رواية أسد ولارا الفصل الرابع 4 هي رواية رومانسية بقلم الكاتبة أسماء السيد، تجمع بين قوة "أسد" وهيبته، ورقة "لارا" التي تسكنها شجاعة خفية، ليكتشفا معًا أن بعض القلوب تُروَّض بالحب… لا بالقوة.
رواية أسد ولارا الفصل الرابع 4
الزمن ما بيعديش هو بيفضل يلف في دايرة وكل دايرة ليها نقطة رجوع مهما أخدت وقتها.
وسنين عدت على الليلة اللي اتكسرت فيها لارا واللي أسد فيها ظن إنه كسب راحته وسمعته.
لكنه ما كانش يعرف إن اللي بيرمي وجع ف قلب حد بيرجعله مضروب في عشرة.
بعد ما لارا رجعت الحارة وأسست جمعيتها الدنيا كانت ماشية زي الساعة.
بنت عندها هدف ونار جواها بتحركها.
أما أسد
كان ظاهريا ناجح
فاتح محل أدوات كهربائية ومتجوز من البنت اللي أهل الحارة قالوا عليها ست بيت شاطرة.
لكن الحقيقةبيته كان بينهار ببطء من غير صوت.
نسمه كانت بتغار من كل حاجة من أي بنت يبصلها من أي كلمة يسمعها عن لارا اللي بقت اسمها على لسان الكل.
كل مرة يسمع اسمها في التليفزيون كانت لارا طالع تقول كلمة في ندوة أو برنامج عن البنات اللي اتظلموا كان قلبه يوجعه.
يحاول يغير القناة بس صوته الداخلي كان
بيقوله
اسمع يا أسد دي البنت اللي كسرتها وبتقوم دلوقتي أقوى منك.
في يوم مطر رجع أسد من الشغل بدري.
دخل الأوضة بهدوء لكنه حس إن في حاجة غلط.
مراته كانت قاعدة على السرير ظهرها ليه وإيدها متوترة وهي تمسك الموبايل.
بصت له بسرعة وحاولت تخفيه وراها.
قال وهو بيرفع حاجبه
مالك بتخبي إيه
ردت وهي بتحاول تضحك
مفيش كنت بكلم صاحبتي.
مد إيده بهدوء وقال
أهو نشوف بقى.
لما أخد الموبايل وبص فيه اتجمد مكانه.
وشه تغير وصمته كان أبلغ من أي كلام.
هي حاولت تبرر لكن نظرته كانت كفاية تفهم إنها لحظة كسرت جواه حاجة عمرها ما هتتصلح.
الدم طلع في دماغه صوته علي ونسمه عيطت وقالت
زي ما إنت شكيت في بنت الناس زمان النهارده الدور جه عليك!
الجملة دي كانت زي طلقة.
وقف مكانه مش قادر يتكلم كأن القدر قرر يوريه صورته اللي كان رافض يشوفها.
خرج من البيت تايه والمطر بينزل على وشه وهو مش عارف بيعيط ولا بيتعاقب.
في الأيام اللي بعدها اتقلبت حياته جحيم.
مروة خدت بنتها ومشيت وأهلها فضحوه وشريكه في المحل نصب عليه واخد الفلوس كلها وهرب
والناس اللي كانت بتقول عليه أسد الجدع بقوا يقولوا ده اللي خسر كل حاجة بإيده.
وفي وسط دا كله كان كل يوم يعدي من قدام جمعية نور البنات ويبص من بعيد.
وشه بقى شاحب شعره شاب وكأنه عشر سنين كبروا في شهر.
ولارا
كانت بتشوفه أحيانا واقف بعيد ما بيقربش بس عينيه بتتكلم ألف كلمة.
وفي يوم قررت الجمعية تعمل احتفال كبير دعوا فيه ناس من الإعلام وناس من الحارة.
الكل حضر حتى أسد وقف بره مستني يشوفها.
طلعت لارا على المسرح بسيطة زي ما كانت دايما وشها منور بالثقة.
مسكت الميكروفون وقالت
أنا دايما مؤمنة إن الوجع مش نهاية الوجع بداية.
الناس اللي كسروك بيظنوا إنهم خلصوا عليك لكن ربنا ليه حساب تاني.
بيسيبك تشفى وتتعلم وتكبر
وبيسيبهم
يعيشوا مع وجعهم اللي هما زرعوه.
الكلمات نزلت على أسد زي السكينة
ما كانش عارف إذا كانت بتكلمه هي ولا القدر اللي بيكلمه على لسانها.
بعد الحفلة وهو ماشي لارا شافته.
بص لها بعينين كلها ندم وهي قالتله بهدوء من بعيد
مش أنا اللي انتقمت يا أسد الدنيا هي اللي رجعتلك اللي عملته.
سكت لحظة وقال
كنت فاكر الرجولة في السيطرة طلعت في الاحترام.
كنت فاكر الشك بيحميني طلع هو اللي قتلني.
ابتسمت لارا ابتسامة فيها غفران وقالت
خلاص يا أسد الكارما خلصت. كل واحد خد نصيبه.
وهي بتتكلم معاه كانت عينها بتبص بلهفه لشاب ملامحه عربيه وسيم لدرجه تخط ف الأنفاس لدرجه ان الكل انتبه ليه من شياكته وثقته في نفسه ووقفته الرجوليه وسط الحاره حتى اسد نفسه لكن فاق لما انتبه للارا اللي اندفعت ملهوفه لحضنه اللي فتحه ليها واحتواها بشوق باين زي الشمس عليه وهو بيهمس بحنان
وحشتيني يا روح يوسف ووحشتي انس دلوعه ماما دا
كان بيشاور علي ابنه علي ابنه اللي يدوب كمل سنه ونص ونايم بعمق في العربيه.. سابته وحملت ابنها بشوق
وانتو كمان وحشتوني اوي اوي..
مالت عليه وهو مسكها وهو بيبارك ليها عالنجاح اللي حققته والانتصار العظيم
قدامها كان واقف اسد رجله مش شيلاه الوضع مش محتاج تفسير الكل حواليه بيتكلم أن دا جوزها راجل الأعمال اللي اتجوزته في الغربه والداعم الرسمي للي بيحصل في الحاره ودا ابنها الجميل اللي هما عارفينه كمان من صوره اللي ورتها ليهم
الكل كان في المعلوم الا هو اللي اتضح أن كان عايش في المجهولالمجهول وبس
عمته والده والدته اخواته كله علي علم الا هو ..هو النادم الوحيد المنبوذ ..مشت مهتمتش ابدا تنظر ليه هو مش متشاف ليها ودا اللي يدل أن للاسف ملهوش وجود وهو يستاهل..فضل واقف يتفرج على ضهرها وهي بتبعد
عارف إن ده آخر مرة يشوفها فيها وآخر درس
من دروس الحياة اللي جاتله متأخرأن اللي فوته بغباء بايده كان في ايد تانيه بتلقفه بحنان كبيرخايف ليجرحه..
تمت بحمدلله
