رواية أسد ولارا الفصل الثالث 3 هي رواية رومانسية بقلم الكاتبة أسماء السيد، تجمع بين قوة "أسد" وهيبته، ورقة "لارا" التي تسكنها شجاعة خفية، ليكتشفا معًا أن بعض القلوب تُروَّض بالحب… لا بالقوة.
رواية أسد ولارا الفصل الثالث 3
نسمه عمره ما قدر ينسى الوش اللي سابه بيبكي في الليلة دي.
في يوم بعد سنتين بالضبط عربية سوداء نضيفة وقفت قدام الحارة.
العيال جريوا يشوفوا مين اللي نزل
كانت لارا.
لابسة لبس بسيط شيك شعرها مربوط ووشها هادي بس النظرة في عينيها اتغيرت
مش البنت اللي كانت بتخاف أو تتكسف دي واحدة رجعت من الحرب.
الناس بصتلها والهمس رجع من جديد
ياااه! دي لارا!
رجعت بعد اللي حصل!
سبحان الله شكلها اتغير.
هي ما علقتش مشت بخطوات واثقة لحد بيتهم.
أمها فتحت الباب وشها نور بالدموع.
لارااا! يا بنتي! اخيرا!
وقالت
كنت بلملم نفسي يا ماما.
قعدوا يحكوا بالساعات عن الغربة عن الشغل عن الوحدة عن الليلة اللي غيرت حياتها.
أمها قالت بخوف الحمدلله انك رجعتي بس خايفه يا بنتي
ابتسمت لارا وقالت
متقلقيش رجعت عشان أواجه وجعي مش أهرب منه.
في اليوم التاني الصبح الناس كلها كانت شايفه لارا وهي داخلة جمعية خيرية جديدة في نص الحارة.
مكتوب على اليفطة
جمعية نور البنات توعية ودعم للفتيات ضد الختان والعنف المجتمعي.
الناس اتصدمت واتكلمت أكتر.
بس هي ما كانتش بتهتم خلاص.
كانت بتقابل البنات الصغيرين تحكي لهم عن الكرامة عن الجسد اللي هو ملك صاحبته عن الخوف اللي لازم يتحول قوة.
وفي يوم جمعة كان أسد ماشي من قدام الجمعية وشافها.
وقف مكانه مش مصدق.
هي خرجت بنفس اللحظة شايفاه وشها مافيش عليه لا كره ولا حب بس هدوء قاتل.
قال بهدوء متردد
إزيك يا لارا
ردت وهي واقفة بثبات
الحمد لله يا أسد وإنت
أنا كويس يعني ماشي حالي.
مبروك الجواز سمعت إن عندك بنت.
باندفاع آه اسمها لارا
سكتت وبس ابتسمت بتهكم لحظة وبعدين قال
أنا آسف يا لارا.
ضحكت بخفة حزينة وقالت
عارف يا أسد بس أنا ما كنتش مستنية منك اعتذار. كنت مستنية تفهم.
فهمت متأخر.
المهم إنك فهمت. الوجع اللي عملته فيا
خلاني أقوى وخلاني أرجع أساعد غيري.
بص لها بأسف وقال
مكنتش أعرف إن سؤال ممكن يهد حياة.
ردت بنبرة هادية فيها وجع ووعي
مش السؤال اللي هدها اللي هدها الشك اللي وراه انت كنت ناوي من الاول وانت عارف ان سؤالك في يوم زي ده في الوقت اللي اخترته هيعمل كارثة يعني زي ما خططت اتحقق
كشفته وعرت روحه وسابته ومشت وهو وراها بعينيه لحد ما اختفت في الجمعية بين البنات.
ومن اليوم ده كل مرة يعدي من هناك كان يسمع صوت ضحك صغير جاي من جوه ضحك بيخبط في قلبه ويفكره باللي ضيعه بإيده.
أما لارا فكانت خلاص خلت وجعها رسالة.
كل بنت كانت بتيجي تحكي حكايتها كانت لارا تقولها
أنا كنت مكانك وكنت ضعيفة بس اللي بينكسر لو قرر يقوم بيبقى أصلب من قبل.
والحارة
اتعلمت تسكت شوية قبل ما تحكم.
واتعلموا إن اللي اتربى برا مش دايما غريب
وأحيانا الغربة الحقيقية جوه البيوت اللي بتخاف من الحقيقة.
مادار .دار الكارما
