غرفه صديقه حيث حضر والد حلا بعد أن هاتفته وطلبت منه أن يأتى لأمر هامx ....
باسم ماداً يده بالمصافحه : تشرفت بحضرتك يا عمى
حامد العمرى : الشرف ليا يا إبنى .. حلا قالت انك عاوزنى فى موضوع مهم ثم ضيق بين عينيه بتساؤل : خير !
باسم بهدوء : طبعاً حضرتك شوفت الى حصل ليوسف من دكتور الجامعه الى هو وآنسه حلا بيهاجموه فى الصحافه والمحاكم
اومأ حامد بهدوء فتابع باسم : أنا عندى إقتراح كويس أوى اتمنى حضرتك توافقنى عليه ثم نظر لهم وعاد بنظره له : وتقنعهم معايا بيه كنوع من الحمايه ليهم
حامد بفضول : إيه هو !
باسم : أنا بقول ينزلوا معايا البلد ويرجعوا على ميعاد القضيه وآنسه حلا هتقدر تتابع شغلها من هناك ولو فى مقاله تبعتها عن طريق الإيميل ويوسف يجهز للقضيه من غير قلق ومتقلقش هناك امان ليهم ومحدش هيقدر يلمسهم وهم فى حمايه الحاج بلال
حامد بانفعال : إزاى عاوزها تسافر معاه وتقعد عند ناس منعرفهاش .. ثم اضاف بلوم : هى دى الاصول بردو !
نظر كل من حلا ويوسف لبعضهم ثم اعادوا نظرهم له ...
باسم بابتسامه واثقه : مهو ده السبب الى طلبت مقابله حضرتك علشانه
حامد : مش فاهم
باسم : هفهم حضرتك .......
------------------------------------------------
جالسه فى حديقه الفيلا بغرورها المعتاد تتحدث بثقه مع الحاجه فاطمه التى تشاركها إحتساء كوب الشاى الصباحى
تقدمت منهم بهدوء فلاحظتها فاطمه التى كانت تجلس مقابله لها ... حركت فاطمه راسها نفياً فى محاوله يائسه منها لمنعها عما تنتوى فعله بتلك الغافله عما يدور حولها .. إبتسمت بمكر واقتربت من أذن جمالات ثم هتفت : بتعملى إيه يا حماتى وحشتينى يا غاليه
إنتفضت جمالات مفزوعه وسقطت محتويات الفنجان الذى بيدها على عبائتها فصرخت بها وهى تنفض عبائتها
جمالات : اااااه الله يخربيتك اتحرقت انتى عاوزة منى إيه
نظرت لها فاطمه بلوم ثم تحركت جهه جمالات تحاول مساعدتها
جمالات بصراخ : شايفه البت الملعونه الى معرفش جابوهالى من انهى خرابه
ليلى متخصره : انا بردو الى جايه من خرابه يا مرات أبو الهول
تقدم محمد مسرعاً بعد أن إستمع لصراخ والدته .. واستمع لما قالته ليلى
محمد صارخاً : ليلى
ليلى هامسه بتهكم : أهو الزغلول الصغير وصل
محمد مقترباً من والدته : مالك يا امى حصل إيه
جمالات بخبث : شايف يا محمد مراتك بهدلتنى إزاى دلقت عليا الشاى وهو سخن
نظر لها محمد بغضب وهمس من بين أسنانه : إمشي على أوضتك دلوقتى وانا جايلك
ليلى بعناد : مش رايحه فى حته وهخرج اتمشي كمان
ترك محمد يد والدته وتحرك نحوها ثم قبض على معصمها وهتف محدثاً والدته : شويه وراجعلك يا أمى
وسحبها خلفه غافلاً عن النظره المتشفيه التىx رمقتها بها جمالات ....
فتح باب الغرفه ودفعها بعنف فسقطت على الأرض
ليلى بتألم : أى إيه الغباء ده حد يزق حد كده
أغلق محمد الباب وتقدم منها والشرر يتطاير من عيناه : إنتى لسه شوفتى غباء هى حصلت تدلقى الشاى السخن عليها ثم تابع بصراخ : انتى مالك ومالها أصلاً
وقفت ليلى وهتفت باستفزاز : مممم كل العصبيه دى بسبب أمك ثم أشارت برأسها جهه الأريكه الكبيره بآخر الغرفه وتابعت : ولا علشان ضهرك وجعك من نومه الكنبه بتاعه إمبارح
محمد بانفعال : وهو انتى بعبطك فاكره ان انتى الى خليتينى انام على الكنبه ده بمزاجى
ليلى باستفزاز : مهو واضح .. ثم شمخت بأنفها وكتفت ذراعاها أمام صدرها وهتفت :x ودلوقتى المطلوب إيه
محمد وقد إقترب بخطورة محركاً سبابته امام وجهها : أمى متقربيلهاش ولا حتى تناوليها حاجه انتى فاهمه
ليلى بلا مبالاه : فاهمه أى اوامر تانيه !!
ترك يدها وتحرك نحو باب الغرفه هاتفاً دون النظر لها : وخروج من باب القصر مفيش ... ثم خرج وصفق الباب خلفه
ليلى محدثه نفسها بضيق : ياباى عليك وانت شبه أمك كده انا عارفه الست ندى بتحب فيك إيه .......
------------------------------------------------
فى المساء
إجتمع الجميع بناءاً على رغبه الحاج بلال فى مضيفه القصر
جلس بلال متوسطاً المجلس وأدار نظره بين الحاضرين
بلال : آنى جمعتكم جبل ما باسم يوصل لسبب مهم
مها باندفاع : هو باسم راجع انهارده
أومأ لها بلال وتابع : جاى ومعاه ضيوف من مصر
أومأ له محمد الذى كان على علم بكل شئ قبل الإجتماع فتسائلت ليلى بفضول : ضيوف مين يا عم الحاج !
بلال : واحد صاحبه وأمه وخطيبته وأبوها والسكرتيره بتاعتها وابنها
مها : مين دول وليه يعنى معزومين على الفرح !!
بلال : لع عيتجوزوا إمعاكوا هنيه ويكون فى معلومكوا محدش منيكم هيسيب إهنيه اليامين دول واصل ومحمد وباسم هيتدلوا مصر يخلصوا شغلهم ويعاودوا
ندى بتساؤل : يتجوزوا فين وليه كل ده يا جدو
بلال : دى امور تخصهم ملكيش صالح بيها يا ندى يا بتى ثم نظر لجمالات وأضاف محذراً : دول إضيوفى آنى شحصياً والى يمسهم يمسنى فاهمين !
أومأ له الجميع بموافقه فتابع : هم على وصول دلوك الى جولته إن حد جصر فيه مش هيحصله طيب فاهمين
الجميع : فاهمين .......
------------------------------------------------
أوقف باسم سيارته وتبعته حلا بسيارتها فى مدخل القصر وترجل الجميع من السيارات ...
إقترب منهم الحاج بلال مرحباً وبجواره محمد وخلفه كل من فاطمه وجمالات ومعهم البقيه لإستقبال الضيوف
بهتت ملامح فاطمه فور أن شاهدت تلك التى تمسك بطفلها وتقف بجوار باسم ولم يكن نادر وهاجر بأقل دهشه وإنزعاج منها
لاحظت مها بهوت ملامح فاطمه فاقتربت من هاجر
مها : مال مامتك يا هاجر ثم نظرت لها بتمعن وانتى ونادر فى إيه وشكوا قلب ليه كده
هاجر ببلاهه : ها لا لا مفيش إحنا كويسين أهو
مها بشك : شكلكوا ميقولش كده
هاجر بابتسامه مصطنعه : لا إحنا كويسين
إقتربت هند من فاطمه بخجل ومدت يدها للمصافحه : نظرت لها فاطمه ولطفلها بيدها ثم بادلتها بمصافحه بارده ليست كترحيبها بالبقيه ... غافله عن زوج من الأعين يتابع بهدوءx ......
------------------------------------------------
جلس بلال بصحبه حامد مرحباً : منور يا حاج حامد والله
حامد بهدوء : تسلم يا حاج ومتشكر أوى لموقف حضرتك
بلال : متجولش إكده انتوا إمنوريننا وفوج روسنا
إقتربت ليلى من حلا وجلست بجوارها متسائله : منورة يا ست حلا ثم أشارت برأسها ناحيه هند المنكمشه على نفسها بعد أن ذهب إبنها للعب مع حيدر واضافت : إنتى عندك سكرتيره ليه هو انتى شغاله إيه !!
حلا بابتسامه ودود : أنا صحافيه
إتسعت حدقتا ليلى وهتفت بحماس : بجد زى الى بيطلعوا فى النشره كده
ضحكت حلا : يعنى حاجه زى كده بس أنا مهتمه بقضايا المرأه أكتر
ليلى متشدقه : والله أصيله الستات دول غلابه أوى
حلا : الستات مش غلابه الست قادره تبقي قويه المجتمع الى بيضعفها للأسف بس هى قويه وعندها إراده مش عند رجاله كتير أوى
ليلى بعدم فهم : بصراحه كلامك كبير أوى عليا فهمينى بس بالراحه الله يسترك
حلا ضاحكه : يعنى الست مش ضعيفه ظروفها الى بتخليها ضعيفه بس جواها قوى
ليلى بإدراك : آه ياختى والله ظروفنا متنيله بستين نيله ثم نظرت لجمالات وهمست : وبنشوف أشكال تسد النفس .....
------------------------------------------------
إيه الى جابها هنا يا باسم أنا ما صدقت بقي خلصنا وهتشوف حياتك وتتجوز تقوم تجيبهالى بابنها عاوز منها إيه فهمنى
باسم : يا أمى بالراحه والله هفهمك أقعدى بس
جلست فاطمه بهدوء وبدأ باسم فى سرد ما حدث على اسماعها وملامحها تتأرجح بين الإنفعال والضيق والذهول
أنهى باسم حديثه فهتفت : ياساتر يارب فيه شر كده
أومأ باسم برأسه : فى يا أمى وأكتر حلا دى بتشوف بلاوى ويوسف متبنى قضايا المرأه كمان مش عارف ليه فجأه كده بقي مهتم بالقضيه وقلب لنصير المرأه .
فاطمه : ربنا يكرمه زى ما بيقف جنب كل واحده ضعيفه بس بردو ليه جبت الى اسمها هند دى هنا
باسم بضيق : يعنى جبت يوسف وحلا علشان أحميهم وعاوزانى أرمى دى بابنها وتبقي هى كبش الفدا ليهم يرضيكى يعنى
طأطئت فاطمه رأسها وحركتها نفيا : لا يابنى ميرضينيش انا أم والى مرضاهوش لبنتى مرضاهوش لبنات الناس
باسم مقبلاً رأسها : حبيبه قلبى يا بطوط بقلبك الى زى الدهب ده
إبتسمت له ثم رفعت سبابتها محذرة : بس خلاص مش هنرجع للى فات الحاج بلال قال بكره كتب الكتاب علشان الحاج حامد عاوز يرجع مصر .. ثم ربتت على كتفه بحنان واردفت حط مراتك فى عينك يابنى بنات الأصول المتربيين بقوا قليلين أوى وانت معاك جوهرة
ظهرت ملامح الألم على وجهه وحرك رأسه موافقاً وهمس بشرود : معاكى حق يا أمى معايا جوهرة ........
------------------------------------------------
وقف محمد فى حديقه القصر يدخن سيجاراً ويزفر دخانه فى الهواء بضيق ناظراً للفراغ المظلم أمامه
باسم : إنت يابنى بتدخن من امتى ان شاء الله
إلتفت محمد لصديقه وحرك كتفيه بلا معنى : عادى
جلس باسم وعاد بجسده للأمام مستنداً بمرفقيه على ركبتيه : لا مهو واضح .. تعالا أقعد يا محمد فهمنى مالك ..
زفر محمد بضيق وجلس بجوار صديقه
إعتدل باسم فى جلسته وهتف : ها إرغى بقي
محمد : اتخنقت يا باسم مشاكل مشاكل أمى وليلى زى القط والفار طول اليوم مناقره وليلى دماغها حجر وانهارده اتعصبت عليها زقيتها وانت عارف انى مبحترمش الراجل الى يمد إيده على ست
باسم بتفهم مربتاً على كتف صاحبه : طب معتذرتلهاش !
محمد باقتضاب : لا
باسم بتساؤل : ليه ؟
محمد بانفعال : مستفزة يا باسم بتطلعنى من شعورى
باسم برفق : طب وندى
محمد وقد لانت ملامحه : ندى دى ملاك انت بتقول إيه بس دى فرحتها بابن هنيه نسيتها كل حاجه حتى أنا
باسم باستفهام : وده حلو ولا وحش !
محمد : حلو ووحش حلو لأنها بتحاول تمارس امومتها حتى لو على طفل مش من دمها ووحش لانى متعودتش منها عدم الإهتمام .. ثم إعتدل فى جلسته وأردف : تخيل دى مخليه الواد يبات فى اوضتها ومعندهاش أى مشكله أبات عند ليلى
باسم ضاحكاً : والله وبقالك شريك فيها يا محمد
محمد بلوم : إنت بتتريق
باسم بتساؤل : عاوز منها ايه يا محمد هى جت على نفسها وجوزتك علشان تخلف مطلوب منها إيه تانى
محمد : معرفش
باسم مصححاً : لا عارف بس مش عاوز تعترف .. إنت أنانى يا محمد ومتملك
نظر له محمد بضيق فتابع : أه انانى ومتملك ولو مقولتلكش كده وفوقتك مبقاش صاحبك الى قلبه عليك .. ثم وقف وغادرا وأضاف : حاول يا محمد تتخلص من أنانيتك دى شويه تصبح على خير يا صاحبى
محمد بشرود : وانت من أهله ....
زفر محاولاً إخراج ما بداخله يلهب روحه بجحيم مستعر صنعته يداه ..x باسم على حق حقاً أنانيته سبب تعاسته لم يحاول أن يحب ندى يوماً إعتادها دوماً محبه ، شغوفه ، حنون ولكنه لم يعتد أن تبادله إهماله بإهمال .. لم يحاول فهمها أو الشعور بوجعها ولكنه بكل أنانيه فكر فى ما أفتقدته نفسه دون لحظه تفكير فيما إفتقدته هى الأخرى بجانب شعورها بالنقصx !!!!
------------------------------------------------
فى صباح اليوم التالى
الإستعدادات تتم على قدم وساق بعد تقديم ميعاد كتب الكتاب الجماعى ... الفتايات تتابع تجهيز غرف العرائس .. والشباب يتابعون تجهيزات الحفل .. والامهات تتابع الخادمات لإعداد الولائم بعد ان تم ذبح الذبائح والحاج بلال ومعه الحاج حامد يتابعان توزيع اللحم على الفقراء فى البلده
..... أقترب موعد الحفل وتجمع الاهل والأقارب فى إنتظار مأذون البلده لإتمام عقد القران
إجتمعت النساء فى غرفه منفصله عن الرجال وبدأت النساء فى غناء بعض الأغانى الفولكلوريه المعروفه لأهل الصعيد وندى تتابع بابتسامه هادئه بينما ليلى و هاجر تصفقان بحماس بينما حلا شارده فى زواجها المفاجئ .....
تم عقد القران وبدأت الفتايات فى الغناء والرقص والشباب فى ممارسه هوايه التحطيب
محمد غامزا باسم : ليك فى التحطيب ولا هتعرنا !
باسم بفخر : عيب يابنى تقول كلام زى ده
تدخل نادر فى الحوار هاتفاً بمزاح : هتعرنا طبعاً
ضحك كل من باسم ومحمد وبدأوا فى التحطيب .... انتهى محمد وباسم فاقترب حمزة بعد دعوة الحاج بلال له للتحطيب أمام العريس
حمزة مازحاً : متواخذنيش يا عريسنا ثم أشار برأسه جهه بلال الواقف ينظر جهتهم باستمتاع وأضاف : حكم الجوى
ضحك باسم وهتف : نحن لها يا أخ حمزة ولا يهمك إحنا رجال أفعال لا أقوال
تسلل نادر فى الخفاء لمناداه هاجر حتى يطمئن على مفاجأته لأخيه ويتأكد من وضعها له بغرفته ... لم يستطع الإقتراب أكثر فهو يعلم بإحتفالات النساء وقف حائراً يتلفت حوله باحثاً عن أحد الخدم ... فشاهدها .. حوريه وقد تخلت عن خيمتها السمراء كما يسميها .. إقترب منها وهتف حتى تستطيع سماعه
نادر : بس يا آنسه
أجفلت رحمه وإلتفتت له ثم ظهرت ملامح الضيق على وجهها وهتفت : انت إيييييه الى جايبك عند الحريم يا جدع انت
نادر بذهول : جدع انت ! إنتى بتكلمينى أنا يا إسمك إيه
تخصرت رحمه وهتفت من بين أسنانها : إسمى رحمه
نادر وكأنه يتذوق حلاوة إسمها بين شفتاه : رحمه
رحمه بانزعاج : فسح إكده خلينى أعدى
نادر عاقداً حاجبيه بتساؤل : أفسح إزاى !
دفعته رحمه منصرفه وهى تهتف : إكده ...
نادر لاحقاً بها : إستنى بس يا رحمه ممكن تناديلى اختى من جوة
نظرت له بتفحص وتسائلت : إسمها إيه أختك دى !
نادر : اسمها هاجر
رحمه منصرفه : طيب !!
إستند نادر على الجدار خلفه شارداً فى تلك الحوريه التى إختفت من امام ناظريه ....
ركض حيدر جهه والده مقبلاً له فحمله حمزة متسائلاً : مزهجتش من إهنه متوحشتناش !
حيدر : إتوحشتكوا جوى يابوى إنت وأمى
حمزة : زين تعالا إنسلم على العرسان و نرجع دارنا
أومأ له حيدر فأنزله حمزة ليسير جواره وتحرك جهه الحاج بلال
حمزة : ألف مبروك يا حاج بالإذن أنى أحسن البت باتعه زمانتها زهجت من الجعده وزهجت هنيه
ضحك الحاج بلال بانطلاق : خلاص يا ولدى إ................
قاطع حديثه قدوم باتعه تركض جهتهم وهى تجهش بالبكاء
باتعه : يا حاج بلال يا سي حمزة إلحجووووونى
إلتفت لها حمزة بسرعه وهتف : فى إيه يا بت مالك وكيف تهملى ستك هنيه لحالها
باتعه : الست هنيه .....
↚
فراق دون وعد بلقاء . كانت تلك نهايه قصتنا . ذبلت أزهارك على نافذه أحلامى . ودموعى أبت الخضوع . أتعلمين حبيبتى حين تبكى الجبال . بكائها عزيزاً كأمطار الخريف .x بضع قطرات تروى ظمئاً لحب أصبح كسراب فى صحراء قلبٍ كان كالناسك فى محراب حبك !!
يجلس وحيداً كعادته منذ إسبوع وتحديداً منذ تلك الليله المشئومه
فلاش باك
لم ينتظر حديث باتعة فبمجرد ذكرها لإسمها لم يشعر بنفسه وقد اندفع وسط الحشود نحو منزله تاركاً إبنه خلفه ... دلف الى غرفتها كالمغيب ينظر لتلك الراقده وقد أغلقت عيناها وشحب وجهها . إقترب منها جالساً جوارها على الفراش يحاول إفاقتها
حمزة : هنيه !! حبيبتى فوجى متعمليش إكده فيا
... لا رد
حمزة وهو يحرك جسدها بعنف : ردى عليا يا هنيه
ومجدداً لا رد
إبتعد عنها ذاهلاً بقلب ملتاع . وأعين باكيه لم تزرها الدموع قبلاً ليس لتحجر قلبه ولكنه هكذا علموه أن البكاء لم يخلق للرجال لم تعد أقدامه بقادره على حمل جسده المنهك لفتره أطول فجثا على ركبتيه بجانب رأسها وتناول اناملها بين راحتيه مقبلاً لها بدموعه التى تمردت على اسر مقلتاه معلنه تمردها على عادات منعت الرجل من ممارسه أبسط حقوقه .... البكاء !!
عاد من شروده على تربيته على كتفه
رحمه بمواساه : وبعدهالك ياخوى هتفضل جاعد لحالك إكده ومهمل ولدك وحالك
حمزة بيأس : مجادرش يا رحمه كسرت ضهرى بموتها يا بت ابوى
رحمه ببكاء : بعد الشر عنك ياخوى متجولش إكده إحنا محتاجينك ولدك الى إتيتم من صغره ده عاوزك جمبه ترعاه وتكون جوته وسنده . ثم اشارت لنفسها وتابعت : وآنى ياخوى محتاجالك انت أجوى من إكده كلاتنا حزننا عليها بس متنساش انها إرتاحت من تعبها وراحت لمكان أحسن من إهنه
ثم ربتت على كتفه وهتفت : وحد الله ياخوى وجوم شوف امك الى هتموت من حزنها عليك
زفر حمزة : لا إله إلا الله هملينى لحالى يا رحمه الله يرضى عنيكى
زفرت رحمه وحركت كتفها بيأس وتركته .. وحيداً يرثى إمرأه كانت له كل النساء .....
------------------------------------------------
كل يا حيدر بس الحته دى وخلاص
حيدر ببكاء : معاوزش انا عاوز أمى
ندى بهدوء وقد ترقرقت عيناها بالبكاء : يا حبيبي ماما عند ربنا فوق وكلما هنروحلها بس كل واحد وله معاد
حيدر محركاً كتفيه بعند : مليش صالح أروحلها دلوكيت
جمالات من خلفها : هو انتى هتفضلى هتهدى فى الواد ده كتير وسايبه جوزك
ندى بضيق : يعنى عاوزانى أسيبه لوحده فى الظروف دى يا ماما
حركت جمالات فمها باستياء وهتفت : مهو لو كانتى عرفتى تجيبى زيه كان.....
ولم تستطع إكمال كلمتها قاطعتها ليلى متشدقه : لهو بمزاجها ولا بمزاجها وبعدين انتى رامياها عليها ليه هى هتخلف لوحدها ماتشوفى المحروس إبنك يمكن يطلع العيب منه
إلتفتت لها جمالات بحقد وهتفت من بين أسنانها : إبنى صاغ سليم ثم أشارت لها برأسها باحتقار : بس هو الى بخته منيل
ليلى باستنكار : اه بخته منيل إتجوز ٥ ومعرفش يجيب حته عيل بس طبعا مش هتجيبى العيب فيه العيب هيبقي فى الى إتجوزهم ثم تشدقت وهتفت : مهو راجل ميعيبوش حاجه
جمالات رافعه سبابتها بتحذير : بت إنتى
حيدر صارخاً : كفاياكوا بجى صريخ وتركهم وركض جهه شجرته العتيده
نظرت له جمالات بلامبالاه وحركت كتفها بلا معنى وتحركت منصرفه الى داخل القصر
تحركت ندى للتبعه فاستوقفتها يد ليلى هاتفه : سيبينى انا أجرب معاه
أومأت لها ندى موافقه وناولتها طبق الطعام الذى لم ينقص منه شئ ....
جلست ليلى بجواره تحت الشجره وهمت بإطعامه فدفع حيدر الطبق هاتفاً : معاوزش آكل
إبتسمت له ليلى ووضعت الطبق امامها ثم نظرت للفراغ امامها بشرود وتكلمت : تعرف ان كان زمانى عندى عيل قريب منك فى السن
جذب حديثها أنظار حيدر فتسائل : و راح فين مات !!
ليلى بابتسامه حزينه : حاجه زى كده
حيدر بتساؤل : كيف يعنى !
زفرت ليلى بهدوء ثم نظرت للشجره وتسائلت : إنت إيه حكايتك مع الشجره دى بالذات
حيدر وقد بدأت الدموع تترقرق فى عينيه : أمى جالتلى إن أول مره شافت ابوى فيها كان عند الشجره دهى
نظرت له ليلى بحنان فتابع : وجالتلى إنها بتحبها جوى وكل ما اتوحشها أو أحس إنى متضايج آجى يمتها وهحس إنها إمعايا
دمعت عين ليلى وإقترب محتضه راسه فى صدرها بحنان وقبلت قمه رأسه ثم ابعدت راسه ونظرت للشجره ثم له وهتفت : طيب وانت فكرك إن أمك لو عرفت إنك مش بتاكل هتبقي فرحانه !
حيدر بتذمر طفولى : وهى هتشوفنى كيف !
ليلى برفق : مش إنت بتقول إنها قالتلك لما تيجى هنا هتحس إنها معاك .. ثم اجلت صوتها وتظاهرت بالمرح هاتفه : وبعدين يعنى انت فاكر انت هتحس بيها وهى لا !! تبقي غلطان هى بتحس بيك
حيدر وقد إتسعت مقلتاه بذهول : صوح يا ليلى
إحتضنته مجدداً وهتفت : صوح يا روح ليلى ثم اضافت بتساؤل : ها ناكل بقي !
اومأ حيدر بحماس فابتسمت له متناوله الطبق وبدأت فى إطعامه .........
------------------------------------------------
إقتربت منه على مهل .. على حالها منذ يوم زفافها المشئوم . كانت تنتوى إجتذابه لها وظنت أنها بعد الزواج ستستطيع أن تنسيه ما كان ولكن كيف وهو يعاملها كشقيقه لا كزوجه .....
مها فاركه يدها ينظر لذلك الذى لم يفارق حاسوبه منذ الصباح ينهى بعض أعمال الشركه
مها : ت تحب اقولهم يبعتولنا الغدا ولا هتنزل تاكل معاهم تحت !
باسم ولم يرفع عينه عن شاشه حاسوبه : ثوانى هخلص الى فى إيدى واحصلك يا مها إسبقينى إنتى
أومأت له برأسها وهمت بالإنصراف فاستوقفها هاتفا برفق : إستنى يا مها ننزل سوا خمسه بس واخلص
إبتسمت له بهدوء وجلست تنتظره حتى ينتهى ..... .
إجتمع الجميع على طاوله الطعام وشرع الجميع فى تناول طعامه ... جلست بجواره شارده تنظر لرفيقه زفافها وهى تبتسم لزوجها الذى يناولها كوب الماء . يتملسها خفيه عن الأعين إلا عيناها التى كانت تتابعانهما بحسرة وحزن لما جلبته على نفسها بسبب قله عقلها وضعفها ... إنتبهت لحديثه لها
باسم هامساً : مبتكليش ليه يا مها
مها مجفله : ها لا لا انا باكل أهو وتناولت لقمه من طبقها واخذت تلوكها فى فمها على مهل محاوله إخفاء ما يدور بعقلها عن الجميع ولكن ليس على حلا التى لاحظت نظراتها الحزينه نحوها هى وزوجها والتى فى الحقيقه تلاحظها منذ أيام .....
الحاج بلال موجهاً حديثه ليوسف : كيف يا ولدى اخبار الجضيه
يوسف بعمليه : والله يا حاج باسم نازل بكره هيجيبلى شويه ورق محتاجه فى القضيه كلفت بيه كريم اخو حلا وربنا يسهل الحال
بلال : الله ينور عليك يا ولدى لازمن يتحبس عديم الشرف دى لو كان حدانا كنا وكلناه للديابه ولا حتى الديابه كانت هتجرف من جتته النجسه
ضحكت ليلى وهتفت : والله يا عم الحاج الراجل ده عاوز ياخد علقه موت فى قلب الجامعه بتاعته علشان يبقي عبره
محمد صاغطاً على اسنانه : علقه موت !! تعرفى تحطى لسانك فى بؤك وتسكتى
ليلى : وإن مخرستش
محمد بنظره تحذيريه هامساً : إخرسي
نظرت له باستنكار ثم رفعت نفسها ناظره جهت حيدر المستقر بجانب ندى كعادته
ليلى : مبتاكلش ليييه انت نسيت اتفاقنا !!
حيدر وقد تذكر حديثهم : لا لا مانسيتش هاكل أها
ليلى ناظره له بحنان وهو يتناول طعامه بسرعه : بالراحه يا حيدر علشان متشرقش
أوما لها هيدر موافقاً واكمل طعامه على مهل
ليلى ناهضه : الحمد لله هقوم اقعد فى الجنينه شويه ونظرت لجمالات التى حركت فمها باستنكار
فاطمه : إتفضلى يا بنتى
خرجت من باب القصر وبدأت فى السير على غير هدى تشاهد الطبيعه الخلابه حولها ....
لمحت شجره حيدر فابتسمت بحنان وتحركت صوبها كالمسحورة فما رواه حيدر عن أبويه يذكرها كثيراً بالمسلسلات التى تهوى متابعتها .. دوما ما تسائلت هل هنالك مثل هذا الحب على أرض الواقع .. وها هو حيدر يجبرها على الإعتراف بأنه حقيقه واقع ملموس ولكنها فقط من حرمت منه !!!
لمحته يجلس مستنداً بظهره على جزع الشجره ومغمضاً لعينيه ...تقدمت منه ببطء حتى لا تزعجه ولكن فضولها كان هو ما يسوقها جهه ذلك اللغز المحير (حمزة ) يبدو تماماً كجلف لا يحترم النساء ولكنها الآن فهمت أو تحاول أن تفهم !!!
إنتبه حمزة لصوت الخطوات المقتربه منه فهم بالوقوف
ليلى برفق : خليك براحتك أنا مش هزعجك
حمزة : مفيش إزعاج يا ست ليلى إنى كمان كنت راجع الدار
ليلى برجاء : ممكن تخليك شويه !
حمزة بانفعال : أخلينى كيف يعنى !
جلست ليلى بعيدا عنه قليلاً ونظرت للفراغ حولها وهمست بتساؤل : كنت بتحبها أوى صح
إعتصر حمزة عيناه بألم بان جلياً على وجهه فابتسمت بحنان وهمست ناظره للفراغ امامها : محدش مرتاح وفعلا الموت بيخطف الناس الى تستاهل تعيش ثم إبتسمت بمراره واردفت : يعنى هنيه كانت تعيش ولا انا الى مليش اى لازمه
فتح حمزة عيناه ونظر لها هاتفاً : إستغفرى ربك
ليلى : أستغفر الله العظيم .. ثم إعتدلت ناظره له وهتفت : بص انا مش هواسيك زى الناس ما بتعمل ولا هقولك شد حيلك والكلام ده لا ثم صمتت قليلاً وتابعت : أنا هقولك إزعل عليها ولو حبيت تبكى إبكى
نظر لها بضيق فتابعت : البكى مش عيب يا سى حمزة البكى إحساس وانت بتحب وهى اكيد تستاهل تتحب كده
ثم نظرت له وقد لمعت الدموع فى عينيها : أرجوك خلينى اصدق ان لسه فى ناس بتحس وقلوب بتعرف تحب بس فى وسط حزنك متنساش حيدر . حيدر حته منك ومنها حته منها بتكبر كل يوم . ثم زفرت انفاساً لاهبه واضافت : حته غيرك بيتمنى ضوفرها وبدون أن تنتظر رده وقفت وأسرعت مغادرة للمكان !!
------------------------------------------------
يا حيدر أقعد مش قادرة اجرى تعبت
حيدر : مليش صالح شبعت
ندى : هو انت كده اكلت طب هجيبلك عصير
حيدر راكضاً : لع
ركضت ندى خلفه ممسكه براسها
ندى : يا حيدر إس...... ولم تستطع إكمال جملتها سقطت مغشياً عليها ......
اسرعت ليلى التى شاهدتها وهى قادمه من بعيد تسقط أرضاً
ليلى جاثيه على ركبتيها بجانبها بصراخ : ست ندى يا ست ندى إلحقووووونى
خرج محمد على صوت الصراخ وفور أن لمحهما أسرع راكضاً : مالها فى إيه !
ليلى ببكاء : إلحقها شوف دكتور اى حاجه متقفش تتفرج علينا كده
تلفت محمد حوله بتوتر فتكلم باسم الذى خرج على صوت صراخ ليلى متبعاً لمحمد : استنى اخلى الحاج بلال يكلم دكتور شيلها انت بس رجعها أوضتها وربنا يستر
نفذ محمد ما قاله باسم وجلس بجوارها ممسكاً بيدها ضاماً لها ناحيه قلبه وبأعين ترقرقت بها الدموع دون ذرفها : فوقى يا ندى علشان خاطرى متعمليش فيا كده ....
نظرت لهم ليلى بابتسامه حزينه وتركتهم وحدهم وأغلقت باب الغرفه وانتظرت خارجها .....
أتى الطبيب وأدخلوه سريعاً الى غرفه ندى ...
خرج محمد وطلب من ليلى البقاء معها وقت الكشف فاومأت له موافقه ودلفت الى الغرفه مغلقه الباب خلفها
وقف محمد يدعو الله ويشعر بالخوف من القادم ماذا لو فارقته كمان حدث لهنيه فقد كانت علامات التعب تبدو جليه على وجهها
رفع راسه للسماء وهتف بصدق : يارب
فتح باب الغرفه وخرجت ليلى أولاً باسمه دامعه العينين
محمد بقلق : خير فيها إيه طمنينى
نظرت له بابتسامه وربتت على كتفه واشارت برأسها للطبيب الذى خرج للتو من الغرفه
محمد مسرعاً نحو الطبيب : مالها يا دكتور ارجوك طمنى
إبتسم له الطبيب بهدوء : مفيهاش أى حاجه ده امر طبيعى لكل الى زيها
محمد بخوف : زيها إزاى هى مالها !
ضحك الطبيب واجاب : ألف مبروك المدام حامل ......
↚
ذاهله ناظره امامها بشرود بعد ان خرج كل من ليلى والطبيب من غرفتها تتلمس بطنها وتسترجع كلام الطبيب معها
فلاش باك
تبادلت كل من ندى وليلى النظرات الذاهله ... أعادت نظرها للطبيب وهتفت : إزاى
الطبيب مستفهماً : إيه الى إزاى !
ندى مبتلعه ريقها : إزاى حامل انا مبخلفش !
الطبيب : مين قال لحضرتك انت مبتخلفيش !
ندى : انا بقالى سنين متجوزة وعملت كل المحاولات علشان اخلف مفيش اى حاجه جابت نتيجه معايا حتى الحقن المجهرى فشل
الطبيب بابتسامه هادئه : وده الى فهم حضرتك انك مبتخلفيش ؟
اومأت له ندى فتابع : حضرتك معندكيش موانع للحمل بدليل انك حامل دلوقتى كل الموضوع نصيب ومعاد ربنا كاتبه ومحدش يعلم الغيب غيره
ندى برجاء : حضرتك متأكد يعنى من الحمل
الطبيب بهدوء : طبعاً متأكد من الى بقوله لحضرتك وياريت تشرفينى فى العيادهx هنعمل سونار وتشوفي البيبي بنفسك
ندى بسعاده محتضنه بطنها : ح حاضر يا دكتور ربنا يخليك انا متشكره أوى مش عارفه أقولك ايه انت رديتلى روحى تانى
الطبيب بابتسامه ودود : الف مبروك يا مدام ندى
باك
إقتحم محمد الغرفه منتشلاً لها من شرودها ... إقترب منها مسرعاً وأحتضنها معتصراً لها بين يديه هاتفاً : أخيراً يا ندى الحمد لله
إعتصرت ندى قميصه وبدأت فى البكاء هاتفه من بين دموعها : مش قادره أصدق يا محمد انا كنت فقدت الأمل انا فرحانه أوى حاسه قلبى هيقف من الفرحه
أبعها محمد عنه برفق ووضع سبابته على شفتيها وهمس لها : متقوليش كده ربنا يخليكى ليا ثم نظر لبطنها المسطح وتلمسه بيده وأردف : ربنا يخليكوا ليا .....
كانت ليلى تتابع المشهد من فتحه صغيره فى باب الغرفه بعد ان انصرف الجميع بأعين دامعه . لم تحب محمد يوماً تعلم ذلك جيداً وسعيده تكاد تطير فرحاً من أجل ندى التى من الله عليها أخيراً ولكن !! لا تعلم لمَ تلك الغصه التى تقبض على انفاسها وكانها تقتلع روحها من جسدها . إبتعدت عن الباب بهدوء وسارت شارده بين الجمع السعيد بخبر حمل ندى حتى إرتطمت بأحدهم فهمت بالإعتذار
ليلى : أ أسفه
جمالات بتشفى : ضرتك الى مكانتش بتخلف حامل أهى وانتى ثم نظرت لها من أعلى لأسفل وتابعت بحقد : هتبقي بره ..
بلال صارخاً : جمالات !!
إنتفضت كل منهما على اثر صيحته المفاجئه
جمالات بتلعثم : ع عمى اإنت هنا من إمتى
بلال بغضب : من أول حديتك الماسخ مع البنيه يلا همى من جدامى شوفى ولدك وندى
تحركت جمالات مسرعه مبتعده عن ذلك البركان الذى كان على وشك الإنفجار فى وجهها ...
أشار بلال لليلى الباكيه بهدوء : تعالى يا بنيتى عاوز أتحدت معاكى
أومأت له ليلى وإتبعته حتى وصلا للمضيفه
جلس بلال واشار لها لتجلس بجواره
ربت على كتفها بحنان أبوى : متزعليش يا بتى من جمالات هى إكده لسانها متبرى منيها بس جلبها طيب صدجينى
ليلى : مصدقاك يا عم الحاج وهى بردو معاها حق أنا مهمتى خلصت
بلال بشك : يعنى إيه !
ليلى بشموخ بعيداً كل البعد عن إنكسار روحها : يعنى هطلب الطلاق من محمد انا فرحانه ليهم يا حاج من قلبى الست ندى طيبه وتستاهل كل خير
بلال بأسي لحالها : وانتى يا بتى ! انتى كده هتوبجى مطلجه مرتين والناس مبترحمش
ليلى بابتسامه ساخره : عادى يا حج مش هتفرق انا اتعودت وكل واحد بياخد نصيبه
بلال بتساؤل : وهتعملى إيه !
ليلى بثقه زائفه : هطلب الطلاق من محمد وأروح لحالى ............
------------------------------------------------
تحترق روحها بنيران الندم كلما شاهدتهما سوياً تعلم تمام العلم أنه خطأها ولكن ما ذنبها هى مجرد انثى فى مجتمع نصب نفسه قاضياً وجلاداً أرغمت على الزواج بغيره وها هى وحدها تدفع الثمن . يأمر الرجل وتطيع المرأه وعندما أطاعت والدها !!! المعاناه من من نصيبها وحدها ولا أحد يبالى سوى بنفسه فعل من العار ان تطيع الفتاه أهلها أم ان العار الحق يقع على أهل لم يتقوا الله فى فلذات أكبادهم !!!
باسم الصغير نعم باسم طفلها الذى انجبته من غيره فبرغم حرمانهم لها من باسم الكبير لم تستطع سوى أن تتمسك فى حقها بأن تعيش لطفل يحمل إسمه ولو كان لغيره !!!
حتى الآن لم تناديه بإسمه أمامه و لم تنس رجائها لحلا ويوسف على الفعل بالمثل لا تريده أن يعرف أبداً لن يعرف فسيظل إسمه الحركى (سام ) هو ما ستدعوه به امامه
نظرت لطفلها الذى يلعب مع حيدر بحنان فهو إرثها ووريثها تطالعه يلعب بحماس مع صديقه الجديد وفى لحظه مجرد لحظه لم تدرى ما حدث فيها باسم الصغير يصرخ متألماً بعدما سقط أرضاً مرتطماً بكتله من الحجاره كانت تستقر فى جانب من حديقه القصر ...
هند بصراخ وهى تركض نحوه : باسم !!!!
إلتقطت إبنها حامله له تنظر للجرح فى ساقه بقلق غافله عن زوج من الأعين تطالعانها بذهول !!!
هند ببكاء محتضنه إبنها : مش قولتلك براحه حرام عليك انا مليش غيرك
ركض حيدر صوبهما وجثا على ركبتيه : خالتى انى والله كنت بلعب إمعاه مجصديش
هند برفق مربته على وجنته بحنان : متخافش يا حبيبي الحمد لله جت سليمه ثم وقفت حامله إبنها : تعالا ننضفله الجرح قبل ما يتلوث ......
------------------------------------------------
جالسه فى غرفتها واضعه حاسوبها على قدمها ومنهمكه فى الكتابه
دلف الى الغرفه فلم تنتبه له .. سار على أطراف اصابعه بهدوء ووقف خلفها بابتسامه حنون يطالع ما تكتب
(للمرأه روح قويه . شامخه كالطود العظيم . تأبى الإهانه . وتمقت الخضوع . روح ثائره مثابره تنتظر أن تزأر يوماً . معلنه رفضها . معلنه وجودها . روح تصرخ بداخلها تشهر اسلحتها وتتحصن بدروعها . روح مستتره خلف قناع الخضوع تنتظر بفارغ الصبر ان تنبثق من غروبها وتشرق فى غدٍ بلا دموع !!)
يوسف بانبهار : الله إيه الكلام الجامد ده
إلتفتت له حلا مجفله : إنت جيت إمتى
يوسف وهو يجلس بجوارها : لسه داخل بس كان عندى فضول أعرف ايه الى مخليكى مركزة اوى كده لدرجه محسيتيش لما دخلت الاوضه
حلا باسمه : هممم وعرفت
اومأ لها يوسف ثم إقترب محتضناً وجهها وهمس : وفخور بيكى جدا ومع قضيتك جدا جدا جدا
حلا بتساؤل : ليه
يوسف مبتلعاً ريقه : ليه إيه !
حلا : ليه يا يوسف مهتم بقضايا المرأه بالشكل ده انا عمرى ما شفت راجل كده ويمكن كان ده سبب رفضى لكل الى إتقدمولى . ثم نظرت له بحب : بس انت فعلا مختلف ...
يوسف محاولاً المزاح : طبعا مختلف مش وعدتك ان عمرك ما هتندمى ولا هتطلبى انفصال
حلا ضاحكه : ده كان على الخطوبه الى مكملتش شهر
يوسف متسائلا : طب ندمتى !
أومأت حلا نفياً : لا وعمرى ما هندم
ثم تحولت ملامحها للجديه وهمست : بس نفسي أعرف ايه السر الى مخبيه عنى يا يوسف ده حقى
إبتعد عنها يوسف ونظر للفراغ بشرود : مسيرك هتعرفى يا حلا .......
------------------------------------------------
تحرك نادر جهه المكان الذى قابلها به أول مره آملاً أن يراها ويعرف من تكون كما يفعل كل يوم منذ أن رآها فى حفل عقد القران
يا الله نفس الكومه السوداء مابالها تلك الفتاه بعبائه امها تلك !!
نادر مقترباً بهدوء : بتعملى ايه تانى انتى ايه حكايتك مع التفاح يا تفاحه
إعتدلت رحمه وهتفت من بين اسنانها : مسميش تفاحه
نادر مازحاً : هو انا أعرفلك إسم تانى اناديلك بيه !!
رحمه : ملكش صالح
نادر برفق : إحنا قرايب صح مش انتى كنتى فى فرح أخويا
رحمه : كنا جرايب بس خلاص
نادر بشك : مش فاهم
رحمه : يعنى الى كانت سبب جرابتنا الله يرحمها
نارد بتساؤل : هنيه !
اومأت له وترقرقت الدموع فى مقلتيها
نادر بهدوء : انا اسف والله مكنتش اعرف البقاء لله
رحمه : البركه فيك
نادر بتساؤل : يعنى إنتى أخت جوزها ثم فرك رأسه مفكرا قليلا ثم هتف مشيراً بسبابته نحوها : حمزة صح
رحمه : إيوة صوح بالإذن
نادر لاحقا بها : طب حتى عرفينى إسمك إيه
رحمه من فوق كتفها : رحمه
------------------------------------------------
أخذت تدور فى الغرفه بلا هواده تنتظر قدومه بقلق من القادم لا تدرى ماذا ستفعل بعد ولكنها موقنه تماماً أن ما إنتوته هو الفعل الصواب فى موقفها ذاك
دلف إلى الغرفه بهدوء وأغلق الباب خلفه ثم إقترب منها متسائلاً : خير يا ليلى أول مره تقولى انك عاوزانى
ليلى مبتلعه ريقها : الاول مبروك وربنا ينتعها بالسلامه
محمد باستنكار : ينتعها !
زفرت ليلى بضيق ووضحت : يعنى تقوم بالسلامه
محمد بفهم : اااه الله يسلمك يارب يا ليلى
ليلى بتوتر : أقعد لو سمحت عاوزة اقولك حاجه
جلس محمد ونظر لها بتساؤل : قولى
ليلى : دلوقتى الست ندى الحمد لله ربنا جبر خاطرها وحبلت فيعنى .. هممم ااااا
محمد بنفاذ صبر : ما تنطقى يا ليلى فى ايه
ليلى : يعنى وجودى مبقاش له لازمه دلوقتى ثم شمخت بأنفها وهتفت : طلقنى
محمد مضيقا عينيه : نعم !
ليلى متظاهره بالتماسك : طلقنى إيه مسمعتش
محمد : لأ سمعت بس مش فاهم السبب يعنى
ليلى : السبب ان الست ندى حامل تقدر تقولى انا بقى لازمتى ايه
محمد بعند : وهو من قبل حمل ندى كان لازمتك إيه تقدرى تقوليلى !
ليلى بتساؤل : يعنى ايه
محمد : يعنى انتى بترفضى انى اقربلك كنتر هتحملى إزاى بالبلوتوث !
ليلى بضيق : والنبى كلمنى عربى الله يسترك
محمد : كنتى هتحملى إزاى وانتى مانعه نفسك عنى
ليلى بتلعثم : ي يعنى يمكن كان عندك أمل
محمد برفق : بصى يا ليلى انا فاهم قصدك وعارف ليه بتقولى كده بس مش علشان ندى حامل هرميكى
ليلى بكبرياء : بتعطف عليا يعنى !
محمد بانفعال : إحسبيها زى ما تحسبيها
ليلى بعند : وانا مش عاوزاك والحقيقه انى ماصدقت أخلص منك اصلا وجاتلى فرصتى
محمد بذهول : إيه !
ليلى : دى الحقيقه انا اتورطت فى جوازتى بيك علشان دين الست ندى وانا أعتقد سددت دينى وهى بقت حامل فياريت نفضنا سيره بقي
محمد بغضب : ده آخر كلام عندك
ليلى : ايوة ومعنديش كلام غيره يتقال انا مبحبكش مبقبلكش إفهم بقي
محمد : تمام يا ليلى وانا مبفرضش نفسي على حد مش محمد الصاوى الى يغصب واحده عليه
ثم تحرك جهه الباب والتفت لها هاتفاً : إنتى طالق يا ليلى
وصفق الباب خلفه بعنف
وهنا إنهارت كل قواها الزائفه وسقطت على الأرض محتضنه نفسها بأعين باكيه وقلب مثقل بخوف من ماضٍ قاسى و غد لا يبشر بالخير فى مجتمع لا يرحم المطلقه ولكن هذه المره المطلقه مرتين !!!
↚
إيه طلقتها ! إنت بتهرج يا محمد حرام عليك يا أخى هو انت مش عارف ظروفها ...
كانت تلك جمله باسم المصدوم من فعله صديقه الذى خرج من بوابه القصر فى حاله لم يعهده عليها باسم من قبل ....
محمد زافراً بضيق : أهو الى حصل هتمسك إزاى بواحده مش عايزانى
باسم بانفعال : متجننيش معاك يا محمد انت متزعلش منى غبى جدا رغم ان مر عليك ستات أشكال وألوان . إزاى مفهمتش إن طبيعى هتقولك كده ... ثم مسح وجهه وجلس مستنداً بمرفقيه على ركبتيه وتابع : ليلى طيبه يا محمد رغم الجنان الى بتعمله وطفوليتها فى بعض المواقف بس ست وبتحس وطبيعى هتحس ان وجودها معادش له فى حياتك أى لازمه بعد حمل ندى
محمد مشعلاً سيجاره : وأنا هعمل ايه انا قولتلها مش هطلق لقيتها بتقولى مش عاوزاك
باسم بمهادنه : طيب طفى الزفت ده وادخل صالحها وردها
محمد ملقياً سيجاره بانزعاج : يعنى تقولى مش عاوزاك وتقولى أردها دى مبتخلينيش اقربلها من يوم .... وصمت مخللاً أنامله فى فروة رأسه بضيق
باسم باستفهام : من يوم إيه انت عملتلها حاجه يا محمد !
محمد بعصبيه : عملتلها ايه غصبتها لا مغصبتهاش وكان برضاها وبعدها لقيتها مش طايقانى ومن ساعه ما جه إبن هنيه وهو بينام عند ندى وانا بترمى على الكنبه فى أوضتها هى دى تبقي عيشه والآخر تقولى مش عاوزاك وانا اتورطت فيك علشان دين الست ندى هو انت فاكرنى إيه مبحسش
وقف باسم واقترب من صديقه مربتاً على كتفه : خلاص يا محمد إعمل الى يريحك بس حكم عقلك والتفت وتركه وحيداً شارداً يعلم ان ما يقوله صديقه صحيح ولكن كرامته تأبى أن تطيعه
(يتغنى الرجل بكبريائه ويشيد بكرامته فى حين تدهس كرامه المرأه بأقدام نفس الرجل ما يحل له يحرم عليها وما يفعله دوماً وأبداً هو الصحيح لعنه ابناء آدم الأبديه التى أصابت بنات حواء فى مجتمع لا يرى من المرأه سوى أداه لا عقل لها ولا روح تعيش فقط لتكون كتابع آلي نفذ وقوده )
------------------------------------------------
دلف للغرفه بهدوء حتى لا يزعج تلك التى تتظاهر الآن بالنوم .. أخرج ثيابه ودلف إلى حمام الغرفه ففتحت عيناها التى تغشاها سحابه من الدموع .. منذ جائت تلك الهند لم تعجبها النظرات المتوتره التى ترمق بها بزوجها ولا تشنج جسده فى حضورها ، نظرات فاطمه الآسفه . كل هذا كان كناقوس خطر يطرق بلا هواده فى راسها حتى أتت الضربة الفاصله بعد ما سمعت بإسم إبنها .. باسم !! هل تعرفه مسبقاً ؟ هل كان يجمعهما شئ ؟ لمَ تزوجها إذن ...
إرتسمت ابتسامه حزن ساخره على وجهها وهل حقاً لا تعلم لمَ !!!!!
خرج من الحمام بهدوء ورقد بجوارها مولياً ظهره لها كعادته منذ زواجهم المزعوم فهو لم يقربها ولم يحاول يوماً التودد لها كأى عروس وهل لها ان تلومه !
أغلقت عيناها مناشده النوم عله يأتى وينقذها من ضجيج افكارها .....
------------------------------------------------
فى الصباح فى قصر الصاوى
ضبت اغراضها القليلة واغلقت حقيبتها ثم نظرت حولها بحزن فقد تعلقت بالمكان حقاً أحبت حنان فاطمه ، طيبه ندى ، شقاوة هاجر ، هدوء مها ، و لطف الحاج بلال
تنهدت بحزن وخرجت من الغرفه بهدوء ...
دلفت الى المضيفه التى يجلس بهاx الحاج بلال منتويه توديعه قبل ان تمضى فى طريقها
إقتربت منه بهدوء وانحنت مقبله يده باحترام : اشوف وشك بخير يا حاج
بلال : هتمشي لحالك إكده ! ثم ضيق بين حاجبيه وتسائل : كلمتى أمك ؟
ليلى محركه رأسها نفياً : لا هروح علطول
بلال : كيف دى لازماً تكلميهم ثم اشار بيده لهاتف المنزل وهتف : كلميهم جدامى همى
أومأت له ليلى بهدوء واقتربت من الهاتف طالبه للرقم
ليلى : ألو عم عربى انا ليلى جارتكوا ممكن تناديلى امى اكلمها
عربى : .............
ليلى : حاضر مستنيه اهو
انتظرت ليلى على الخط قليلا ثم هتفت
ليلى : إزيك ياما
ام ليلى : انتى الى ازيك عامله ايه مع حماتك العقربه ومراته التانيه
ليلى مبتلعه ريقها : أمم أنا اتطلقت ياما وجايه
ضربت ام ليلى على صدرها صارخه : ايه طلقك ليه عملتى ايه !
ليلى بضيق : معملتش ياما انا الى طلبت الطلاق
ام ليلى : انتى اتجننتى يا بت لييييه
ليلى : مراته حامل ياما وانا معادش ليا لازمه خلاص
ام ليلى متشدقه : ده علشان خيبتك . اسمعى تروحى لجوزك وتتدلعى عليه وتبوسي رجله كمان علشان يردك
ليلى بانفعال : اتحايل ليه انا مش عاوزة الجوازة دى والست ندى متستاهلش كده خلاص دورى انتهى
ام ليلى : بت انتى بلاش كلام التمثيليات ده الناس هتاكل وشنا دى خالتك ام رضوى ما هتصدق تلسن علينا .. هتسمعى الكلام ومفيش مجى والا ودينى هسيبلكوا البيت انتى وابوكى واروح فى داهيه هموتينى ناقصه عمر
ليلى وقد ترقرقت الدموع فى عينيها : حرام عليكى ياما عاوزة تذلينى ليه
ام ليلى بانفعال : اذلك ده ايه جوزك وانتى لسه فى عدتك تقعدى وتفضلى وراه لحد ما يردك مش ناقصين فضايح كفايه فضيحه طلاقك من جوزك الاولانى
ليلى بانهيار : وانا ذنبى إيه
تابع بلال الحديث بتأثر فقد أصبحت ليلى كفرد من افراد عائلته ... أشار لها لتنهى المكالمه فأومأت له
ليلى : انا هقفل ياما مع السلامه
ام ليلى : ايوة كده تبقي بنت بطنى بصحيح يلا سلام
أغلقت ليلى الخط وطأطأت رأسها بإحراج فحديثها المنهك لأعصابها مع والدتها كان على مرأى ومسمع من الحاج بلال
بلال مشيراً لها : تعالى يا بنيتى بدى اتحدت إمعاكى هبابه
جلست ليلى بجواره بخزى فتابع : أمك موافجتش كيف ما توجعت
رفعت عينان متسائلتان له فأكمل : الطلاج مش بالساهل يا بنيتى والأهل معيتجبلوهوشى بالساهل إكده
ثم إبتسم بهدوء وربت على كتفها : مش انتى بتعتبرينى زى جدك !
ليلى : طبعا يا حاج
بلال مبتسماً : لا من إهنه إورايح هتجوليلى يا جدى
ليلى بعدم فهم مردده : من هنا ورايح !
بلال بابتسامه حنون : إيوة من إهنه إورايح لانك مهاتفرجينيش واصل
ليلى فاركه يدها بإحراج : لا يا حاجه مهو أصل ....
بلال مقاطعاً : ولا أصل ولا فصل معاوزش كتر حديت إنتى إهنه فى دارك ثم غمزها وتابع : أمال مين الى هيوجف جمالات عند حدها !!
ضحكت ليلى من بين دموعها ونظرت له بامتمان : ربنا يخليك يا حاج
بلال مستوقفاً لها بإشاره من يده : جولنا إيه
ليلى بحماس : ربنا يخليك ليا يا جدى .....
------------------------------------------------
كعادته مؤخراً ينتظرها عند شجره التفاح العتيده واضعاً يديه فى جيوب بنطاله بثقه . نظرت له بغيظ وهتفت من بين اسنانها : إنت يا جدع إنت موراكش حاجه غيري
نادر بهدوء مستنشقاً الهواء حوله بإستمتاع : هممم هو حد جه جنبك انا بحب اجى هنا بغير جو واشم هوا نضيف
رحمه بضيق : وملاجيتش غير موطرحى !
نادر مقترباً بهدوء بتساؤل عابث : موطرحك !
رحمه زافره : اوووف هتتمألت عليا إياك
نادر رافعاً يديه باستسلام : انا مقربتلكيش ايه الى اياك دى هتلبسينى تهمه
رحمه بغضب : يا صبر ايوووب ثم تحركت منتويه المغادرة فاستوقفها نادر ممسكاً بذراعها : خلاص متزعليش
رحمه نافضه يده بإنفعال : اتجنيت إياك بتمد يدك عليا كيف بدك خوى حمزة يجطعالك ويعلجهالك على السدرة دى
نادر متفاجئاً : السدرة ! انتى بنص لسان !
رحمه متخصره : لا آنى بعشر تلسن تحب تجرب
نادر ضاحكاً : خلاص يا ست العصبيه ما انتى الى بتقولى سدره بصى ثم بدأ فى نطق الكلمه ضاغطاً على كل حرف : ش ج ر ة
يلا قوليها كده
رحمه بعند : سدره
نادر بانفعال : لا ده انتى جاصداها بقي
ضحكت رحمه بانطلاق فتنبه نادر لما نطقه وضحك بدوره : منك لله نشرتى العودى
إستمرت فى الضحك باستمتاع وعيناه تلتهمان قسماتها وكأنها حقاً تفاحته الشهيه التى سقطت على رأسه بفعل الجاذبيه كشجرة نيوتن .......
------------------------------------------------
جلس الجميع على طاوله الإفطار ولكن هذه المره جلست ليلى بجوار الحاج بلال !!
جمالات متشدقه : إنتى لسه هنا
غمز بلال لليلى خفيه ففهمت مقصده ورفعت رأسها بكبرياء وهتفت محدثه جمالات : أه جدى قالى أقعد
جمالات مستفهمه : جدك !
ليلى بثقه متناوله يد بلال ومقبله لها باحترام : ايوة جدى بلال ثم نظرت له وهتفت : صح يا جدو !
أومأ لها بلال محاولاً كتم ضحكته فتابعت : فأنا هنا ضيفه معززة مكرمه ثم نظرت لها فى عينيها وتابعت : زيك بالظبط يا حاجه أم محمد
جمالات بحقد موجهه حديثها لبلال ومشيره بسبابتها جهه ليلى : إنت بجد هتخليها تقعد يا عمى
بلال : ليلى ضيفتى وعندى كيف احفادى وهتفضل فى دارى معززة مكرمه لحد ما يجيها صاحب نصيبها ولا ميجيش إبراحته هتفضل إهنه إمنورانى
محمد بانفعال : متنساش يا جدى إنها لسه فى عدتها
بلال رافعاً كتفيه بلا مباالاه : وإيه فيها دى هى العده مهتخلوصش ولا إيه كلاتها تلات إشهور
ندى ناظره لليلى بسعاده وامتنان : هتنورينا يا ليلى
ليلى بابتسامه مماثله : ده نورك يا ست الستات ويارب تقوميلنا بالسلامه ثم نظرت لجمالات بطرف عينيها وتابعت : وتكيدى العواذل
أصدرت جمالات صوتاً مستنكراً محركه فمها واشاحت ببصرها فى ضيق
تكلم يوسف مغادراً للطاوله : بعد إذنكم هنزل مصر مع باسم أتطمن على الوالده
بلال معاتباً : ما جولتلك يابنى تاجى إتنورنا
يوسف بأدب : ربنا يخليك لينا يا حاج كفايه كرم أخلاقك واستضافتك لينا وبعدين الحاجه مبتسيبش البيت وأختى معاها علطول
حلا بدهشه : أختك !!!
يوسف متلعثماً : ااام عن إذنكوا وغادر مسرعاً قبل ان تلاحقه حلا بأسئلتها فقد زلف لسانه بما كان يخفيه عنها وعن الجميع !!!
------------------------------------------------
السلام عليكم
أجفلت من الصوت الذى فاجأها فنظرت خلفها راده للسلام ثم إبتسمت برقه : أستاذ غيث أهلا بحضرتك
غيث : اهلا بيكى يا آنسه هاجر أنا قولت اسلم لما لقيتك قاعده ثم نظر للكتاب فى يدها وتابع رافعاً حاجبه : بتذاكرى
هاجر بابتسامه : ايوة أصلى ثانويه عامه وحضرتك عارف الظروف فلازم اذاكر انا ماصدقت باسم جابلى الكتب
غيث : همم انتى ثانويه عامه بقي
رفعت الكتاب بيدها وهتفت باسمه : آه إدعيلى بقي اجيب مجموع يدخلنى طب
غيث باسما : طب كمان ده انتى شاطره بقي
هاجر بخجل : بيقولوا
إبتسم لها غيث بحنان : لو عوزتى اى حاجه عرفينى انا بشرح كويس جداً خصوصاً فى المواد العمليه
اومأت له فتسائل ناظراً للقصر : جدى جوة !
هاجر : أيوة أعتقد إنه فى المضيفه
غيث بتفهم : طيب تمام متشكر يا آنسه هاجر بعد إذنك
هاجر : إتفضل
------------------------------------------------
أنهت إفطارها وتوجهت الى غرفتها بصمت لم تريحها نظرات مها لها اليوم .. لا تعلم ولكن حدسها ينبئها أن فى الأمر شئ .. جلست على حافه فراشها تفكر بهدوء فى سبب التوتر الذى إستشعرته من مها اليوم
أجفلت عندما اعلن هاتفها عن وصول رساله
عقدت بين حاجبيتها وتناولت هاتفها لتتسع حدقتاها وهى تقرأ فحوى الرساله : إوعى تفكرى إنى غفلان عنك وزى ما وصلت لرقمك الجديد هعرف أوصلك وقريب أوى يا ياحرمنا المصون !
↚
يمتطى صهوة جواده بهيبته المعتاده من يراه يظنه خلق من حجاره لا من طين كباقى خلق الله لا يبالى بموت زوجته وأم وحيده شامخ كجبل راسخ قوى لا يبالى بشئ . ووالله لو يعلموا ما بداخله من ضجيج يكاد يخنق أنفاسه لبكوا لأشهرٍ بل لسنوات رثاءً لحاله ولكنه حمزة هزمه الحزن قليلاً وفقط القليل وسرعان ما إستعاد قناع الصلابه وشموخ الأمراء الذى تظنه خلق لأجله .. ضيق بين عينيه عندما لمح شخصاً يعرفه حق المعرفة ولكن لمَ أتى ليس من عادته أن يأتى بنفسه . إقترب من ذلك الواقف متكئاً على عصاه ينتظره . ثم نزل عن جواده وإقترب مقبلاً يداه كعادته بإحترام ...
حمزة بحفاوة : حاج بلال بنفسه جاى لحد عندى ده انا أمى بتحبنى صوح
بلال معاتباً : لجيت مبتطلش عليا جلت آجى أطل آنى . ثم أضاف متسائلاً : كيفك يا حمزة يا ولدى ؟
حمزة : الحمد لله يا حاج فضل ونعمه
بلال : يستاهل الحمد يا ولدى
حمزة متناولاً عصا بلال : أجعد يا حاج انت منورنى والله
جلس بلال بهدوء وإتبعته حمزة جالسه امامه بدوره ثم تسائل : نشرب جهوة بجى ثم نظر فى ساعه معصمه وأضاف : دى معاد جهوتك آنى عارف
ثم أشار للسائس فهرول مسرعاً صوبه .
حمزة : خد رماح وجول لعتمان يجهز جهوتى وجهوة الحاج بلال يلا هِم
السائس ساحباً للفرس : أوامر جنابك
نظر بلال لحمزة بتساؤل : كيفك يا ولدى وكيف أحوالك !
حمزة : بخير يا حاج الحمد لله على كل حال
نظر له بلال معاتباً : تجدر تخبى الى جواك على عبد الرحيم نفسه لكن عليا ماتجدرش يا ولد الأسيوطى
حمزة وقد إنهار قناع الصلابه المزعومه : إتوحشتها جوى يا حاج جطعت بيا جوى
بلال مربتاً على كتفه : ربنا يصبر جلبك يا ولدى الموت علينا حج والحى أبجى من الميت ومتنساش يا ولدى هنيه إتعذبت كتير فى تعبها وعذبتك إمعاها
حمزة موافقاً : عارف يا حاج وده الى مصبرنى
بلال : ربنا يكملك إبعجلك يا ولدى .. كنت عاوز أطلب منك طلب يا ولدى
حمزة : طلباتك أوامر فوج راسي يا حاج
بلال بامتنان : جد الجول يا ولدى . ثم اضاف بهدوء : كنت عاوزك إتشغل ليلى إمعاك
حمزة متسائلاً : إمعايا فين ! وليلى مين !
بلال برفق ناظراً حوله : إمعاك إهنى شوفلها اى شغلانه زينه . وليلى توبجى طليجه إمحمد حفيدى
حمزة بذهول : هو طلجها !! لا حول ولا جوة إلا بالله بس عنده حج يا حاج دى مره لسانها عاوز جطعه
بلال ضاحكاً : لأول مره أشك فى حكمك على الناس يا حمزة يا ولدى . ثم اضاف بحزن : ليلى دى زى حالاتك إكده براها غير الى جواتها . براها زى فرسك رماح خيل أصيل جامح عاوز لجام ومدرب جوى بس من جواتها مره مكسورة بس معدنها دهب
حمزة بهدوء : هى مرجعتش ليه لأهلها
بلال متنهداً : هجول إيه يا ولدى مش كل الأهل عزوة
حمزة متفهماً : حاضر يا حاج إبجى إبعتها بكره بس فهمها لو مسمعتش الكلام هزعطها طوالى
بلال ضاحكاً : معلهش يا ولدى إستحملها وإفتكر كلامى زين كل ما تغلط ليلى بت معدنها أصيل
ثم وقف متناولاً عصاه : فتك بعافيه يا ولدى
حمزة مانعاً له : الجهوة جايه ثم نظر خلفه ونادى بصوت جهورى : الجهوة يا زفت يا عتمان ...........
------------------------------------------------
جلست فى حديقه القصر تتذكر ما عايشته فى ليلتها الماضيه تعلم جيداً أن أمها تريد التخلص من عبئها كما تعلم نظره المجتمع للمطلقه .. ألم تعايشها قبلاً ! كانت تخشى العودة وتحرش مصطفى الدائم بها ... تعلمه جيداً رجلاً كأغلب الرجال ينظر للمرأه كجسد لا كروح ... كرم الحاج بلال معها وحفاوة ندى ببقائها ولكن إلى متى !!!
قومى فزى إعمليلك حاجه ولا هو أكل ومرعه وقله صنعه
ليلى ببرود مصطنع : بقولك إيه يا ست أمو محمد انا وانتى زى بعض هنا انتى ضيفه وانا ضيفه لو على الأكل والمرعه ثم أشارت لبطنها الكبير واضافت : فشوفى كرشك الى قرب يجر منك فى الأرض الأول
جمالات بحقد : انتى بتكلمينى انا كده
نظرت ليلى حولها واضافت : والله مش شايفه حد بكرش غيرك هنا
جمالات محذرة : خروجك من القصر ده هيبقي على إيدى ومش هتبقى أى خروجه استنى عليا
ليلى بكبرياء : الى عندك إعمليه ثم نظرت لخلف جمالات وتهللت ملامحها وتحركت : عن إذنك جدى جه هروح استقبله .....
ليلى مقتربه من بلال بلوم مصطنع : كده يا جدى تتمشي من غيري طيب كنت خدنى أغير جو معاك
بلال ضاحكاً : الخروجه دى كانت علشانك يا بتى
ليلى بعدم فهم : علشانى أنا !
أومأ لها بلال : تعالى نجعد علشان أفهمك .....
بعد قليل
ليلى : انا اشتغل مع الاندر تيكر ده
بلال باستفهام : اند إيه ؟
ليلى ضاحكه : تيكر يا جدو مهو شبه المصارعين أعمله ايه يعنى
بلال ضاحكاً : يخرب مطنك بت
ليلى ضاحكه : تدووووم عليك الضحكه يا سيد الكل
بلال متستائلاً : طيب جولتى إيه ؟
ليلى باستسلام : قولت لا إله الا الله مقدرش اكسر كلمتك يا جدى
بلال مربتاً على وجنتها : محمداً رسول الله . بنت أصول يا بتى ربنا يبارك فيكى ......
------------------------------------------------
إنطلقت تركض خلف حيدر وسام بانطلاق ضاحكه تلهث : قطعتوا نفسي يا ولاد استنوا
محمد من خلفها : ندى
إلتفتت له فاشار لها لتقترب
إقتربت منه بتساؤل فنظر لها بلوم : ينفع الجرى ده والى فى بطنك
ندى بإدراك : ياخبر أنا نسيت نفسي ثم نظرت فى إثرهم بحنان وأردفت : جمال أوى يا محمد ثم تلمست بطنها بحنان واضافت : ياترا إبننا هيبقي شكله إيه
إبتسم لها بحنان وقرص وجنتها : وإيش عرفك إنه ولد
ندى بدلال : إحساس
إقترب حاملاً لها وغمزها بمكر : يسلملى الحساس
------------------------------------------------
دلف إلى غرفته منهكاً بعد يوم مرهق قضاه مع عائلته يقضى متطلباتهم مناشداً الراحة
نظرت له حلا بلوم : حمد الله على السلامه
يوسف بإرهاق : الله يسلمك يا لولو . ثم تهالك على المقعد بجوارها : يااااه كان يوم طويييييل والسفر كمان متعب الله يعينه باسم هو ومحمد
حلا : مامتك عامله إيه ثم اضافت بسخرية : واختك !
يوسف باقتضاب وقد وقف فاتحاً أزار قميصه : كويسين
حلا : ليه يا يوسف !
يوسف بتساؤل : ليه إيه ؟
حلا : ليه خبيت إن عندك أختك
يوسف بلا مبالاه ظاهريه وهو يكمل خلع قميصه : عادى مجاتش مناسبه
حلا بانفعال : نعم هو ايه الى مجاتش مناسبه هو انا بقولك انت مربى كام قطه فى بيتكوا إزاى تخبى حاجه زى دى اصلاً
يوسف بانفعال مماثل : الى حصل
حلا بغضب : الى حصل ! انا عاوزة افهم دلوقتى إيه السر الى فى حياتك والى بقيت متأكده ان له علاقة باختك يا كده يأما .. كل واحد يروح لحاله
يوسف بعصبيه : انتى اتجننتى ايه الى بتقوليه ده
حلا بغضب : الى سمعته الجواز ثقه والى بيننا اكبر من الثقه الى بيننا مبادئ مقتنعين بيها وقضيه بنضحى بنفسنا علشان قناعتنا بيها والآخر تخبى عليا !! للأسف يا حضره المحامى المحترم ده ملهوش غير معنى واحد كل اساساات علاقتنا ضعيفه وبلا معنى
يوسف بضيق : مش لازم كل حاجه تعرفيها
حلا بنفس الضيق : يبقي ملهاش لازمه العلاقه الى مبنيه على الخداع
يوسف بذهول : خداع !
حلا بتصميم : أيوة خداع وزيف
يوسف بانفعال : أنتى عاوزة إيه دلوقتى
حلا بعناد مكتفه يديها أمام صدرها : عاوزة اعرف إيه حكايه اختك دى
يوسف بإنفعال : عاوزة تعرفى إيه ها ! عاوزة تعرفى إن أختى مشوهه علشان كده مبتقدرش توري وشها لحد
حلا ذاهله : إيه إزاى مين عمل فيها كده
يوسف ساخراً : أبويا
حلا وقد اتسعت حدقتاها : أبوك !
جلس يوسف على حافه فراشه بشرود وقد عاد به الزمن لسنتان ماضيتان : أختى كانت بتحب زميلها فى الجامعه من أول سنه دخلتها فيها لما إتخرجوا إتجوزوا أول ما لقى شغل ثم تنهد مضيفاً : وبعد شهرين من الجواز عمل حادثه ومات
حلا بأسي : مات
أومأ لها يوسف وتابع : أيوة مات وسابها محطمه فضلت تتعالج من الإكتئاب شهور وبعدها شوفنالها شغل علشان تتلهى فيه وتحاول تنسي ثم صمت قليلاً وأضاف : كانت بتتأخر فى شغلها كل يوم وده كان سبب مشاكل كتير بينها وبين بابا
ثم توحشت ملامحه واردف : وفى يوم جه واحد إبن حرام وقال لأبويا إنها بتروح شقتها كل يوم وو إنها بتقعد فيها ساعه وتنزل وان فى واحد بيروحلها
كتمت حلا شهقتها بيدها فتابع : راح زى المجنون كسر الباب لقاها لوحدها فضل يضربها ويسألها مين الى بتقابله من ورانا وهى تحلفله انها بتروح لانها بتحس إن جوزها لسه حوليها فى البيت .. طبعاً مصدقهاش وقالها أنا هولعلك فى الشقه دى ودخل جرى الى لقاها قدامه انبوبه البوتاجاز فتحها وساب الغاز يتسرب وزقها علشان تخرج وهى ماسكه فى الكرسي مش عاوزة تخرج زقها طلعت من الباب وهو ولع النار ورمى الولاعه فى الشقه زقته وبقوا الاتنين جوة الشقه والنار حوليهم من كل حته هو أغمى عليه لانه كان عنده ربو ومات فى ساعتها وهى الناس خرجوها بأعجوبه بحروق من الدرجه الاولى وكله بسبب حيوان معندهوش ضمير والى عرفناه بعد كده انه كان بيحاول يتحرش بيها وهى منعته وعلشان كده إنتقم منها وأمى لما عرفت بالى حصل بقت زى ما شوفتيها مشلولة ... صمت طويل لفهما لفتره حتى قطعه هو وقد ترقرقت عيناه بالدموع : إرتاحتى يا حلا !
حاولت الكلام فاستوقفها بيده واضاف : طبعاً لأ علشان كده كل ست مظلومة بشوف فيها أختى الكلب الى معرفتش أوصله وآخد بتارى وتارها منه بشوفه فى كل كلب بيظلم واحده
إحتضنته بحنان بدموعها التى تنهمر بلا توقف فاجهش فى البكاء بين أحضانها ثم إبتعد بعد فترة ناظراً فى عينيها وهتف برجاء : إوعيدنى يا حلا ندافع عن كل واحده مظلومه ونجيب حقها من يوم ما عرفتك وانا عرفت إنك إنتى الى أنا عاوزها بس بعد كده حبيتك بجد إوعدينى تفضلى تدعمينى فى قضيتى
حلا متلمسه وجهه بحنان : أوعدك ....
-----------------------------------------
↚
فى الصباح توجهت ليلى بصحبه أحد الغفر الى مزرعه الأسيوطى للخيول كما طلب منها الحاج بلال بعد إنتهاء وجبة الإفطار ... كما رأته أول مرة بهيئة المصارعين التى تشعرها بالضئاله بجواره لمحها فشمخت بأنفها بكبرياء وتقدمت نحوه .. ليلى : جدى قالى إنى هشتغل هنا
حمزة مضيقاً عينيه باستفهام : جدك !
ليلى بتأكيد : أيوة جدى بلال فيها حاجه دى
حمزة : لع مفيهاش
ليلى متلفته حولها : أنا شايفه إن المكان كله أحصنه هو انا هشتغل إيه هنا !
حمزة : إنتى هتوبجى التومرجيه إبتاعتى
ليلى بسخريه : تومرجيه وبتاعتك و هو انت دكتور
حمزة : إيوة داكتور وهمى معايا هنكشف على فرحانة
ليلى : فرحانة وإيه الى مفرح بسلامتها
حمزة باقتضاب متحركاً صوب الإسطبل : ورايا
ليلى مقلده له بهمس : ورايا
حمزة ملتفتاً لها : جولتى حاجه
ليلى بابتسامه سمجه : لا يا بلدينا ماقولتش إتكل على الله
حمزة مكملاً طريقه : يارب ماجتلهاش الحورمه دى
دلفا الى إسطبل الخيول وأقترب حمزة من فرسة بيضاء مربتاً على ظهرها برفق .. ثم هتف : لافينى عده الكشف
ليلى ببلاهه : عده إيه !
حمزة بنفاذ صبر مشيراً لحقيبه سوداء موضوعه فى أحد الأركان : أهى جارك همى
هرولت ليلى الى الحقيبه وحملتها ثم هتفت : هى تقيلة كده ليه إنت حاطت فيها إيه ظلط !
تناول حمزة الحقيبه فاتحاً لها دون رد وأخرج منها حقنه كبيرة وأشار لها لتقترب
ليلى رافعه يدها بخوف : أنا متطعمه على فكره
حمزة : دى مش ليكى دى لفرحانه همى إمسكيهالى
ليلى مقتربة : أمسكها إزاى
حمزة : إسندى راسها على كتفك إكده
ليلى مبتعده كمن لدغتها حيه : أسند راسها وعلى كتفى انت بتهزر صح
حمزة بانفعال : جلت إمسكى راسها معاوزش كتر حديت
ليلى مقتربه بخوف وفور أن همت بإمساك رأس الفرسة زمجرت فرحانه فابتعدت ليلى راكضه لخارج الإسطبل : يماااااااااا الحقووووونى
حمزة ولم يستطع كتم ضحكته : الله يسامحك يا حاج بلال جبتلى بلوة ....
------------------------------------------------
إختفت بعد حديثها مع جده . لم يعتد مراقبتها ولكن هدوء القصر لم يريحه .. أقبل على جده مقبلاً يده باحترام ثم جلس جواه متسائلاً : أمال ليلى فين مش سامعلها حس تكونش عقلت والعياذ بالله
بلال بإقتضاب : راحت شغلها
محمد بتساؤل ذاهلاً : شغلها !
بلال موضحاً : إيوة ليلى نفسها عزيزة وكان لازمن تشتغل علشان توافج تجعد فشغلتها فى مزرعه الأسيوطى
محمد واقفاً بغضب : وهتشتغل إيه فى مزرعه الأسيوطى
بلال بهدوء يخفى حيرته : عتشتغل ممرضه للداكتور حمزة
محمد طاحناً أسنانه : حمزة جوز هنيه
بلال بتأكيد : إيوة هو
محمد بانفعال : وتشتغل عنده ليه هى مزرعتنا مفيهاش شغل
بلال : لازمن تشتغل عند حد غيرنا علشان متفكرهاش صدجه منينا
كانت ندى قد إستمعت لحوارهما مصادفة وهى تبحث عن حيدر فاندفعت الى الغرفه وعيناها تقدحان شرراً : وإنت بتسأل ليه يا باشمهندس
محمد وقد أجفله دخولها المفاجئ : آآآبداً سؤال عادى يعنى
ندى بانفعال : والله عادى سبحان الله الى يشوفك يقول هترتكب جناية فى حمزة
نظر محمد لجده مناشداً العون فهتف بلال : تعالى يا ندى يا بتى جوزك كان بيسأل عادى متكبريش الموضوع دى برضك ضيفه عندينا
ندى بضيق : ده منظر واحد بيسأل عادى ثم وجهت حديثها لمحمد وقد ترقرقت العبرات فى عينيها : لو وحشاك أوى كده ردها مستنى إيه وبدون إنتظار رد إندفعت خارجه من الغرفه تسبقها دموعها
بلال بلوم : روح حصل مرتك يا ولدى ومتخربش على روحك
ثم نظر له نظرة ذات مغزى وهتف : الحمل الى كنت عاوزه وحوصل وليلى وطلجتها بكيفك محدش غصبك تطلجها
ثم إقترب مربتاً على كتفه : روح راضى مرتك والمأذون آنى كلمته علشان طلاجك من ليلى يوبجى رسمى
نظر له محمد بضيق ثم إندفع خارجاً من الغرفه
جلس بلال شارداً يفكر فى أحوال عائلته التى لا ترضيه يعلم محمد جيداً فهو متملك لأقصى درجه قد لا يحب ليلى ولكنه أبداً لن يرضى أن تكون لغيره .. وذلك بعد حمل ندى أبداً لا يبشر بخير ......
------------------------------------------------
نظر لسام من شرفة غرفته يطالعه بأسى وكأن جزء من روحه يفارقه كلما رآه ووالدته .. يحاول تجنبها منذ أتت كلما نظر لطفلها شعر بالحقد نحوها ووالدها .. ذلك الطفل كان له لولا ما فعله والدها .. وهى !
نعم يلومها كيف إستطاعت أن تمنح نفسها لغيره . كيف قبلت أن يحمل رحمها طفل لغيره . كيف !!
تربيتة على كتفه إيقظته من شروده فالتفت مواجهاً لها ... مها !! تلك التى لا يعلم ماهية علاقته بها
مها مشيرة برأسها لسام : إسمه باسم على فكرة
باسم بذهول : بتقولى إيه !
مها : بقولك إسمه باسم ثم صمتت قليلاً وتابعت : كنت بتحبها صح
نظر لها بصمت ثم أشاح ببصره فتابعت : مش لازم تقول بس عينيك وعينيها بيقولوا
إلتفت لها فابتسمت بأسى : أنا هساعدك يا باسم
باسم مضيقاً بين عينيه بشك : يعنى إيه !
يعنى قرب إنت منها رجعوا الى فات لسه الوقت مفاتش ويمكن ربنا جمعكوا تانى علشان ليكوا نصيب فى بعض
باسم مشيحاً ببصره : معادش ينفع يا مها
مها برفق : هند بتحبك يا باسم الأعمى هيشوف حبها فى عينيها وبعدين فكر شويه ليه خبت عنك إسم إبنها ... شرد فى الفراغ فتابعت : ولو عليا متقلقش أنا الى هطلب الطلاق هفهمهم انى مش عاوزاك واننا مختلفين عن بعض ومش مرتاحين سوا
باسم : إنتى مجنونه فى واحده تقول لجوزها كده !
مها بحزن : أنا مش زى أى زوجه يا باسم ولا ده جواز وانت متستاهلش كده
ثم إبتسمت له بامتنان وهتفت : الى عملته معايا عمرى ما هنساهولك أبداً وجه وقت رد الجميل
باسم بضيق : جميل !
مها بتأكيد : طبعاً جميل إنت سترتنى وأنقذتنى من الموت وأهلى من الفضيحه لما ده مش جميل أمال إيه الى يتسمى جميل ثم تصنعت المرح هاتفه : وبعدين كده هنعرف نحدد شكل لعلاقتنا وشكل أجمل وأنبل ثم مدت يدها باسمه : ها أصحاب !
بادلها باسم الإبتسامه ماداً يده : أصحاب
نظرت مها للأسفل ثم غمزته : حبيبه القلب لوحدها أهى فرصه روح وواجهها بكل الى جواك إتعاتبوا وإتصافوا وأنا هخلى بالى من هنا علشان محدش يشك
إبتسم لها باسم بإمتنان وهرول لخارج الغرفه
نظرت لتلك الجالسه تراقب إبنها بإبتسامه باهته . لم يعد من حقها أن تحلم ، لم يعد من حقها أن تشعر ، ما فرطت به قبلاً دون وعى ستدفع ثمنه من إحتراق روحها ونيران جحيمها الأبدى ، لن يكون لها زوجاً ولكنها أبداً لن تفرط فى صداقه مثله !!
------------------------------------------------
جلست حلا تكتب فى مدونتها على موقع التواصل ( كونى قويه ، عزيزة ، آسرة ، كونى مصدر العطاء ومنبع الأمان ، كونى رمز العزة والكبرياء ، كونى ما خلقتى عليه ، لا ما أرادوا أن تكونين ، اصرخى ، كسري القيود حول معصمك والاغلال التى تخنقك ، كونى قوية بربك لا بخلقه ، وتوكلى على الله فهو وحده حسبك ونعم الوكيل )
يوسف مصفقاً : الله قولى كمان يا ست لولو إشجينى
ضحكت حلا بإستمتاع وهتفت : هقول وأقول وجو حبيبي ورفيق كفاحى هيقول معايا
ضحكا باستمتاع فقاطعتهم طرقات منتظمه على باب الغرفه
يوسف : أدخل
دلفت ندى على إستحياء وهمست : أنا أسفه بس كنت عاوزة حلا شويه ممكن !
حلا بترحاب : طبعاً إتفضلى
يوسف متنحنحاً : طيب عن إذنكوا أنا هشوف باسم ثم خرج وأغلق الباب خلفه
حلا باسمه : واقفه ليه تعالى أقعدى يا ندى دى أول مره تدخلى أوضتى
ندى بتوتر : ك كنت عاوزة آخد رأيك فى حاجه
حلا بإهتمام وقد إعتدلت فى جلستها : خير !
ندى فاركة يدها : ب بصراحه إنتى أكيد عارفه ظروفى
أومأت لها حلا فأكملت بحزن : مش عارفه يا حلا حساه زعلان إنه طلقها من يومها حساه بعيد وسرحان والآخر سمعته بيكلم جدى النهارده ومتعصب جداً انها هتشتغل مع حمزة ابو حيدر
حلا بلوم : للأسف إنتى السبب
ندى بذهول : أنا
أومأت لها حلا : أيوة إنتى انا سمعت حكايتك كامله من يوسف انتى قبلتى تعرفى إنه إتجوز مرة ورا مرة وتعرفيه كمان إنك عرفتى وفى الآخر بنفسك جايباله عروسة !!ومستغربة إنه جاف معاكى
ندى بحزن : كنت فاكره إنى مش بخلف و...
حلا مقاطعة : وإيه يعنى مبتخلفيش هو بإيدك ولا إنتى الى منعتى نفسك ده قضاء ربنا وبعدين إفرضى هو مكانش بيخلف كنتى هتعملى إيه
ندى : والله كنت هتحمل علشانه وكان ممكن أتبنى معاه طفل واحمد ربنا على كده
حلا : بالظبط التفانى ثم اضافت برفق : إننى متفانيه زياده عن اللزوم يا ندى
ندى متسائلة : طب والعمل
حلا : إدى أد ما تاخدى يا ندى الحياه أخد وعطاء مش عطاء و بس ولا أخد بس هما كفتين مينفعش واحده تتطب لازم يبقوا فى نفس المستوى ثم همست بتساؤل : فاهمانى
ندى بإقتناع : فاهماكى ....
------------------------------------------------
تحرك خلفها بضيق ينتوى إيصالها للقصر ولكنها تركض امامه كفرسه تعدو فى سباق
إستوقفها هاتفاً : إخلعى الهباب الى فى رجلك دى حاسس كإنى برمح ورا فرسه حدوتها مفكوكه منيها
ليلى بغرور : ده خلخال إيش فهمك إنت يا أخو كين فى الحاجات دى
حمزة بإستفهام : كين !!
ليلى متخصرة : إيه متعرفهوش
حمزة بإستخفاف : لا معارفهوش يا أمو المفهومية
ليلى متخصرة : بتتريق ده واحد ضخم شبهك وتحسه قفل كده شب .. وإبتلعت باقى كلمتها عندما إقترب منها فجأه قابضاً على معصمها وهتف من بين أسنانه : بصى بجى لو أهلك مربوكيش على إنك تحترمى الراجل الى جدامك ولا جوزك لهفك جلمين نزل صف إسنانك فى بجك وده خلاكى سايجه فيها ف لحد عندى وتجفى فاهمه ولا أعيد !
ليلى نافضه يده بغضب : لا مش فاهمه وورينى هتعمل إيه
حمزة بغضب : إتجى شرى أحسنلك
ليلى : خلاص أنا هسكت بس مش علشانك
حمزة بتساؤل : أمال علشان إيه !
ليلى مغيظه له : علشان إنت ضخم وممكن تضرنى ... وقبل أن ينطق كانت قد إختفت عن أنظاره ...
------------------------------------------------
جالسه تتابع النظرات المستتره بينهم بحزن داخلى ولا مبالاه ظاهريه تمزح مع الجميع وكأنها عروس سعيد
دلف نادر الى القصر بحماسه المعتاد وهتف مساء الخير يا أهل الدار
رد الجميع التحيه فاقترب نادر من اخاه وهمس : أمال فين بطوط
باسم : فى أوضتها ليه !
نادر : عاوزك فى موضوع مهم إنت وهى
باسم : خير !
نادر هامساً : لأ مش هنا تعالا فى أوضه بطوط
إستأذنا من الجميع وتحركا الى غرفه والدتهما
فى داخل الغرفه جلس باسم بجوار والدته على السرير ثم هتف بتساؤل : ها أدي بطوط أهى إتفضل إتكلم
نادر : بصوا بقى بصراحه كده ومن الآخر أنا نويت اخطب
تبادل كل من باسم ووالدته النظرات ثم أعاد باسم نظره له هاتفاً : طيب ما نستنى لما نرجع مصر ملقيتش غير هنا تفاتحنا فى الموضوع ده
نادر : علشان العروسه من هنا
باسم بذهول : نعم إنت لحقت
نادر بحركه مسرحية : الحب يا بسوم يدق الابواب فى أى وقت زى الإدمان بالظبط
باسم مازحاً : ومين تعيسة الحظ الى أمها داعية عليها دى فى ليلة القدر
نادر معاتباً : الله يسامحك على فكرة
باسم ضاحكاً : إخلص يا غلس
نادر : رحمه أخت حمزة الإسيوطى
↚
دلف إلى غرفة نومهما فوجدها جالسه أمام المرآه تصفف شعرها ترتدى قميص نومها المفضل لديه ... تتبعت عيناه قطرات الماء المنسابة على جيدها فابتلع ريقه وأقترب منها متلمساً خصلاتها الرطبه بأنامله وبيده الحره يتحسس كتفها العارى ناظراً لها فى المرآه ثم إقترب هامساً فى أذنها بإغواء : إنتى محلوة أوى كده ليه النهارده
أبعدت يده برفق وإلتفتت له وهى تهم بالوقوف : أنا حلوة كل يوم مش النهارده بس
محمد مقترباً بخطورة هامساً أمام شفتيها : أنا عارف
إقتربت منه بإغواء حتى لامست شفتاها شفتاه وهمست : كويس
ثم إبتعدت عنه متوجهه نحو سريرها
تحرك محمد نحو دولاب ملابسه وأخرج ملابس مريحه للنوم وهتف متوجهاً للحمام : هاخد دوش سريع وجايلك ثم غمزها وتابع : متناميش
نظرت للباب الذى إختفى خلفه بمكر وإستندت برأسها على ظهر سريرها وهمست لنفسها : مكنتش حابب ندى المطيعه متزعلش يابن عمى من الى جاى
خرج بعد قليل يجفف شعره ثم أبعد المنشفه عن شعره المشعث بطريقه محببة وإقترب جالساً على الفراش جوارها ثم إقترب منتوياً تقبليها هامساً أمام شفتيها : وحشتينى
أشاحت بوجهها بثقه الى الجانب الآخر وإنزلقت فى فرشتها مولية ظهرها له ثم هتفت : تصبح على خير يا إبن عمى متنساش تقفل النور
نظر لظهرها المقابل له بذهول أتلك ندى ! إبنه عمه وزوجته المطيعه الخانعه .. زفر بضيق وإنحنى مغلقاً النور بجوار سريره ثم شبك ذراعيه خلف رأسه مستنداً عليها بتفكير .........
------------------------------------------------
نظرت للشارد أمامها بضيق تعلم ما يشغله ولكن ما حيلتها معه فقد حسمت أمرها هو يستحق الأفضل وهى .... حقاً تستحق ما نالت .. زفرت بهدوء ودلفت إلى الحمام لتتوضأ
خرجت من الحمام بعد قليل وتوجهت الى دولاب ملابسها ثم إرتدت إسدالها وجلست تؤدى فرضها ... نظر لها ثم إرتسمت إبتسامه حنون على ثغره ودلف للحمام ليتوضأ بدوره
خرج من الحمام فوجدها ساجده تناجى ربها . فكبر وبدأ فى أداء فرضه ....
أنهى صلاته ونظر لتلك الجالسه فى شرفه الغرفه تناجى نجوم السماء فتحمحم منبهاً لها ... إلتفتت له بابتسامه حزينه والدموع تتلألأ فى مقلتيها ثم أعادت وجهها ناظرة للسماء : تفتكر ربنا ممكن يقبل توبتى
إبتسم لها باسم بحنان وربت على كتفها ناظراً للسماء : ربنا غفور رحيم يا مها ثقى فى كده ثم أعاد نظره لها متسائلاً : أول مره أشوفك بتصلى
أومأت له وهمست : وأول مره أحس براحه من ساعه .. واختنقت باقى الكلمات بحنجرتها
باسم بهدوء : إنسي يا مها ثم إستند على سور الشرفه وتابع بشرود : عارفه انى كنت فاكر انك بنت انانيه دلوعه مبتفكرش غير فى نفسها بس ...
مها تحثه على المتابعه : بس إيه !
نظر لها بامتنان وتابع : بس طلعتى بنت جدعه بجد
مها بابتسامة ساخرة : جدعه إزاى بقي
باسم مؤكداً : طبعاً جدعه وبتفكرى تسعدى الى حوليكى لو مكنتيش جدعه مكنتيش عرفتينى إن هند سمت إبنها على إسمى ولا ساعدتينى أفتح قلبى ليها .. ثم زفر بارتياح وتابع : عارفه اانا بقالى سنين عايش على ذكرى وفاكر إنها باعتنى بس معرفتش اكرهها ولا عرفت أكمل حياتى بس .. ثم نظى لها وتابع : بس إنتى كنتى السبب فى إنى دلوقتى مرتاح ثم تابع بحماس قريب هتطلق وتخلص عدتها وهتجوزها
نظرت لها باسمه وهمست وقلبها يتمزق ألماً لحالها : ربنا يسعدك انت راجل وتستاهل كل خير
إبتسم لها وأردف : وانتى كمان يا مها ربنا يبعتلك إبن الحلال الى يفرحك
مها منهيه الحديث بمزاح زائف : يلا ننام بقي أحسن خلاااص هقع من طولى
باسم بتفهم : يلا ...
------------------------------------------------
أقبل الصباح وعلى طاولة الإفطار
حلا مقتربه من ندى بهمس : ها إيه الأخبار طمنينى
ندى مبتعده عن زوجها بهمس : بالظبط زى ما إتفقنا ده كان هيتجنن
حلا محاوله إخفاء ضحكتها : أحسن باين عليه منامش أصلا
ندى باسمه : باين كده
جمالات : بتتوشوشوا فى إيه على الصبح كده
نظرت كل من حلا وندى لبعضهما فهتفت ليلى : وإنتى شاغله نفسك بيهم ليه يامو محمد ولا صعبان عليكى يضحكوا ثم نظرت لحلا وندى اللتان تحاولان كتم ضحكتهما وهتفت مازحه : متكتموش فى نفسكوا إضحكى يا اختى منك ليها ثم نظرت بجانب عينيها لجمالات وتابعت : والى مش عاجبه يارب كرشه يدلدل أكتر ما هو
لم تستطع ندى كتم ضحكتها اكثر فنظر لها محمد بلوم ثم أعاد نظره لليلى وهتف من بين أسنانه : إصطبحى وقولى ياصبح
رفعت رأسها بشموخ وهمست : أهو المحروس لسانه كله ثم تابعت بصوت مرتفع : على صوتك علشان أمك مبتسمعش كويس ثم إقتربت من أذنها هاتفه : صح يامو محمد
جمالات صارخه : الله يحرقك انا عارفه ايه البلوة الى المحروسه مراتك بلتنا بيها
ليلى مربته على كتفها : معلش يا حاجه هدى نفسك انتى عضمه كبيره أحسن يطقلك عرق يخلص عليكى ثم همست بصوت مسموع ويريح البشريه من شرك
ثم وقفت مقبلة يد بلال : أنا رايحه يا جدى أحسن الاندر تيكر زمانه بيعمل الفينيش فى عتمان .....
------------------------------------------------
مع إقترابها من المزرعه وجدت حاله من الهرج تعم المكان ضيقت بين عينيها بشك وهمست محدثه نفسها : ما داهيه ليكون عمل الفينيش فى الراجل بصحيح ثم تشدقت مقتربه : قادر ويعملها ربنا على الظالم والمفترى وإبن الأسيوطى
ليلى بتساؤل وعيناها تدوران فى المكان حولها : فى إيه يا عتمان ما انت سليم أهو
عتمان بتساؤل : سليم كيف يعنى !
ليلى : لا ولا حاجه ثم تسائلت بفضول هو فى إيه
عتمان بسعاده : ريحانة بتولد
ليلى مصفقه بحماس : الله هى مراتك حامل
عتمان ضاحكاً : مراتى كيف دى الفرسه الى كنا معشرينها مع رماح فرس الداكتور حمزة
ليلى بفهم : آآآآه ثم أسرعت هاتفه : أما أروح أتفرج
وقفت تتابع ولاده الفرسه وأنامل حمزة وهى تحاول تخليص المهرة من رحم أمها بمهاره
لاحظ حمزة وجودها فهتف : همى ساعدينى
إقتربت منه ناظرة للدم بتقزز وهتفت : أساعدك إزاى
حمزة بعملية : إسحبى رجل المهر
إمتدت يداها المرتعشتان الى قدم المهر وسحبت أقدامه محاوله السيطرة على نوبة الغثيان التى اصابتها من رائحه الدم
أنهى حمزة عمله وتمت ولاده المهرة بنجاح فابتسم حمزة بسعاده لتلك التى تقترب منه بعد أن عاونته على ولاده مهرته الجديدة .. تشوشت الرؤية امام عينيها وإستندت بيدها على كتفه وبدون مقدمات أفرغت ما بمعدتها على حذائه
حمزة ناظراً لها بإشمئزاز : إخس الله يجرفك ع الصبح
ليلى وهى بين الوعى واللا وعى : الف مبروك الى جابلك يخليلك تتربى فى عزك وسقطت بين يديه فاقده للوعى ..........
------------------------------------------------
يا حاج بلال يا حاج
بلال : فى إيه يا ولد الفرطوس
الغفير لاهثاً : فى راجلين عاوزين يجابلوك
بلال : دخلهم المضيفه وآنى جاى ....
طرقات منتظمه على باب غرفتها اجفلتها : أدخل
سعدية وهى تفتح باب الغرفه : الحاج بلال عاوزك فى المضيفه يا ست هند
هند مضيقه بين عينيها مشيره لنفسها بسبابتها : عاوزنى أنا
سعديه : إيوة يا ست
خرجت هند من غرفتها فى نفس وقت خروج باسم فنظر لها بتساؤل : رايحه فين
هند بتوتر : مش عارفه الحاج بلال عاوزنى
باسم بتعجب : الحاج بلال
هند منصرفه من أمامه : ربنا يستر
دلفت الى المجلس بأقدام كالهلام فقد تعرفت على الاصوات بداخل الغرفه فهى لوالدها وزوجها ....
إقترب منها والدها منتوياً صفعها : كنتى فين يا بنت ال... فضحتينى
بلال مستوقفاً له : إهدى يا حاج ميصوحش إكده
أبو هند : ويصح تهرب بابنها ترضاها يا راجل يا صعيدى يالى بتفهم فى الأصول
إندفع باسم الى داخل الغرفه يلحقه يوسف الذى أتى على الصوت المرتفع
باسم محاولاً تخليصها من يد والدها : إبعد عنها هتموت فى إيدك
هند ببكاء : إلحقنى يا باسم
هب زوجها من مقعده عندما إستمع لإسمه ولكمه لكمه أرجعته بضعه خطوات للخلف وهتف من بين أسنانه : كنت متأكد ان فى حد ثم نظر لها بكره وأضاف : بقى هو ده ال سيبتينى علشانه
بلال بانفعال : إحفظ إلسانك ده جوز حفيدتى وإلا هخلى الغفر يجطعوك ويعلجوك على الشجره الكبيره الى فى الجصر
هند برجاء : ابوس إيدك يا بابا سيبنى
والدها لاطماً وجهها بصراخ : بس يا بنت ال..... أسيبك ده انا أدفنك مكانك وارتاح منك
يوسف متدخلا بانفعال : إنت فاكرها سايبه ده إسمه تهجم على حرمه بيت يعنى لو الحاج بلال قتلكوا مياخدش فيكم ساعه
زوجها بسماجه : لا يقتلنا ولا يقتله ثم نظر لها هاتفاً : انتى فكرك لو خلعتينى ولا حتى طلقتك من نفسي ثم أشار لباسم متابعاً : هتقدرى تتجوزيه !! فى نفس اليوم إبنى هيكون فى حضنى ومحدش يقدر يتكلم ولا الأستاذ الى بيقول تهجم ده
هند ببكاء : لا إبنى لا إلا إبنى
ربت على وجهها بحقد وهتف : جدعه يبقي ترجعى معايا وتعيشي زى أى ست محترمه
نظرت لوالدها برجاء فاشاح ببصره عنها
إندفع باسم نحو زوجها يتبادلان اللكمات حتى إندفعت الدماء من فم باسم تدخل يوسف مسانداً لصديقه فنال ما ناله من ذلك الثور الهائج المدعو بزوجها
صرخت هند جاذبة إنتباههم : كفايه أنا راجعه معاك
ترك باسم تلابيب زوجها فنفض الآخر ياقته ونظر له بانتصار وهتف محدثاً لها : لمى هدومك وهدوم ثم نظر للذاهل امامه وهتف بحقد مكملاً : باسم بسرعه وحصلينا على العربية باسم قاعد فيها مع أمك
نظرت لأبيها برجاء فبادلها النظرة بأخرى بها من الجفاء ما يقتلها حيه
حركت نظرها بين باسم ويوسف وهمت بالخروج فهتف باسم : متمشيش يا هند
همست ببكاء : آسفه ... اندفعت لخارج الغرفه تجر اذيال الخيبه تحتضن مصيبتها وتربت على حقها الضائع بين أب لا مبالى بسعاده إبنته وزوج لا نخوة لديه و حبيب مكلوم للمرة الثانيه .. أى حياة تنتظرها وأى حياه تتمناها . أى أب ذاك وأى ام تلك . هل ينتظرا حياه سوية ينشأ بها وحيدها ! وذلك الغريب الذى تربطه بها ورقه بالية ماذا ينتظر من زوجه كارهه حاقده اجبرت على حياة يرفضها عقلها قبل قلبها . إينتظر حياة كسائر البشر .. كم هو واهم !!!!
------------------------------------------------
أفاقت على صفحه من يد ككتله الحجارة فنظرت حولها بزعر هاتفه : مين فين انا مين
حمزة بسخرية : إنتى فى الزريبة
ليلى متلفته حولها : زريبه ! أنا إيه الى جابنى هنا
حمزة : غميتى لما شفتى الدم متخافيش كشفت عليكى وأديكى اها زى الجرده
ليلى ذاهلة : قرده أنا قرده ثم عقدت حاجبيتها وهتفت بحقد : صحيح هستنى إيه من دكتور بهايم
حمزة محاولاً كتم ضحكته فكلمتها تلك ذكرته بأخته رحمه : جومى يا مرة كفاياكى سلبطه عاد
ليلى بغيظ : متقوليش مرة
حمزة مغيظاً : عاوزانى اجولك إيه يا دكر !!
اااه صوح ما إنتى حورمه بشنبات
ليلى متلمسه موضع شاربها ثم إنتبهت لتصرفها عندما لمحت ضحكته الجانبية فاخفضت يدها بسرعه هاتفه : ده كان تراب علشان فى تور وقعنى على وشي
حمزة مقترباً بخطورة : تانى مره تعيديها هركبلك لجام كيف فرحانه واجطعلك إلسانك الى متبرى منيكى دِه
ليلى واضعه يدها على فاها بذهول : هى سايبة يا جدع إنت ولا فاكرنى هسكتلك
حمزة رافعاً حاجبه باستفهام ساخر : وهتعملى إيييه !
ليلى بعناد : هدعى عليك ربنا يفس عضلاتك وينفخ وشك وميتعرفلكش وش من قفا
حمزة ولم يعد قادراً على كتم ضحكته : والله إنك مرة مجنونه
ليلى ناهضة بانفعال : متقولش مره
حمزة ناظراً لخلخالها بسخرية : طيب إخلعى الحدوة أحسن تتكفى على سحنتك تتشلفط اكتر ماهى
ليلى شاهقه : سحنتى أنا
حمزة وقد وقف منصرفاً مشيراً برأسه لوجهها : إيوة سحنتك دهى ثم تحرك منصرفاً ...
ضربت ليلى بقدمها على الأرض وهتفت محدثه نفسها : أنا يقولى سحنتى مالها سحنتى ده هو هو ثم تذكرت وسامه ملامحه وهو يضحك وهتفت بحقد : إستغفر الله العظيم يارب مفيش فى أمك غلطه .....
------------------------------------------------
إقترب محمد من بلال الذى طلبه فى مضيفه القصر بتساؤل هاتفاً : خير يا جدى كنت عاوزنى
بلال بملامح لا مقروئه : تعالا اجعد إفريحى
جلس محمد وهمس بشك ناظراً لجده : خير
بلال بحزم : معاوزش كتر حديت هو سؤال ورد غطاه باسم طلب منك يد مها فى مصر
نظر له محمد وحاول الحديث ثم أغلق فاه مجددا
نظر له بلال بفهم : يوبجى مطلبش ثم إنحنى للأمام مستنداً على عصاه هاتفاً : وليه إكدبت يا باشمهندش على شيبتى دى
محمد متلعثماً : يا جدى أصل همم ااااا
بلال بانفعال : أصل ايه وفصل ايه إنت كنت تعرف ان الست هند الى كانت إهنى بولدها كان عاوز يتجوزها !
أومأ محمد برأسه فتابع بلال : ورغم ده جيبتها إهنى وحطيت البنزين جار النار
محمد : أ أنا قولتله يمشيها بس قال فى خطر على. حياتها علشان بتشتغل مع حلا مرات يوسف
بلال معاتباً : الى حصول يا متعلم يا متنور يا بتاع المدارس إنه لساته بيحبها لحديت دلوك
محمد فارغاً فاه : أمال طلب مها ليه !
شرد بلال فى الفراغ وهمس : ده الى لازمن أعرفه .....
↚
عادت من عملها منهكة القوى .. بمجرد ان دلفت للقصر جلست على أول مقعد مقابلاً لها وخلعت حذائها وهى تتأوه
خاله ليلى خاله ليلى
ليلى ناظرة بطرف عينيها : عاوز إيه يلا مش كفايه أبوك عليا
حيدر بغضب : ماله أبويا سيد الرجال
ليلى وقد تذكرت ملامحه الباسمه : إحم ها انجز يابنى فى ايه
حيدر متلفتاً حوله ثم إقترب منها هامساً : خاله هند وسامى إبنها ...
ليلى ضاحكه : سامى !! منه له .. ها كمل ماله سي سامى
حيدر بحزن : عاودوا مصر
ليلى بتساؤل : ليه !
حيدر بغضب : آنى وسامى كنا بنلعب جه راجل إتخين إكده ومعاه راجل تانى جالوا انهم جوزها وأبوها خدوا سامى دخلوه عربية مع مرة إكده كابيرة فى السن كيف الخاله جمالات
ليلى ضاحكه : كيف الخاله جمالات ملهوش زى يا حبيبي كمل كمل
حيدر مكملاً : الراجل التاخين دهون مسك الخاله هند من شعرها إكده ثم قبض على يده وتابع وفضل يضروبها وعم باسم هو وعم يوسف حاولوا يخلصوها من يده واتعاركوا
ثم تبدلت ملامحه للحزن وتابع : بس وافجت تروح إمعاهم وأخدت صاحبى سامى إمعاها ألعب مع مين دلوك
ليلى بغضب : خدوها إزاى دول صحيح فى أهل عاوزة الحرق .. ثم نظرت له وكأنها قد تذكرت شيئاً : تلعب مع مين دلوك !!! إنت ياض جبلة ! هو ده الى همك هممم أقولك إية رأيك تيجى معايا بكرة تلعب مع الأندر تيكر !!
حيدر باستفهام : أندر مين !
ليلى باستياء : مش اندر حد يابنى روح الله يسهلك أنا خُلقى كنز ومش حمل غبائك خالص دلوقتى
نظر لها بغضب فأشارت له ليقترب وهمست : أمنا الغولة فين
حيدر ضاحكاً بطفولية : أكيد جصدك الخالة جمالات
ليلى قارصه وجنته : ماشاء الله اذكى إخواتك زى الى جابك ها فين بقي !
حيدر مشيراً لخلفها بسبابته وهو يضحك : أهى
إتسعت حدقتا ليلى وأشارت بسبابتها للخلف متسائله فأومأ برأسه موافقاً
ليلى من بين اسنانها : طيب يابن حمزة بتسلمنى تسليم اهالى
حيدر مقترباً بهمس : بتبصلك كيف الغولة شكلها ناويه تاكلك
ليلى مبتلعه ريقها : الله يطمنك ثم إلتفتت للخلف وهتفت : إزيك يا تانت أمو محمد
جمالات بسخرية : إسمها تاانت !
ليلى بسخرية مماثلة : أمال إسمها إيه يا تانت مش إنتى مبيعجبكيش أمو محمد أدينى بدلعك اهوx ثم همست لنفسها يكش يطمر
جمالات بتساؤل : بتقولى إيه !
ليلى بتساؤل : بس يعنى القصر هادى كده إنتى عملتى فيهم إيه !
جمالات بانفعال : ليه شايفانى مجنونه زيك
ليلى بمهادنه : خلاص يامو محمد أنا اصلاً راجعه تعبانه .. ثم نظرت لحيدر ماده يدها له : يلا يا حيدر ناكل وننااااام عندى شغل من بدرى ......
------------------------------------------------
واقف فى شرفة غرفته لم يشأ الخروج ومواجهه الجميع ما حدث لن يسامح هند تلك المرة عليه .. نعم يعلم إنها مجبرة ولكن حقاً لقد طفح الكيل .. أقتربت منه بهدوء قاطعه عليه شروده وهمست بتساؤل قلق : إنت كويس !
زفر باسم ثم إلتفت حتى اصبح مقابلاً لها وتسائل بسخرية : إنتى شايفة إيه ؟
مها بحزن ناظرة فى عمق عينيه : شايفة إنسان قوى وراجل بجد بيمر بمحنه بس عارفه ومتأكده إنه قوى وهيعديها بإذن الله
باسم بشرود : تفتكرى
مها بثقة : متأكدة
باسم باسماً بإمتنان : متشكر اوى يا مها بجد
مها : متشكرنيش يا باسم انا لو قعدت عمرى كله اشكرك مش هوفيك حقك
باسم : طيب يلا نصلى العشا وننام لانى نازل بكرة مصر مع يوسف وحلا بكرة اول جلسه
مها بخوف حقيقى : إنت هتروح معاه المحكمه
باسم : طبعاً و طلبت من الحاج بلال كام واحد يبقوا معاناً تحسباً لأى حاجه خصوصاً معانا ست
اومأت له مها بتفهم ودلفت للغرفه ......
------------------------------------------------
حاولت النوم بلا جدوى أخذت تتقلب فى فرشتها فى محاولات فاشلة لأن تغفو ولو قليلاً
يوسف : مش جايلك نوم !
حلا : إنت لسه صاحى
مال بجسده على جانبه مواجهاً لها وتلمس وجهها بحنان هامساً : أنا دى عادتى فى أول يوم مرافعه بس إنتى ليه مش جايلك نوم
زفرت حلا هامسه : خايفه معرفش ليه الراجل ده من أقذر الناس الى وقفت قدامهم ومضمنش يعمل إيه ده حاول يقتلك
يوسف برفق : يهددنى .. الراجل ده مش بيورط نفسه فى قتل ده جبان وآخره تهديد زى بالظبط ما بيعمل مع البنات بالظبط بس هم بيخافوا أنا لأ الى عملوا زودنى عند وإصرار أنا مش خايف أنا متحمس وجداً كمان
إلتصقت به دافنه رأسها فى صدره محتضنه لخصره بحب وهمست : أنا فخورة اوى بيك يا يوسف
قبل قمه رأسها وشدد من إحتضانه لها فرفعت له وجهها وهمست برجاء : ممكن نروح عند ماما بعد الجلسه !
يوسف بتساؤل : متأكده
أومأت حلا موافقه بابتسامه فأحتضنها معتصراً لها بين يديه وهمس أمام شفتيها : ربنا يخليكى ليا ....
------------------------------------------------
فى الصباح
بعد أن انتهى الجميع من وجبة الإفطار توجه بلال بالحديث لباسم هاتفاً : باسم يا ولدى جبل ما تمشي عاوزك فى المضيفه إنت ومرتك ثم وجه نظره لمحمد متابعاً وانت إمعاهم ثم تركهم وانصرف
نظرت مها لباسم بتوتر فابتسم لها مطمئناً وربت على يدها برفق ... بعد ان ذهب محمد وباسم ومها للحاج بلال ...
ليلى : طيب انا هاخد حيدر ورايحه الشغل
جمالات : أحسن البيت هيبقي هادى شويه من دوشتكم انتى وهو
ليلى متخصره : ليه يا تانت امو محمد كنا قاعدين على راسك واحنا مش عارفين ولا بناكل وبنمسح فى جلابيتك
جمالات بغضب : إحترمى نفسك يا بت إنتى
ليلى : لما تحترمى سنك الأول هبقي احترمه أنا ثم إقتربت منها هامسه : وبطلى غل مش فاهمه مابتخيش ليه الى اعرفه ان الغلاويين بياكلوا فى نفسهم لحد ما يختفوا انما انتى ثم نظرت لجسد جمالات الممتلئ وتابعت : بتتخنى بتفكرينى بالجمل ثم إقتربت منها هامسه بخبث : هو انتى بتكترّى الأكل زى الجمل !
جمالات بتساؤل : بإيه
ليلى موضحه : بتكترّى إيه متعرفيهاش يعنى زى الجمل كده بيحوش الميه فى جسمه علشان كده بيعيش فى الصحرا عادى
جمالات بسخرية : لا ومثقفه كمان
ليلى بكلمات ذات مغزى : لا بس بشوف عالم الحيوان كتير
ثم نظرت لحيدر مبتسمه وهتفت بثقه : يلا يا حيدر نلحق أبوك قبل ما يعمل ريست إن بيس ويخلصنا منه ......
------------------------------------------------
دلف الجميع الى المضيفه بهدوء وجل فنظر لهم بلال وهتف : هتفضلوا واجفين إجعدوا مش هأخركم
جلس الجميع فوجه حديثه لباسم بصرامه : عاوز أفهم الى حوصول جبل سابج والناس عندينا إيه الى بينك وبين هند !
باسم بلا مبالاه ظاهريه : محصلش حاجه مفيش بيننا حاجه
بلال بغضب : إنت فاكرنى عيل إزغير إياك عيب على شيبتى يا باشمهندز
محمد متدخلا فى الحوار : هند كان هيخطبها من زمان ومحصلش نصيب يا حاج والموضوع خلص
بلال : لع مخلوصش الى شوفته إمبارح بيجول غير إكده
باسم : يا حاج اصل ..
بلال مقاطعاً له بانفعال اجفل تلك المنكمشه على نفسها بجانب زوجها : معاوزشي كدب لو معارفش تحترم الدار الى انت فيه ولا الشيبه الى فى دجنى دى يبجى كل واحد إيروح إلحاله
لم تستطع السكوت اكثر وضميرها يعذبها لما يتلقى كل ذلك التوبيخ دون رد . لا تستطيع تحمل إهانته بتلك الطريقه وطرد جدها الضمنى له فهتفت دون وعى : ليه كل ده عمل ايه ده بدال ما تحطوه فوق راسكم على الى عمله علشانكم
نظر لها باسم محذرا فتابعت دون إكتراث : كفاية بقي هو ميستاهلش كل ده كفاية الهم الى هو فيه عمل ايه يعنى
بلال طارقاً بعصاه على الأرض : إنتى بتعلى صوتك جدامى
باسم متدخلاً : متقصدش يا حاج ثم نظر لها بتحذير وتابع : هى بس كانت متضايقه علشانى وانا عمرى ما ازعل من كلامك وعارف انك بتعتبرنى فرد من العيله وانا عارف إنى غلطت وبعتذر بس فعلا مفيش بينى وبينها أى حاجه ممكن اكون حنيت للى كان وده غلطى الى بعتذر عنه بس مفيش اكتر من كده
نظر له بلال بشك وطرق بعصاه مجدداً على أرض الغرفة هاتفاً : ماشي يا ولدى ثم اضاف محذراً : بس لو عرفت إنك إبتكدب علي شيبتى دى حسابك هيكون عسير .. هم علشان متتأخرش الغفر جاهزين من الفجر برة .....
------------------------------------------------
ركض حيدر بسعاده عندما لمح والده يقف فى وسط المزرعه بجوار فرسه رماح هاتفاً : أبووى
إلتفت له حمزة بابتسامه وتلقفه بين احضانه متشمماً رائحته معتصراً له بين يديه هاتفا : إتوحشتك يا ولدى كل ما آجى الجصر ألتجاك نايم ثم اضاف معاتباً : يصوح إكده
حيدر بطفولية : ما انت الى بتأخر خاله ليلى يابوى ثم إقترب هامساً فى اذن ابيه وهو ينظر لها بطرف عينيه : هى مجنونه بس الجصر من غيرها يخنج
ضحك حمزة بانطلاق ناظراً لها ثم غمز ولده هامساً : صدجت يا ولدى مجنونه
ليلى بضيق : إنتوا بتتوشوا فى ايه منك له وبتبصولى
حيدر : شوفت يابوى أهى الجنونه هتطلع علينا اهى
ليلى بذهول : جنونه !!! جنونه مين يا قزعه انت شوف طولك من طولى
حيدر بفخر طفولى : طب آنى أزغير وبكرة أكبر ثم اشار للواقف جواره وتابع : وأبجى كيف ابويا إكده
ليلى هامسة من بين اسنانها لنفسها وهى تنظر للجانب الآخر : زى ابوك هو ابوك ده له زى ده تنين متحرك
حمزة بصوت مرتفع : بتجولى إيه يا مرة
ليلى بتأفف : هو انت معندكش غير مرة دى بصراحه بحس كانك بتشتمنى
حمزة بهدوء : عارف
ليلى ببلاهة : نعم إنت قاصدها يعنى
حمزة ببرود : لع مجاصدهاش وهمى شوفى المهرة علشان نطمنوا عليها
تحركت ليلى بانفعال فهتف : خلى يالك من الحدوة توجعك
ولم يكمل جملته حتى كانت مفترشه للأرض بعد تعثرها فاشار حيدر عليها ضاحكاً : إتكبت يابوى كيف اللطخ
نظرت له ليلى وهتفت من بين اسنانها : لطخ أنا لطخ يا شبر ونص
نظر كل من حمزة وحيدر لنفسهم وانفجرا فى الضحك
ليلى بضيق : ممكن أعرف إيه الى معوم فشه جنابك منك له
حيدر وحمزة فى نفس الوقت : الشنب
↚
فى ساحة القضاء وتحديداً فى القاعة التى خصصت لعمل جلسة سرية فيها بناءاً على طلب الفتاة ووالدها .. تنظر لزوجها بفخر وهو يترافع أمام القاضى بكل ثقة ويدافع بإستماتة عن قضيتهما التى تعاهدا على الصراع من أجلها .. من اجل مستقبل أفضل لبناتهم المستقبليات وكل انثى واقعة تحت ظلم وسطوة ذلك المجتمع العاق لبناته فالعقوق ليس فقط حكراً على الأبناء أحياناً يكون عقوف الآباء أشد أثراً وأكثر أذى . آباءاً تجردوا من أبوتهم وتلبسوا قناع القاضى والجلاد والحكم نافذ بلا جدال والضحية دائماً وأبداً تلك الموصومة بعار انوثتها !
تقدم محامى المتهم وقام بإستخراج ورقة من الملف القابع أمامه وتوجه مناولاً لها للقاضى وهتف : الورقة الى مع سيادتك دى إقرار خطى من المدعية بإن المدعى عليه لم يلمسها ودائماً يعاملها معاملة الأب لإبنته
نظر يوسف للمحامى بإحتقار ثم لذلك الجالس بفخر وكأنه ملكاً ينتظر لحظة التتويج ويرمق تلك التى بدأت فى النحيب بسخرية .. كز يوسف على اسنانه فربتت حلا على يده واومأت له باسمة ليهدأ . رفع يوسف يده وهتف : بعد إذن سيادتك ممكن أستجوب المدعى عليه سؤال
القاضى : إتفضل ثم اشار للحاجب نادى على المدعى عليه
إقترب المدعى عليه من المنصة بثقة فبدأ يوسف بالحديث ...
يوسف موجهاً سؤاله لذلك البغيض والذى بدت ملامحه فى ذلك الوقت وكأنه قد صب غضب الله عليه متسائلاً : إمتى البنت وقعت على الإقرار ده
المدعى عليه بثقة : يعنى من شهر مثلا
يوسف مقترباً منه : همممم وإيه الى يخليها تكتبه أصلاً ولا حضرتك بتخلى كلى طالباتك يكتبوه !
نظر المدعى عليه لمحاميه الذى ظهرت علامات الإرتباك جليه على وجهه وهتف موجهاً حديثه للقاضى : أعترض على هذا السؤال سيدى القاضى
القاضى : إعتراضك مرفوض إتفضل أقعد
نظر يوسف للقاضى الذى يعلم نزاهته وكانت احد اسباب تفاؤله وتابع مكرراً سؤاله للمدعى عليه
المدعى عليه بتوتر : هى البنت مش كويسة وانا حسيت انها ممكن تفترى عليا فخليتها تكتبه
يوسف : يعنى اجبرتها !
المدعى عليه : محصلش
يوسف : أمال إيه الى يخلى بنت بالأخلاق دى تكتبلك إقرار بالشكل ده
المدعى عليه : علشان أقبل اشغلها متدربة فى مكتبى
إبتسم يوسف بثقة وهتف موجهاً حديثه للقاضى : بعد إذن حضرك عاوز استدعى الشهود بتوعى
اومأ له القاضى وأشار بيده للحاجب الذى بدا فى إستدعاء شهود الإثبات الواحد تلو الآخر .. إنتهى الشهود من الإدلاء بشهادتهم والإجابة على أسئلة كلٍ من يوسف ومحامى المدعى عليه .. وقف يوسف بشموخ وهتف موجهاً حديثه للقاضى : بعد إذن سيادتك انا بطلب توقيع الكشف الطبى على المدعية و تقرير المعمل الجنائي عن الورقه الى ارفقها محامى المدعى عليه وتحديد الوقت التقريبى الى إتكتبت فيه ...
أومأ لو القاضى موافقاً وهتف منهياً الجلسة : سيتم تأجيل الجلسة ليوم ... لحين الإطلاع على تقارير الطب الشرعى والمعمل الجنائي عن ما طلبه محامى المدعية رفعت الجلسة ...x x
------------------------------------------------
لم يذهب اليوم مع باسم كعادته .. إنها فرصتها الذهبية لإكمال مخططها الجهنمى مع حلا .. إبتسمت بمشاكسة غريبة على طبيعتها الهادئة المسالمة وتحركت من امامه بدلال مدعية التعثر فى شئ .. هب من مكانه مسرعاً ليلحق بها قبل أن تسقط كما أوهمته .. إستندت على ذراعه متأوهه : أه رجلى يا محمد مش قادرة اقف عليها .. تلفت حوله خشية ان يراهما احد وعما على تلك الشاكلة ثم وضع يد اسفل ركبتيها واليد الاخرى خلف رأسها وحملها صاعداً بها الى غرفتهما .. إلتفت ذراعاها حول عنقه وأخذت تتأمل ملامحه الحبيبة فى غفلة عن ذلك الذى كاد قلبه يسقط فى قدمه من الرعب عليها وعلى ما تحمل فى أحشائها .. اسندها على باب الغرفة وفتحه بهدوء ممسكاً لها ثم ركله بقدمه مغلقاً له وتوجه نحو السرير ممدداً لها ثم هتف بقلق حقيقى : إنتى كويسة ! رفرفت باهدابها واومأت مبتسمة بدلال : أيوة
زفر محمد بإرتياح وجلس بجوارها .. إقتربت بمنه بغنج متلمسه ازرار قميصه وهمست بإغواء : موحشتكش
ضيق بين عينيه ندى فعلا تربكه حالتها المزاجية هذه الأيام .. إقترب منها بخطورة وهمس امام شفتيها غامزاً بنبرة ذات مغزى : أوى
إقترب متناولاً شفتاها الشهيتان فى قبلة طويلة . لفت ذراعاها حول رأسه مقربة له أكثر سامحة له ليعمق من قبلته اكثر .. طرقات منتظمه على الباب اجفلتهما معاً .. إبتعد عنها لاهثاً ونظر للباب ثم لها بتساؤل : مين قليل الذوق الى بيخبط علينا فى الوقت ده هو ده وقته
ضحكت ندى بسعادة وهتفت : طب شوف مين
توجه محمد للباب فاتحاً للطارق الذى ما كان سوى أمه
جمالات متفحصه لهيئته المشعثة بسخرية : هممم لا واضح إنك مشغول ومش سامعنى وانا ايدى اتكسرت وانا بخبط عليكم
محمد بإحراج ماسحاً على شعره : إحم لا يا امى مش مشغول ولا حاجه .. خير !
جمالات باستنكار مشيرة نحو ندىx : وهيجى منين الخير وانت قاعدلى جنب المحروسة ليل نهار
حركت ندى راسها بأسف
ورد محمد بذهول مشيراً لنفسه بسبابته : أنا
جمالات منصرفة : يلا علشان الغدا جاهز ثم نظرت له بنظرة ذات مغزى وتابعت : مش وقته وتركته منصرفة
عاد ببصره لندى الشاردة فى الفراغ وهتف : معلش متزعليش منها هى امى كده انتى عارفاها بس قلبها طيب
ندى بابتسامه ساخرة : طيب أوى
نظر لها محمد بصمت وهل ينكر فهو يعلم جيداً كره امه لزوجته الغير مبرر .......
------------------------------------------------
انتهوا من الغداء فنهض باسم حامداً لله ليغسل يده .. إقترب جمالات من إبنتها وهمست فى اذنها : مفيش حاجه كده ولا كده
مها باستفهام : حاجه إيه يا ماما
جمالات بتأفف : مش قرفانه من ريحه الاكل يعنى نفسك بتغم عليكى أى حاجه من دى
مها بإدراك : اااه لا مفيش حاجه
جمالات لاوية فمها باستنكار : وليه إن شاء الله ثم نظرت لندى بطرف عينها وتابعت : دى الى مبتخلفش بقت حامل أهى أنا لازم آخدك للدكتور يطمنى عليكى
مها بارتباك : أاا لا دكتور ايه انا كويسه يا ماما انا يادوب شهر جواز وبعدين انا لسه صغيره اما اخلص دراستى افكر فى الأولاد
جمالات وقد علا صوتها : لاا الكلام ده مينفعش خلفى انتى وملكيش دعوة سيبيهولى
مها ناهضه : إن شاء الله يا ماما اما اروح اغسل إيدى واشوف باسم ...
دلفت الى الغرفة فوجته كعادته ينظر فى حاسوبه بشرود . إقتربت منه بابتسامه حنون وتساءلت : بتعمل ايه
باسم مركزاً بصره فى الشاشة : بشوف الإيميلات الى وصلتنى من العملاء
اومأت له مها وتحركت فاتحة لدولاب ملابسها .. تناولت ثيابها ودلفت للحمام
صوت صرختها نبهه فترك ما بيده وركض نحو باب الحمام طارقاً له : مها إنتى كويسة فى ايه !!
مها ببكاء : سحليه يا باسم سحليه اااااه
ضحك باسم باستمتاع وفتح الباب بهدوء هاتفاً دون النظر للداخل : ينفع ادخل !!
مها بإدراك لحالتها : ااااه لا متدخلش استنى .. تلفتت حولها فوجدت المنشفه قريبة منها التحفت بها وهمست بخجل : ادخل
دلف باسم الى الحمام محاولاً عدم النظر لها وخلع شبشبه المنزلى و .. طرااااااخ
مها قافزة من البانيو وممسكه لكتفه : ااااااه طار طار عليا طار
باسم ضاحكا : مات يا بنتى وطار ايه ده برص اصلا مش سحلية وولا البرص ولا السحلية بيطيروا هو صرصار
مها متشبثه بقميصه وهى تهتف بهيستيريا من بين دموعها : بخاف منهم
إبتسم باسم بحنان فتلك ابداً ليست مها ولكنها مجرد طفله ترتعد بخوف حقيقي .. إلتفت لها وليته لم يفعل .. بمنشفتها القصيرة التى تبعد عن ركبتيها بكثير كاشفة عن سيقان بلون اللؤلؤ ، كتفاها العاريان إنساب عليهما شعرها الحريرى الرطب وقد إنسابتx قطرات الماء على جيدها تتبع قطرة من الماء حتى إختفت خلف المنشفة !! إبتلع ريقه بتوتر ناظراً لتلك الحورية التى خرجت للتو الى البحر لتغوى الرجال ومن هو ليعترض .. نظر لملامحها الفاتنه وتحركت انامله دون وعى منه مزيحة خصلة من الشعر تساقطت على عينيها رافعاً لها خلف أذنها مم أرسل القشعريرة فى بدنها رفعت نحوه عيناها الباكيتان .. أهذا رجاء الذى يراه خلف سحابة الدموع تلك أم أن تلك الحورية ألقت بتعويذتها السحرية عليه .. إقترب منها فلم تمانع بل إقتربت بدورها حتى تلامست شفتاهما همس بتيه : أنا مش عارف الى بعمله ده صح ولا غلط بس انا محتاجك لم تفكر ولن تفكر هو يحتاجها وهى .. وهى تعشقه قطعت ذرات الهواء القليلة الفاصلة بينهما وقبلته .. لم يستطع الصمود لأكثر فقبلها بدوره مسنداً رأسها بيده وسرعان ما تحولت قبلته الرقيقة الى اخرى عميقة جائعة لشئ غامض لا يعرفه !
------------------------------------------------
وقفت تلهث ممسكه لصدرها بعد أن ارهقها حيدر من الركض خلفه وهمست : ياباااى بقي انا جيباك علشان أخلص من الاندر تيكر ولا علشان تخلصوا انت وهو عليا
حيدر هاتفاً : بتجولى إيه يا مره
ليلى من بين اسنانها : مره يابن الم ... إستنى عليا أنا هقطعلك لسانك الطويل ده
حيدر ضاحكاً : تجطعى لسان مين يا حورمه يامو شنب
وقفت متسعة العينان وتلمست موضع شاربها بذهول فضحك حيدر وهتف راكضاً : إضحكت عليكى
اسرعت خلفه وهمت بالإمساك به فارتطمت بالحائط الصخرى أمامها والذى قد إختبأ للتو خلفه حيدر بعد أن ظهر من العدم
إبتعدت ليلى تتأوه فاركه كتفها : آاااه يا ساتر يارب خبطت فى حيطة مش بنى آدم ثم رفعت عيناها له وهتفت : هو انت بيأكلوك إيه إنت كانوا بيرضعوك ظلط يا جدع انت مش تراعى البنى آدمين الغلابة الى زيينا ماشى تدوس على خلق الله الى عطاك باليمين يدينا الشمال يابااى
حمزة محاولاً إخفاء إبتسامته : سدى بوزك يا حورمه إنتى بالعة راديون
ليلى ببلاهة : راديون !! ااااه قصدك راديو ما طبعاً لازم حروفك كمان تبقي اكتر من حروفنا ثم اشاحت بوجهها وهمست محدثه نفسها : راجل مبالغ فيك بصحيح مسم
حمزة ضاحكاً : والله إنك حورمة خرفانه بتكلمى نفسك يا مرة
ليلى بانزعاج : ما تبطل بقي انت وابنك بهدلتونى مره مره ما تحترمونى شوية برستيجى ضاع
حمزة ضاحكاً باستمتاع حتى ظهرت غمازته التى لأول مرة تلاحظها فوقفت فارغاً فاها ببلاهه .. هتف حمرة ضاحكاً : كنتك إتجنيتى فاتحه حنكك كيف البجرة الى بتولد إكده ليه
ليلى وقد تنبهت لكلمته فهتفت باشمئزاز : حنكك وبقره الله يهد القوى يا شيخ فصلتنى
ثم تلفتت حوله باحثة عن حيدر : الاوزعة راح فين
حمزة ملتفتاً للخلف وقد تنبه لإختفاء ولده : كان إهنه دلوك
ركضت ليلى يتبعها حمزة يبحثان عنه بلا فائده .. وقفت ليلى تلتقط انفاسها فهتف حمزة : يكونشي راح الإسطبل
ليلى مشيحة بيدها : روح شوفه إنت انا نفسى إتقطع
حمزة : همى يا مره بلا جلع حريم
ليلى باستنكار : مره وجلع وحريم فى نفس الجملة ده انا بايضالى فى القفص ثم رفعت نظرها له وتابعت : ديناصور
تحرك حمزة سابقاً لها . حاولت مجراته بلا جدوى فهتفت بانفاس متقطعه : يا عم انت تجيب المزرعه دى كلها فى خطوتين أرحم امى هموت فى إيدك قطعت نفسي
وصلت خلفه الى الاسطبل فوجدته ينظر للداخل بحنان .. عقدت حاجبيها بتساؤل واقتربت ناظرة لما ينظر له .. إبتسامه جانبية شقت ثغرها وهمست : شوف سبحان الله الواد راح ينام وسط الحمير
حمزة باستنكار : حامير كيف يا مره ديه نايم جار فرحانة
ليلى باستنكار : وهى فرحانه دى كانت من بقية عيلتكوا صحيح دكتور بهايم
حمزة محركاً سبابته امام وجهها محذراً : لآخر مرة بحذرك
ليلى بمهادنة : طيب خلاص ثم اشارت على حيدر النائم على كومة من القش وتابعت : الواد اتهد لعب ونام مكانه .. ثم إقتربت منه وجلست بجواره واضعه راسه فى حجرها وحركت اناملها على شعيراته الحريريه القصيرة بحنان ثم همست بشرود : تعرف العيال دول نعمه ميحسش بيها غير الى محروم منها
إقترب حمزة جالساً وسانداً رأسه على الحائط خلفه ثم هتف : صدجتى هو الى مصبرنى على فراج أمه الله يرحمها
نظرت له ليلى بتفحص وتساءلت : كنت بتحبها !
زفر حمزة لهيباً كاد يحرق جوفه : مربيها على يدى كانت بنتى وصاحبتى ومرتى معارفش يعنى إيه حب وكلام المغنواتيه ديه بس الى عارفه زين إنها كانت غالية وعالية جوى
ربتت ليلى على كتفه وهمست بتأثر : ربنا يصبرك على فراقها
نظر حمزة لموضع يدها فابعدتها بتوتر هامسه : آسفة
حمزة ناظراً لها بتفحص : إنتى حكايتك إيه
ليلى مضيقه عينيها بتساؤل : يعنى إيه
حمزة : يعنى ايه الى يخليكى تتجوزى راجل متجوز ولما مرته تحبل تطلبى الطلاج ليه بحسك مره مكسورة رغم لسانك الى عاوز ينجطع دهو ثم أشار لقدمها بعينين وهتف وليه مبتجلعيش الحدوة الى فرحانالى بيها دى وعماله تشخللى كيف الفرس
ليلى بابتسامه ساخره : أنا مطلقه
نظر لها بتساؤل فتابعت موضحه : قبل جوازى من محمد كنت مطلقه . اهلى على اد حالهم وطبعاً مش محتاجة اقولك مطلقة واهلها ماحيلتهومش اللضا بيتعمل فيها ايه من الناس
اومأ متفهما فتابعت : كان فى واحد عاوز يعنى يبقي على علاقه بيا فى الحرام وكان بيلف ورايا فى كل حته ده غير لسان ستات الحارة الى عاوز قطعه والى تخاف على جوزها منى والى تقول دى نحس حتى صاحبة عمرى وجارتى لما اتطلقت قاطعتنى علشان خايفة على جوزها منى حتى أمى كانت علطول تلومنى انى طلبت الطلاق مع إنه كان بيضربنى ومبهدلنى هو وأهله وكان رافض الخلفه ولما حصل حمل سقطنى
حمزة ذاهلاً : سجطك !
ليلى بابتسامه ساخرة : آه سجطنى
حمزة بإهتمام : كملى
ليلى : ابويا تعب والمستشفى طلبت فلوس كتير معييش ادفعهم الست ندى الله يكرمها عرضت عليا اتجوز جوزها وخلتنى عملت تحاليل علشان تتأكد انى بخلف مقابل تدفعلى فلوس المستشفى
حمزة بانفعال : وانتى كيف تجبلى الإهانه دى كيف تتجوزى علشان تحملى كيف البجرة
ليلى بضيق : يا أخى حسس على كلامك ايه بتحدف طوب من بؤك
حمزة بأسف : متواخذينيش بس مبحبش الحال المايل والى فى جلبى على لسانى طوالى
ليلى : ولا يهمك
حمزة : وبعدين
ليلى : ولا حاجة اتجوزته ومكنتش بطيقه لانى ست وعارفه كويس صعوبه ان ست تسيب جوزها لغيرها وكمان هى الى تجوزه
لما عرفت إنها حامل طلبت الطلاق ثم إبتسمت هازئة : ولما كلمت امى قالتلى بوسي رجل جوزك لغاية ما يردك لعصمته والحاج بلال الله يكرمه قعدنى وادينى اهو
حمزة : يابوووى
ليلى بمزاح محاولة إخفاء ضيقها : بلا يابوى بلا يماى بقي
حمزة بنظرة فاحصة : إنتى جوية جوى
ليلى : عادى يعنى امال هقعد حاطه ايدى على خدى واندب حظى يعنى
حمزة بانبهار : جدعه خليكى إكده صدج الحاج بلال لما جال عليكى كيف الفرس الاصيل
ليلى باسمه : احلى حاجه حصلتلى كان الحاج بلال ربنا يطول عمره ويديله على اد نيته
حمزة : آمين
اصدر حيدر صوتاً من انفه اثناء نومه فنظرا لبعضهما وانفجرا فى الضحك .. نظر لملامحها الباسمه بشرود والتقت عيناهما فى حديث طويل قطعه تململ حيدر إقترب منه حمزة محاولاً اخذه من حجرها فاستوقفته يدها بتوسل : سيبه ارجوك
لم تكن يوماً قريبة هكذا ولم يكن يوما ضعيفاً أما ضعف إمرأه مثلها وبدون وعى إقترب متلقطاً شفتاها بين شفتيه بإحتياج لا يعلم أهو من يحتاجها ام هى ما تحتاجه ولكنه فقط قبلها .. ابتعد عنها متحمحماً بحرج وهمس : آسف معارفش كيف متحكمتش فى روحى
ليلى متلعثمة بحرج : إحم يلا نمشي
↚
لم تنم ليلتها لا تدرى ما بالها .. كيف إستسلمت بتلك الطريقة المخزية .. لم تصفعه ، لم تبتعد ، لم تحاول حتى إبعاده فقط إستسلمت لقبلته كالطفلة مسلوبة الإراده .. مابالك ليلى لم أعهدكِ بهذا الإستسلام يوماً !
أنهت فطورها وإستأذنت لتذهب لعملها .. نظر نادر للحاج بلال برجاء فهتف الأخير : إستنى يا بتى خدى نادر إمعاكى يجابل حمزة .. اومأت له وتحركت بهدوء بصحبة نادر الى مزرعة الأسيوطى ...... كان ينظر فى ساعة معصمه بين لحظة وأخرى بقلق ..x ماذا ستفعل هل ستمتنع عن العمل .. ما فعله معها خطأ لا يغتفر و درب من الجنون لم يعهده فى نفسه قبلاً . هل أصابتة صاحبة الخلخال بالعدوى !
ضيق بين عينيه عندما لمحها آتيه من البعيد بصحبه شاب فى مقتبل العمر .. رآه قبلاً ولكن لا يذكر أين .. زفر بضيق لا يعلم مصدره وتحرك مقترباً .. إقترب نادر بدوره ومد يده مصافحاً : إزى حضرتك أنا نادر الى طلبت إمبارح من الحاج بلال مقابلتى ثم تنحنح مجلياً صوته : الى طالب إيد الآنسه رحمه أخت حضرتك .. نظرت له ليلى بسعاده وبدون اى مقدمات رنة زغروده مجلجله من فمها مجتذبة أنظار كل من بالمزرعة .. حمزة من بين اسنانه : روحى شوفى البجرة مسعدة علشان إبتولد وآنى مش هعوج .. نظرت له بضيق وتحركت هاتفة : مرة فرسة بتولد ومرة بقرة بتولد هو ايه انا شغاله داية !!
حمزة من خلفها بصوت مرتفع : متبرطمييش سامعك زين .. فتحت عيناها على إتساعهما وبدون ان تنظر غلفها ركضت مسرعة نحو الزريبة .... حاول حمزة إخفاء إبتسامته موجهاً حديثه لنادر : إتفضل يا استاذ نادر اجعد ... جلس نادر بتوتر فهتف حمزة : اتنين شاى يا عتمان ومتعوجش .. ثم وجه حديثه لنادر : الحاج بلال كلمنى عن غرضك وآنى طلبت منيه انى أجابلك أتحدث إمعاك هبابه .. أومأ له نادر فتابع : من غير لف ولا دوران عرفت اختى كيف ! ... فرك نادر يديه ببعضهما بتوتر ولكنه حسم أمره وهتف : بصراحه بحبها .. حمزة بملامح لا مقروئة : همم وعرفتها منين !
نادر بهدوء : شوفتها صدفة عند شجرة التفاحx .. إبتسم حمزة وهمس : كنها لسة بتروح عنديها .. ثم تابع موجها حديثه لنادر : ولو جولتلك إن من عاداتنا البت إبن عمها أولى بيها .. هب نادر من مكانه هاتفاً : بس انا بحبها ومش هسيبها تتجوز غيرى
حمزة : هتعمل ايه هتوهروب بيها !
نادر : اهرب بيها ليه انا بحبها وداخل البيت من بابه
حمزة : همممم ولو جولتلك انى مش موافج
نادر بحزن : ليه مش موافق
حمزة : لأنها مجرى فاتحتها على إبن عمها
نادر بانفعال : بس انا بحبها ومش هتكون لغيري فاهم انت اخوها الكبير وهى بتحبك ولو وصلت انى هقف قدام ابن عمها ده هقف ولو هروح فيها .. نظر له حمزة بصمت لدقيقة كاملة وهتف : اتفضل عاود مطرح ما جيت .. أغمض نادر عيناه بضيق فابتسم حمزة وتابع : ومنتظرينك عشية مع الحاج بلال فى جصر الاسيوطى .. نظر له نادر ببلاهه وفرغ فاه بعدم تصديق : ها
ضحك حمزة باستمتاع وهتف : كنك مارايدهاش خلاص إبن عمها اولى بيها
نادر : لا لا لا لا أ أنا بس فكرتك مش موافق
حمزة مربتاً على كتفه : لا موافج إنت راجل زين وهتحطها فى عينيك
نادر بابتسامه بلهاء : أه والله متخافش عليها ده انا بحبها اوى والله ومش هزعلها
إبتسم له حمزة وهتف : وانى معاوزش غير سعادة اختى .....
------------------------------------------------
لم يحادثها منذ الأمس وكأنه يستشعر ما حدث مجرد غلطه !!
إبتسمت بحزن لن تكون حياتها طبيعية ابداً وهذا ما جنته من فعلتها الخرقاء .. تحركت فى الحديقة كالمغيبة فارتطمت باحدهم .. رفعت عيناها فابتسمت بخجل : غ غيث إزيك يا إبن عمى
غيث : كويس يا بت عمى وانتى
مها بابتسامه حزينه : انا الحمد لله
غيث متاسئلاً : مالك
مها محركة كتفيها بلا معنى : عادى يعنى محدش خالى
غيث : صح معاكى حق ثم اشار لمقعد فى الحديقة وهتف : تعالى نقعد ولا هتسيبينى واقف كده انا كنت جاى اشوف جدى بس هقعد اطمن عليكى شكلك مش عاجبنىx
اومأت له وتحركت امامه ..... لا يعلم ما دهاه عندما لمحها تقف مع ابن عمها ذاك أليس هذا غيث من كان يفترض ان تتزوجه مها .. وقف يتابع المشهد من شرفة غرفته بعينان كعينا الصقر .. لما تبتسم له تلك البلهاء .. طحن اسنانه وتحرك مغادراً لغرفته ...
منور يا باشمهندس غيث
أجفلت عندما إستمعت لصوته الحبيب فالتفتت له .. مابه !!
وقف غيث باحترام مصافحاً له : الحمد لله يا باشمهندس باسم عامل ايه
باسم باقتضاب : الحمد لله
تنحنح غيث وهتف محركاً نظره بينهم : طب بعد إذنكم هروح اشوف جدى .. وبعد أن انصرف غيث تقدم جالساً بجوارها وهتف من بين اسنانه : إيه المنظر اللطيف ده يصح واحده محترمة تقعد مع راجل غريب كده ..
مها ذاهلة من موقفه : ده ابن عمى
باسم : الى كان عاوز يتجوزك ولا نسيتى
مها بضيق : لا منستش ولا نسيت ان لايمكن تثق فيا ولا نسيت انك اتجوزتنى علشان تنقذ سمعة صاحبك ولا نسيت انك ندمت على الى حصل بيننا امبارح
باسم متلعثماً : لا مندمتش
مها ساخرة : متضحكش على نفسك يا باسم إنت ندمان وانا مش بلومك ولا من حقى ألومك انا قولت مش هتجوز ومكنتش عاوزة اتجوز لانى عارفة ان عمر حياتى ما هتبقي طبيعيه وكنت منتظرة الموت وسلمت امرى لله مش هنكر انك اديتلى أمل عارفه انى مستاهلهوش ثم إعتدلت ناظرة له فى عمق عيناه وهتفت : طلقنى .....
------------------------------------------------
إقتربت منه ناظرة للخلف عندما دلف للقصر وهتفت بتساؤل : ها ايه الى حصل !
نظر بدوه لهما وهتف : شكله اتغاظ بس مش عارف فعلا شكل حياتهم مش طبيعيه ابداً
هاجر بضيق : أنا مش عارفه اعملهم ايه يا غيث وحلا قالتلى على الفكرة دى مقداميش غيرها يمكن ربنا يصلح حالهم ويبص لمراته شوية هند ورجعت لجوزها ليه مصر يعيش فى الماضى ويضيع الحاضر ومها بتحبه انا متاكده وده الى قاهرنى
غيث بهدوء : خلاص هنكمل فى خطه مدام حلا يمكن تيجى بفايدة
هاجر بتساؤل : إنت كنت بتحبها !
غيث ضاحكاً : انا اول مرة اشوفها كانت يومx الى جيتوا فيه من مصر يا هاجر
هاجر بتساؤل : امال كنت عاوز تتجوزها ليه !
غيث : عاداتنا ممكن اكون عيشت فى مصر كتير بس مش لدرجة اتخلى عن عاداتى وبنت عمى انا اولى بيها وهى اولى بيا بس طالما اتجوزت يبقي لازم اتمنالها السعاده مع جوزها ولو فى ايدى أساعدهم هساعدهم علشان كده وافقتك ولما جيت ولقيتها فى الجنينة وهو فى الفراندا بتاعة اوضته لقيتها فرصة نبدأ خطتنا
هاجر فاركة يدها بحماس : ده كان نازل بيجرى انت مشوفتش منظره كان عامل إزاى
غيث باسماً : إنتى رغم صغر سنك بس ذكية وجدعة وانا فخور ان ليا صديقة زيك
هاجر بفخر : إحم إحم اخجلتم تواضعنا ثم نظرت للخلف وهتفت : بسرعه ادخل لجدو الحاج أحسن راجعين .....
------------------------------------------------
وقفت تنظر للمشهد امامها باشمئزاز فهتف صارخاً فيها : إتحركى يا مره ساعدينى
ليلى : حاضر حاضر
أمسكت قدم البقرة باطراف اصابعها وادارت وجهها للجانب الآخر لاوية فمها بتقزز فهتف بها : إمسكيها زين احسن ترفصك تلبسك فى الحيط
ليلى متشبثة بقدم البقرة بخوف : ترفصنى وتلبسنى فى الحيط كمان لا ماسكة اهو بس خلص وحياة امك بطنى قلبت عليا وهرجع عليك وعليها وابهدلكوا
ضحك حمزة باستمتاع متابعاً عمله فتاهت فى ملامحه الوسيمة بشرود خجل تتذكر قربه الشديد منها بالأمس قطع شرودها شعورها بشئ ساخن على جلبابها فنظرت فارغةً فاها ثم سرعان ما ابتعدت بقرف تاركى لقدم البقرة : عاااا عملت بيبي عليا عملت بيبي الله يخربيت الشغل على الى عاوز يشتغل ايه القرف ده
حمزة ضاحكاً : ده مية البجرة يا بجرة بتاعة الولادة إجعدنى خلينا نخلص
ليلى بتقزز : يعنى هى مية المحاياه يا خى مهو ميفرقش عن البيبي ده ريحته وحشة اوى
حمزة زاجراً : إمسكى بجولك
بعد ان انتهوا من عملهم شعرت بشئ يتحرك على جلبابها فصرخت متاوهه لاحظها حمزة فنظر لها ثم إتسعت حدقتاه وهتف متتحركيش
ليلى بخوف : فى إيه
حمزة : جلتلك متتحركيش
مد يده ممسكاً لما يتحرك على جلبابهاx .. إتسعت حدقتاها وابتعدت ناظرة لحمزة ممسكاً لثعبان ثم القاه ارضاً وطحن رأسه تحت اقدامه
ليلى بصراخ وقد بدأت عيناها فى ذرف الدموع : ت ت ت تعبان عاااااا
حمزة : بس يا حورمة لميتى علينا المزرعةx خلاص جتلته
ليلى ببكاء : ما انت مش هامك مهو ممشيش عليك انت إستضعفنى إبن الجزمة
حمزة مهادناً : خلاص ما تبكيش عاد مات
إبتعدت ليلى ببكاء ذاهبة الى مكتبه لتغسل يداها ووجهها ... لحق بها حمزة ودلف الى الغرفه .. لمحها تتصبب عرقاً وتفرك قدمها فنظر لها بقلق وهتف : مالك
ليلى بتعب : رجلى بتوجعنى
حمزة بعملية : خلينى اشوف
ليلى بصراخ : تشوف ايه انت اتجننت
حمزة ممسكاً كتفاها ومحركاً لها جهه إحدى أرائك المكتب وجثا على ركبتيه بجوارها : التعبان باينه لدغك إهدى خلينى اشوف شغلى
ليلى بخوف وقد اصبحت بين الوعى واللا وعى : لدغنى هموت !
رفع حمزة جلبابها ويدها تحاول منعه فزجرها كاشفاً عن زوج من الثقوب التى خلفتها لدغة الثعبان
نظر لها فوجدها قد إستسلمت لإغمائتها .. إبتلع ريقه بتوتر وإقترب يمتص الدم المسموم من قدمها ويتفله على الأرض بجوار .. إنتهى من عمله وضمد قدمها ثم رفعها لتتمدد على الاريكة .. زفر بارتياح ماسحاً قطرات العرق التى كانت تتصبب من جبهته بإرهاق وجلس على كرسي مجاوراً لها ... نظر لها يتأمل ملامحها وهمس لنفسه : كنك اخدتى على علاج داكتور البهايم يا ليلى !!!
------------------------------------------------
الحقد يتآكلها كانت تكره امها لم تشأ ان يتزوج وحيدها من إبنة عدوتها وحمدت الله كثيراً أنها لم تنجب خلطاتها السحرية التى كانت تجعلها تتجرعها دون مجهود جعلتها كالأرض البور لسنوات .. املت أن يكسر عينها بزواجه من اخرى وعندما فعل لم تظنه سيقربها بعد وها هى تحمل فى احشائها طفل منه كيف سلمت لمكر النساء وامتنعت منذ اتت للصعيد عن إرسال الخادمه بمشروبها اليومى ملغماً بالمسحوق السحرى ذاك .. راتها ترتقى السلم فتحركت مسرعه متلفته حولها واقتربت منها دافعة لها بكتفها .. إختل توازن ندى وحاولت التشبث بحماتها العتيدة التى ابعدت يدها عنها ناظرة لها بسخرية وهى تسقط عن السلم حتى إستقرت اسفله فاقدة للوعى .
↚
لم تصدق عيناها ما رأت فقد كانت عائده للتو من حديقة القصر وإذا بها تشاهدها نعم أمها قدوتها فى الحياة ومنبع الحنان .. تلك التى تحت اقدامها الجنة وفى أحضانها الأمان .. تدفع بكل قسوة إبنة عمها وزوجه اخيها التى تحمل طفله ... حفيدها !!
تنبهت كل حواسها ولم تشعر بنفسها سوى راكضة ملتقطة تلك التى هوت بفعل دفعة أمها قبل أن تسقط ارضاً والتى فقدت الوعى تواً من تأثير الصدمة فى احضانها .. بأعين متسعة طالعتها جمالات التى لم تتوقع ان يراها احد وقد حرصت على ذلك بالفعل قبل ان تهم بفعلتها ولكن القدر كان له تدبيرات أخرى ... صرخت مها بفزع صرخة دوت فى انحاء القصر منبة للصغير قبل الكبير والذين كانوا فى خلال دقيقة واحدة ملتفين حولها وحول ندى الغائبة عن الوعى
محمد بفزع : إيه الى حصل
مها ناظرة لأمها بنظرة لو كانت النظرات تقتل لقتلتها تواً : وقعت من على السلم
محمد متتبعاً نظراتها بشك : وقعت ازاى
مها محولة نظرها له : مش عارفة تقريباً إتزحلقت
هتف الحاج بلال بخوف : انا هكلم الداكتور وانت شيل مرتك يا محمد طلعها أوضتها
اومأ له محمد موافقاً وحملها بين ذراعيه بجزع .. ضربات قلبه تعلو حتى كادت تصم اذناه لا فقط خوفاً على جنينهما الذى طال انتظاره ولكن على تلك القابعة بين ذراعيه فاقده للإدراك مابال قلبه لم يعهده ضعيفاً هكذا أهو الخوف من الفقد أم إنه شئ آخر !!
نظر بلال لجاملات نظرة ذات مغزى طاحناً اسنانه ليس غراً لتفوته نظرات مها لأمها والتى أخبرته دونما كلمات بما حدث تناول هاتفه وطلب رقم الطبيب
تحركت جمالات الى غرفتها خفية عن الاعين إلا من عينا إبنتها والتى تتبعت خطاها ودلفت خلفها لغرفتها
جمالات متلعثمة : م مها عاوزة حاجة
مها صافقة الباب خلفها : كنت عارفة انك بتكرهيها بس عمرى ما تخيلت ان الكره ممكن يخليكى تعملى كده فى حفيدك كمان
جمالات بثقة مزيفة : عملت إيه انا ملمستهاش
مها صارخه : شوفت بعينى هتعمينى كمان انتى ازاى تعملى فيها كده ليه الشر ده طب بتكرهيها وعارفين انما توصل لكده !! دى لو وقعت مش بس كانت هتخسر حفيدك دى كان ممكن تموت كنتى هتتحملى ازاى ذنب موتها بإيدك !
جمالات بحقد : تموت فى داهية وابنى اجوزه ست ستها بنت امها دى
مها صارخه وقد بدأت تترقرق الدموع في عينها : أمها ميته وأصلا عملتلك ايه دى كانت ست طيبة كل الناس كانت بتحبها
جمالات بكره : كل الناس بتحبها ليه تزيد عنى ايه حتى ابوكى كان سره علطول معاها ويقولى عقلها يوزن بلد
مها بإدراك هاتفة باستنكار : كنتى بتغيري من حب الناس ليهاx
جمالات بانفعال : أنا بكرهها وبكره امها ياريتها كانت وقعت وخلصنا منها
مها بضيق : ياااااه انتى قلبك إسود اوى كده الكره عمى عينك عن حب ابنك ليها
جمالات بكبرياء : إبنى مبيحبهاش
ضحكت مها بسخرية هاتفة : للاسف يا جمالات هانم متعرفيش ابنك كويس ثم اضافت بتأكيد : إبنك بيموت فيها بس للأسف غروره عاميه وياخوفى يفوق بعد فوات الأوان ويكون خسر كل حاجه
جمالات صارخة : إخرسي
مها بانفعال : مش هخرس انتى ورا كل حاجه بعد الى شوفته بعينى مستبعدش عنك اى حاجه خلاص ثم تابعت بسخرية : يا .. يا امى
جمالات بحقد : اه انا السبب انا الى حرمتها كل السنين دى من الخلفة ومش ندمانه ولو رجع بيا الزمن هعملها تانى وتالت
مها ببكاء : يا خسارة يا ماما بسبب عمايلك ربنا ردهالك فيا
جمالات بتساؤل : قصدك إيه
مها : انا طلبت الطلاق
جمالات ذاهلة : انتى اتجننتى
مها ببكاء : انا مستاهلش واحد زيه بنت واحده زيك فعلا كان آخرها ماهر
جمالات : ماهر مين !
مها ساخرة : أبو حفيدك الأول الى مات
جمالات صارخه وقد قبضت على كتفيها : انتى بتقولى ايه !
مها بصراخ مماثل : بقول الى حصل باسم اتجوزنى علشان يستر عليا وابنك ميتفضحش قدام العيله لما يعرفوا انى مش بنت
جمالات ببكاء : إخرسي
مها وقد فقد البقية المتبقيه لديها من تعقل : لا مش هخرس وهطلع اعترف لجدى بكل حاجه خليه يموتنى وارتاح بقي من العذاب الى عايشة فيه
جمالات ولم تعد ارجلها تستطيع حملها : بس اسكتى
مها بعناد مبعده يدها و متجهه نحو باب الغرفة : خلاص كل حاجه لازم تتعرف الموت ارحم
جمالات وهى تسقط ارضاً : مها
إلتفتت مها لأمها والتى كانت الآن ممدده على الأرض غائبة عن الوعى .. مها صارخة : ماما ....
إندفع ذلك الذى كان فى طريقه الى غرفته عندما استمع لصراخهما واعترافات حماته المصون .. وقف ذاهلاً يستمع لحوارهما بقلب مثقل حتى صرخت مها بإسم أمها .. لم يستطع الصمود اكثر واندفع لداخل الغرفة ....
------------------------------------------------
أفاقت من إغماءتها مرفرفة باهدابها الكثيفة التى فتنته عندما كان مراقباً لكل سكناتها منتظراً لها لتستفيق ..
امسكت ليلى رأسها وهى تتأوه وهتفت دون النظر له : انا فين !
حمزة ساخراً : كنك وجعتى على نفوخك يا مره
أغمضت عينيها بضيق وهتفت من بين اسنانها : هو بغباوته بكلمه مره الى لازقه فى لسانه
حمزة ضاحكاً : إكده تبجى زينة طالما لسانك الى عاوز جطعه لساته بيحدف الطوب ديه
ليلى ناهضة بانفعال : انا الى لسانى عاوز قطعه اسمالله على لسانك انت والاوزعة بتاعك
حمزة بخشونة : جومى يا حورمة كفاياكى خديت مالوش عازة
ليلى بتساؤل : هو ايه الى حصلى وايه الى جابنى هنا ثم اتسعت حدقتاها واحتضنت نفسها هاتفة : إنت عملت فيا اية !
حمزة ضاحكاً : هعمل فيكى ايه يا حورمة يامو شنب انتى
ليلى بانفعال : ما تحترمنى شوية يا جدع انت ياباى
حمزة واقفاً : جومى فزى خلينى أرجعك الجصر الدنيا ليلت
ليلى ناظرة للنافذة : ايه ده انا نمت كل ده بس هو ايه الى حصل .. ثم قفزت واقفة تنفض ثيابها وهى تهتف : عااا تعبان تعبان
حمزة محاولاً السيطرة على نوبة الضخك التى تجتاحه فى حضورها : ما خلاص راح إلحاله وانتى بجيتى كيف الفرس اهو
ليلى بضيق : الملافظ سعد وهمت بالوقوف فترنحت
إقترب حمزة مجفلاً وهتف بقلق حقيقي : انتى زينه !
ليلى : ..........
حمزة بخوف : ردى يا ليلة انتى زينة
ليلى متاففة هاتفة لنفسها : ليلة قتل مشاعرى دكتور بهايم بصحيح
حمزة مضيقاً بين عينية : على حسك بتجولى إيه
ليلى مبتعده عنه : مباجولش يلا وصلنى
حمزة : لما اتطمن عليكى الأول وابتعد متناولاً سماعاته الطبية فهتفت
ليلى : ايه الى بتعمله دى مش دى الى كنت بتكشف بيها على الحمير بتوعك !
حمزة ضاحكاً : مفرجتك كتير جربى
ليلى بعناد : لأ
امسك معصمها بقوة واجلسها واضعاً السماعة على صدرها فاخفضت راسها بخجل
نظر لها بتفحص .. تلك المجنونة تحمر خجلاً ما ابدعه من منظر فقد على إثره قلبه إحدى دقاته
إبتلع ريقه بتوتر وابتعد عنها هاتفاً : زينه
ثم تحسس جبهتها وضيق بين عينيه ثم تحرك مبتعداً وعاد بترمومتر لقياس درجه حرارتها ..
ليلى بتقزز : البتاع ده كان فى بق فرحانه !
حمزة ضاحكاً : يا بجرة ده ما ينفعش للخيول ولا للبهايم
ليلى فاتحه فاها : اها
ضحك حمزة باستمتاع ووضع الترمومتر اسفل لسانها فلم تغلق فاها
حمزة زاجراً : إجفلى خاشمك
أومأت نفيا بتقزز فأغلق فاها بيده وتعلقت انامله بشفتاها مستعيداً بذاكرته مذاق تلك الشهيتان .. إشتعلت وجنتاها وقد فهمت مسار افكاره فابتلع ريقه متناولاً الترمومتر ونظر فيه بعمليه وهتف مسرعاً : زينة همى جصادى .....
------------------------------------------------
وقف الجميع فى انتظار خروج الطبيب ليطمئنهم على ندى بين المبتهل والخائف والباكى !!
خرج الطبيب من الغرفة فركض محمد نحوه مسرعاً : خير يا دكتور
الطبيب : كله تمام الحمد لله هى بس اغمى عليها من الخضة انا كتبتلها على شوية حقن لتثبيت الحمل وهى فاقت جوة خلاص حاول تهديها علشان العياط مش كويس على الى فى بطنها
اومأ له محمد واندفع الى داخل الغرفة ....
إقترب باسم من الطبيب وهمس بشئ فى اذنه فتحرك الطبيب امامه وسط دهشة الحاج بلال ويوسف الذى عاد وزوجته للتو من مصر ......
مها ببكاء : اتشلت !!
الطبيب : للاسف صدمة عصبية حادة اتسببت ليها فى شلل نصفى هتحتاج لدكتور نفسي تتابع معاه وباذن الله تبقي كويسة عن إذنكم
نظرت للراقده امامها لا تحرك سوى عيناها الباكية بحزن وهمست : شوفتى عملتى فى نفسك وفينا ايه فادك بايه بس الحقد والكره يا ماما ربنا يسامحك واجهشت بالبكاء
تربيته على كتفها بحنان اجفلتها فالتفتت ناظرة لحماتها الحنون التى تلقفتها باحضانها وهتفت ببكاء : اتشلت يا ماما
فاطمه بحنان : وحدى الله يا بنتى قضاء ربنا اللهم لا إعتراض
مها ماسحة عينيها : ونعم بالله
دلف باسم الى الغرفة بهدوء فلم تشعر به تلك التى بدأت فى الحديث : حياتى كلها بتنهار يا ماما انا خلاص معدتش عاوزة من الدنيا حاجه انا نفسي اموت وارتاح واريح الكل منى انا السبب فى الى حصلها أنا قولتلها ا....x ولم تستطع إكمال جملتها حيث سحبها باسم الى احضانه مانعاً لها من الإسترسال فى الحديث فتشبثت بقميصه واجهشت فى البكاء لا تعلم اتنعى امها وما حدث لها ام تنعى حباً قتلته الظروف فى مهده .....
------------------------------------------------
اوصلها للقصر ووقف هاتفاً : ابعتيلى حيدر آنى هستنظره إهنى وقبل ان يكمل جملته اندفع حيدر اليها متشبثا فى جلبابها يبكى .. تبادلت وحمزة النظرات الوجلة ثم جثت على ركبتيها متلقفة له فى احضانها وهتفت : مالك بتعيط ليه !
اندفع حمزة جاثياً على ركبتيه بدوره بجزع فهتف حيدر من وسط بكائه : خاله ندى هتموت
ليلى مبعده له وناظره فى عينيه بخوف : بتقول ايه !!
حيدر مسترسلاً : وجعت من السلم والداكتور كان عنديها هو جال انها زينه بس راجده فى الفرشه كيف أمى ثم مسح عيناه بطفولية وهتف : هى هتموت هى روخرة !
نظر له حمزة بحزن وليلى بإشفاق واحتضنت رأسه بحنان هامسه : طالما الدكتور قال كويسه تبقي نايمه بس وهتقوم بكرة وتبقي زى الحصان ثم نظرت لحمزة وتابعت بمزاح : زى فرحانة كده
لمحت بطرف عيناها ابتسامته الجانبيه القاتلة فتنهدت بحالميه .. نظر لها بتساؤل فابتلعت ريقها وحدثت حيدر بمزاح : بس هو ده الى مخوفك وانا الى قولت عليك قوى مبتخافش
حيدر بشموخ : آنى جوى .. ثم نظر حوله واشار لها لتقترب فنظر لهما حمزة مستفهماً
حيدر : الخاله جمالات اتشلت
تهللت ملامح ليلى وهتفت : بجد
أومأ لها فنظر لهما حمزة بضيق هاتفاً : مفاهمش آنى إيه الى مفرحكم فى شلل الولية
تبادل كل من ليلي وحيدر النظرات وانفجرا فى الضحك .. تابعتهم عيناه وقد اصابه ضحكهم بالعدوى فضحك بدوره وفى عقله ألف تساؤل حول تلك صاحبة الحدوة !
